مقدمة تلفزيون "ام تي في"
بين 14 آذار أمس و16 آذار غداً تكتمل المشهدية اللبنانية
ببعدها الاستقلالي - السيادي. في 16 آذار 1977 اغتيل كمال جنبلاط لأنه قال لا
لسوريا حافظ الاسد. وفي 14 آذار 2005 اننتفض اللبنانيون في ساحة الشهداء، ساحة
الحرية، ليقولوا لا لسوريا بشار الاسد ولينادوا بخروجها من لبنان. ولأن حكم حافظ
وبشار الاسد اصبح مجرد تاريخ ملطخ بالدم وبالسواد، فان لـ 14 و16 اذار هذا العام
رمزيتَهما الخاصة المعبرة. فالنظام الذي قهر اللبنانيين وصفى عددا كبيرا من قادتهم
واصحاب الرأي فيهم, هرب رئيسُه وكبار المسؤولين فيه واصبحوا اما سجناء او لاجئين
سياسيين، وسقطوا في لعنة القدر والتاريخ.
في المقابل، فان الدولة اللبنانية سائرة على درب السيادة
والاستقلال من جديد، وها هي تستعيد عافيتـَها شيئا فشيئا وتعود الى خريطة العالم.
وفي السياق اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انه سيلتقي الرئيس جوزاف عون في
الثامن والعشرين من الجاري في قصر الاليزيه، ما يشكل تمهيدا لعقد مؤتمر دعم للبنان
تعمل فرنسا على تنظيمه.
اما في لبنان فالاسبوع الطالع سيشهد على الارجح جلستين
لمجلس الوزراء. الاولى مؤكدة في السراي مخصصة للاتفاق على آلية للتعيينات في
المراكز الادارية. اما الثانية فقد تـنعقد الخميس لتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان.
في الاثناء تتواصل المشاورات بين اركان الحكم، وابرزها اليوم اللقاء الذي جمع رئيس
مجلس النواب برئيس الحكومة في عين التينة. وقد تم التداول فيها بكل التطورات بما
فيها التعيينات المرتقبة الخميس في جلسة مجلس الوزراء. فهل تؤدي المشاورات
المكـثفة الى تصاعد الدخان الابيض الخميس ايذانا بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان؟
البداية من زيارة عون المرتقبة الى فرنسا والمشابهة لزيارته السعودية. فهل
تُفَرمَل المساعي الفرنسية تجاه لبنان في حال التباين مع الاميركيين؟
***********
مقدمة تلفزيون "ال بي سي"
كلما سمع اللبنانيون اي خبر عن استئناف الحرب
الاسرائيلية على لبنان, او عن دعم اميركي لهكذا حرب , يصيبهم الذهول.
المفاجئ في ذلك, ان بعض اللبنانيين مقتنع ان الحرب
الاسرائيلية انتهت اصلا, بينما تل ابيب تؤكد عكس ذلك.
منذ اتفاق وقف النار, ثبّتت احتلالها عددًا من المواقع,
مؤكدة انها لن تنسحب منها, وواصلت استهدافها عناصر من حزب الله وبنيته التحتية,
وعلّت سقف تهديداتها.
هدفها المدعوم اميركيا, وهو مفصل في اتفاق وقف النار
الذي وقعه لبنان , نزعُ سلاح حزب الله من جنوب الليطاني الى شماليه, وفي سبيله
ستكثِّف مع واشنطن كل الضغوط على السلطات اللبنانية.
سلطاتٌ تعرف حقيقة المطلوب, وتعرف انه يتخطى الهدف
المعلن، صوب محاولة احداث خرق في ملف التطبيع, لكنها تعرف كذلك ان لا حل لاحادية
السلاح, بخلق حرب اهلية.
على هذا الاساس, سيحاول لبنان الرسمي السير بين الافخاخ
الاسرائيلية, وهدفه تفكيك لغم الاحتلال اولا.
هو سيفاوض عبر ثلاث لجانٍ الترسيم البري مع اسرائيل في
شكل غير مباشر, وهذا ما ناقشه اليوم رئيس الحكومة نواف سلام مع الرئيس نبيه بري.
وقد علمت الـLBCI
أنّ المباحثات اكدت ان هذه اللجان ستتسم بطابع عسكري,
وأن التحضيرَ لعملها انطلق، على ان يبدأ فعليا مع عودة رئيس لجنة مراقبة وقف
النار, الجنرال جاسبير جيفرس بعد اسبوعين الى لبنان, ليترأس اجتماع لجنة المراقبة.
بين الرئيسين نوقش كذلك, ملف التعيينات, لا سيما ما
يرتبط منها بحاكمية مصرف لبنان.
رئيس الجمهورية اكد من جهته ان لا استقرار ولا عودة
للحياة الى المناطق المتضررة من الحرب من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن
سيادة لبنان وامنه وانسحاب المحتل من الارض وعودة الاسرى.
الضغوط على لبنان تتزامن مع تطورات متسارعة في الشرق
الاوسط, واخرى متقلبة في البيت الابيض, الذي اعلن اليوم سحب آدم بوهلر من منصبه،
مبعوثًا خاصًا لشؤون الرهائن, وهو من فاوض حماس مباشرة في الاسابيع الاخيرة.
**************
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
بعد إنجاز التعيينات العسكرية والأمنية في مجلس الوزراء
تنتقل الحكومة إلى الحلقة الثانية من التعيينات. وإذا ما جرت رياحها بما
تشتهي السفن فإنه سيتم تعيين حاكم لمصرف لبنان في جلسة المجلس المقررة الخميس
المقبل. أما الجلسة المقررة الإثنين فهي مخصصة لاجتراح آلية ناظمة للتعيينات
الإدارية وسائر المراكز العليا في الدولة.
وعشية الجلسة قصد رئيس الحكومة نواف سلام مقر الرئاسة
الثانية في عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري وتناول البحث
الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة اسرائيل خرقها بنود
اتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701.
وفي اطلالة على المشهد المحلي جددت باريس التزامها بدعم
لبنان في نهوضه وحماية سيادته على ما اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي
اعلن انه سيستقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون في الثامن والعشرين من آذار في
باريس. الرئيس الفرنسي اشار الى انه اتصل بالرئيس نواف سلام وهنأه على الجهود
التي يبذلها والحكومة لدعم وحدة لبنان وأمنه واستقراره وتطرقا إلى آفاق إعادة
الإعمار والاصلاحات الضرورية.
جنوباً غارة شنتها مسيّرة اسرائيلية على سيارة في بلدة
برج الملوك بمنطقة مرجعيون اسفرت عن سقوط شهيد.
على خط آخر استمر تطاير شظايا الزيارة التي قام بها وفد
من دروز سوريا الى كيان الاحتلال الاسرائيلي رغم التحفظات الكبيرة من غالبية أبناء
الطائفة عن هذه الخطوة التي يهدف العدو منها الى فصل الدروز عن سوريا. هذا
الموضوع سيحضر في الذكرى الثامنة والاربعين لاستشهاد كمال جنبلاط التي يحييها
الحزب التقدمي الاشتراكي باحتفال في المختارة غداً.
ومن المرتقب ان يكون الاحتفال حاشداً ويشكل رداً على كل
الطروحات الداعية إلى سلخ الدروز عن ثوابتهم وعروبتهم. وبحسب صحيفة الأنباء
الالكترونية الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي فإنه ستكون لرئيس الحزب السابق
وليد جنبلاط كلمة مفصلية في المختارة قد تتضمن رسائل برسم الداخل والخارج بشأن
المؤامرة الاسرائيلية المكشوفة لسلخ الموحدين الدروز عن محيطهم العربي.
وفي المحيط العربي ما تزال غزة في مهب الاعتداءات
الاسرائيلية اذ ادى استهداف مسيّرة معادية سيارة في بيت لاهيا شمال القطاع الى
مجزرة ذهب ضحيتها تسعة شهداء.
يأتي ذلك بينما المفاوضات بشأن غزة تصطدم بالعراقيل
الاسرائيلية. في هذه الأثناء ما تزال نوايا تهجير الغزيين قائمة... وبعد
اعلان الرئيس الأميركي تخليه عن خطته بهذا الشأن كشفت تقارير صحفية ملامح خطة
اسرائيلية لتهجير فلسطينيي القطاع الى السودان والصومال وارض الصومال. لكن
وزيري خارجية الصومال وأرض الصومال قالا اليوم إنهما لم يتلقيا اي اقتراح لإعادة
توطين الفلسطينيين من غزة.
****************
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
عدا الكلام الفائض والوعود الفضفاضة، ليس في الأفق ما
يبشِّر بالخير.
فمن الناحية العملية، انطلق الحكم الجديد على أساس
عنوانين:
الأول تحرير الاراضي المحتلة وحصر السلاح بيد الدولة،
والثاني الخروج من الأزمة المالية ونهوض الاقتصاد.
تحت العنوان الاول، مضت المهلة الأولى، فالثانية بعد التمديد،
ولم تفِ اسرائيل بالتزاماتها وفق اتفاق وقف اطلاق النار، على وقع خروقات يومية
للسيادة ، وغارات واغتيالات على مدار الساعة، من الجنوب الى البقاع.
اما المساعي الديبلوماسية للحل، التي يتمسك بها
المسؤولون، فتدور حتى اللحظة في حلقة مفرغة، بفعل ميوعة الموقف اللبناني من ناحية،
وفق تعبير اكثر من طرف وشخصية سياسية، والتعنت الاسرائيلي من ناحية اخرى، بحسب
تصريحات اكثر من مسؤول اسرائيلي بدءاً ببنيامين نتنياهو، ليبقى التعويل على خرق
اميركي مباشر للجدار السميك، ما يتيح التطبيق المتأخر للاتفاق، وبدء التفاوض الجدي
حول النقاط العالقة المعروفة، فضلاً عن مسألة مزارع شبعا التي ينص على وجوب حلِّها
القرار 1701.
وتحت العنوان الثاني، المالي والاقتصادي، شكلت حكومة
تحالف رباعي جديد لا اصلاح، واستعيض عن تركيز القرار السياسي في مؤسسة مجلس
الوزراء، لا في ترويكا أو دويكا، بالحديث عن اجراء شكلي هو العودة الى المقر الخاص
في منطقة المتحف، وكأن المشكلة في مكان الاجتماع لا في مضمونه.
اما العمل الحكومي تحت هذا العنوان، فسمته الواضحة بطء
في الانتاج، وبلادة في القرار، واعتبار الاجراءات الروتينية من تعيينات وغيرها
انجازات غير مسبوقة، وسط غياب واضح لخطط للإصلاح والانقاذ، التي يرتفع منسوب بالشك
بإمكان تنفيذها أصلاً متى وجدت، بفعل التعطيل المتبادل المحتمل والمزايدات داخل
التركيبة الحكومية، حيث سجلت في الايام الفائتة اشكالات كثيرة، بين القوات ونائب
رئيس الحكومة من ناحية، وبين كثيرين من نواب التغيير الذين منحوها الثقة، ورئيس
الحكومة نواف سلام.
كل ما تقدم يحمِّل المعارضة مسؤولية وطنية كبرى. معارضة
يبدو التيار الوطني الحر مصراً على قيادتها، على ان تكون ايجابية بناءة لا شعبوية
عشوائية. لكنها معارضة ستبين الحقائق، وتكشف الاخطاء، وتطرح البدائل، علماً ان غالبية
ما يطرح اليوم من كلام اصلاحي على مستوى السلطة، لا يختلف في شيء عما طرح في
السابق وتمت عرقلته على يد نفس الافرقاء المتربعين راهناً على العروش.
ومن المتوقع ان تحضر خطة المعارضة للأشهر المقبلة غداً
على طاولة النقاش في المؤتمر السنوي للتيار الوطني الحر في ذكرى الرابع عشر من
آذار، الذي تتخلله كلمة سياسية ظهراً لرئيس التيار جبران باسيل تنقلها ال
او.تي.في. مباشرة على الهواء.
**********
مقدمة تلفزيون "الجديد"
ثمانيةٌ وأربعون عاماً على طلَقاتِ الغدر طالَ
الارتحال.. وطالت معه عدالةُ السماء إلى أن ارتدّ الرصاصُ اعتقالاً
للقاتل. عشيةَ ذكرى اغتيال المعلم.. عادت المختارة "منارة" كما
يسمِّيها حرسُ الحركةِ الوطنية القديم وإليها بدأت تحُجُّ الوفود وفي طليعتها
جيشُ المستقبل تتقدمُهم العمَّة بهية.. هديةً من الرئيس سعد
الحريريالذي استَبق الوفدَ
برسالةٍ خاطَبَ فيها جنبلاط، قائلاً: شاءتِ الأقدارُ أن نتشاركَ تحمُّلَ مسؤوليةِ
الاستمرار في هذه المسيرة، للحفاظ على الإرثِ الكبير رَغم ما تعَرَّضْنا له من
قتلٍ ومحاولاتِ إلغاء. وفي اليوم الاستثنائي زماناً ومكاناً.. تعبُرُ الذكرى
ضِفةَ النهرِ إلى البرّ وستكونُ مناسَبةً لتجديد الالتزامِ الدرزي بالثوابتِ
الوطنية وبعروبة بني معروف أحفادِ سلطان
باشا الأطرش، وهي ايضاً مَحطةُ استفتاءٍ للزَّعامة الدرزية ومقرّها
المختارة وتجديدِ العهدِ بقضية فلسطين، الأمانةِ التي حَمَلها الوليد من الكمال وأَورَثَ
كوفيَّتَها لتيمور. أحدُ المختارة يقعُ على
تضاريسَ من تحولاتٍ سياسية انعكست على المجتمع الدرزي كما على غيرِه وأخطرُها
محاولاتُ الاحتلال استدراجَ أهالي الجنوب السوري إلى الحُضن الإسرائيلي من باب
تأمينِ الحماية وفتحِ أسواق العمل. ولاحت بوادرُه من عِمامات المشايخ كوجهٍ
ديني لأوجُهِ التطبيع وهو مسارٌ يحلّقُ فوق سوريا ولبنان وإذا كان لبنان
متمسكاً بثوابتِه وردِ الضغط على الاحتلال للانسحاب من الأراضي التي يحتلُّها
وإعادةِ الأسرى، فإنَّ تحقيقَ ذلك لا يَستلزِمُ لجاناً دبلوماسية للمتابعة
والتنفيذ واتفاقَ أوسلو شاهِدٌ على ضَياعِ السنين إلى أن نَعَاهُ بنيامين
نتنياهو. لذا يكفي أن تَضغطَ
إدارةُ البيت
الأبيض على إسرائيل للانسحاب
من الأراضي اللبنانية المحتلة ونِقاطِها، وَفقاً للحدود المرَسَّمةِ
والمسجَّلةِ في قلم الأمم
المتحدة. امَّا إطلاقُ سَراحِ
الاسرى فقد التَزمت به الدولةُ وتعملُ عليه لجنةُ الاشراف على وقف اطلاق
النار وهو اتفاقٌ تمادت إسرائيل في خرقه، حيث لا يمرُّ يومٌ من دون أن
تنفِّذَ عدواناً على لبنان، إن كان بالغارات على حدوده الشرقية أم
بالاغتيالات بالمسيَّرات، وآخرُها اعتداءٌ اليومَ في برج الملوك ما أدى إلى استشهاد مواطن وبينهما احتلالُ الطائراتِ الحربية
ومسيَّراتِ المراقَبة لسماء كلِّ لبنان. وعلى هذا المشهد جَمَعَ مفتي
الجمهورية الشيخ عبد
اللطيف دريان الدولةَ في دار الفتوى
الى مائدة إفطارٍ بحضور الرئاساتِ الثلاث وقادةِ أحزابِ الصف الأول، وفي
كلمته لفت رئيسُ الجمهورية جوزاف عون إلى أن التدبيرَ الإلهيَّ شاءَ أن يَتزامنَ
هذا الشهرُ الفضيل مع زمنِ الصومِ الكبير لدى الطوائفِ المسيحية ليُثبِتَ أن لبنانَ
وطنُ التنوعِ والتعددية ويتَّسِعُ للجميع بمختلِف انتماءاتهم. ومن هنا تأتي
المشاركةُ السياسية للجميع من دون تهميشٍ أو عزلٍ أو إقصاءٍ لأيِّ مكوِّنٍ من
مكوناته والقضيةُ المِحور في خِطاب عون من ديار الايمان
تناولت وقفَ اطلاقِ النار والقرار 1701، وقال إنه لا يمكنُ أن يستقرَّ لبنانُ
ويزدهرَ في ظلِّ استمرارِ التوترِ على حدودِه الجنوبية، ولا يمكنُ أن تعودَ
الحياةُ الطبيعيةُ إلى المناطقِ المتضررةِ من دونِ تطبيقِ القراراتِ الدوليةِ التي
تَضمنُ سيادةَ لبنانَ وأمنَهُ واستقرارَه، وانسحابَ المحتلِّ من أرضِنا وعودةَ
الأسرى إلى أحضانِ وطنِهم وأهلِهم، وهذا يوجِبُ أيضًا وضعَ المجتمعِ الدوليِّ
أمامَ مسؤولياتِه للإيفاءِ بضماناتِه وتعهداتِه، وتجسيدِ مواقفِه الداعمةِ للدولةِ
ووضعِها موضعَ التنفيذ.