يبدو أن وحدة أوروبا وأمريكا بشأن القضايا الرئيسية في السياسة والاقتصاد العالميين تجعل من الممكن الحديث عن وجود غرب جماعي. ويمكن الحديث، في الوقت نفسه، عن تقسيم العالم إلى مجموعة ضيقة من الدول تعمل كقبضة واحدة.
إن التغيرات الداخلية التي تكتسب زخمًا في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تسليحًا والأقوى اقتصاديًا على هذا الكوكب، تجعل من الممكن الحديث عن احتمال تباعد مسارات أوروبا وأمريكا. مع أن انتخاب دونالد ترمب رئيسًا ووصول فريق جديد إلى السلطة في واشنطن لا يشكلان بعد تحولاً حاسمًا عن المسار السابق، إلا أنّه بالفعل بداية لحركة جديدة.
بالنسبة لأوروبا، أي تغييرات تُعدّ خطيرة وغير مقبولة على الإطلاق في الوقت الراهن. وفي الوقت الحالي، تحاول أوروبا الرد على ما يحدث بالطريقة التقليدية: التظاهر بأنها تفعل شيئًا ما، وتنتظر تغيير الإدارة في الولايات المتحدة أو انتصار المعارضة في الانتخابات البرلمانية. ولكن، إذا تبين أن ما يحدث الآن ليس انحرافًا عن القاعدة، بل حقبة جديدة في تطور الغرب بأكمله، فسوف نشهد قريبًا اختلافات جدّية بين الأمريكيين وحلفائهم في أوروبا.
بالنسبة إلى روسيا، فإن مثل هذه الاختلافات، ناهيكم بالانقسام، لا يمكن أن تكون إلا ظاهرة إيجابية. يعلّمنا التاريخ أننا على الرغم من أن مواردنا كانت دائما أقل من مواردهم، حققنا انتصاراتنا الأكثر إقناعًا، وعلى وجه التحديد عندما كان هناك صراع داخل الغرب.
وبالتالي، إذا استمرت الولايات المتحدة، لأسباب خاصة بها، في تقويض وحدتها مع أوروبا، فسوف يشكّل هذا دفعة قوية للسياسة الخارجية الروسية.
(مدير البرامج في نادي فالداي، تيموفي بورداتشيوف، في "فزغلياد")