25 MAR 2025
عاجل:

في حضور الحجار : اللواء شقير تسلم مهامه في المديرية العامة للامن العام خلفا للبيسري

  • ٤٨

اللواء البيسري: إستمرت المديرية في عملها دونَ تَوقَّف في مرحلةٍ حساسةٍ ودقيقةٍ

اللواء شقير: التعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المدني سيبقى ركيزة أساسية في أداء واجبنا الوطني

الحجار: همنا إزالة الاحتلال الاسرائيلي عن أرضنا الطاهرة واجراء الانتخابات البلدية والاختيارية

تمت صباح اليوم مراسم التسليم والتسلم في قيادة المديرية العامة للامن العام بين اللواء الياس البيسري وخلفه المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير، في حضور وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار ورؤساء المكاتب والدوائر والمراكز في المديرية العامة.

وقد استقبل اللواءان البيسري وشقير الوزير الحجار عند مدخل المديرية حيث قدمت له ثلة من الامن العام مراسم التشريفات على وقع موسيقى الامن العام الموسيقى، ومن بعدها بدأت مراسم التسليم.

اللواء البيسري 

افتتاحا النشيدين الوطني اللبناني ونشيد الامن العام قبل ان تقدم النقيب جووي البستاني الحفل بكلمة مختصرة قدمت فيها اللواء الياس البيسري الذي استهل كلمته بالترحيب بالوزير العميد الحجار، وباللواء شقير مديراً عاماً جديداً للأمن العام،

 وقال :" يطيب لي في هذه المناسبة التوجّه إلى عسكريي الأمن العام ضباطاً ومفتشين ومأمورين، بالشكرِ الكبيرِ على تفانيهم في عملهم وجهودهم اللامحدودة، وتعاونهم الدائم والمستمر، في مرحلةٍ حساسةٍ ودقيقةٍ، كانت محفوفةً بالتحِدّياتِ والصعوبات، لكم مني كل التقدير لتأديتكم واجباتكم المهنية بكلِّ مناقبيةٍ، فكنتم جديرينَ بقسمِكُم وولائكم للدولة اللبنانية، وكنتم مثالاً لمعاني الالتزام الوطني، والمفهوم الأخلاقي، لتحقيق أعلى معاييرِ الكفاءةِ في الوظيفةِ الإداريةِ والمهمّةِ الأمنية، وإعلاء شأن مؤسّسة الأمنِ العام، وصَونِ لبنان وأمنِهِ واستقرارِه".

وأَضاف :"اليوم، بكلِ اعتزازٍ وثقة. أسلِّمُ رايةَ المسؤوليةِ إلى اللواء حسن شقير، مقتدياً بما زَرَعَتهُ فيَّ الخدمة في المديرية العامة للأمن العام، من قِيمٍ راسخةٍ ومبادئَ سامية.

 قطعنا في الفترة الماضية مرحلةً محفوفةً بالأخطارِ والتحدّياتِ الأمنية والإدارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، جرّاءَ الحروبِ في المنطقة، وتطوّرات الأوضاع في سوريا والحرب على لبنان، الذي مرّ بأسوأ الظروف وأكثرها حرجاً على المستويات كافّةً.

على الرغم من كلّ الظروف والوقائع الحرجة التي مرّت بها المديرية العامة للأمن العام، وما تعرَّضت له من عُدوانٍ مباشر على مراكزها الحدودية، إستمرت المديرية في عملها دونَ تَوقَّف على المعابر البرية، والجوية والبحرية، او لجهة تأمين الخدمات للمواطنين والمقيمين من جوازات سفرٍ واقاماتٍ ومعاملاتٍ جمّة، وهي صلاحياتٌ حصريةٌ للأمن العام.

عدا عن وقوفها إلى جانِبِ عسكريّيها وعائلاتِهم وتأمين مساعداتٍ اجتماعِيةٍ مستدامةٍ لهم للتخفيفِ عن كاهلهم المعيشي، وَتغطيةِ نسَبةٍ عاليةٍ منْ فاتورتي الطبابة وَالدواء للحفاظِ على ضمَانِهم الصُّحي، بعد أَن ارتفَعت التكلفة الصّحية نتيجة تدهورِ العملةِ الوَطنيةِ وتأثيراتها السلبيّة على الرواتبِ والاجور".

ولفت البيسري  الى :"أن المرحلة كانت  مرحلة صعبة، خصوصاً عندما كان يتَطَلّبُ الأمرُ إصدارَ قراراتٍ إستناداً الى القوانين والأنظمة، في ظلِّ شغورٍ رئاسي إستمر عامين ونيّف، ومع وجود حكومةِ تصريف أعمال، وسيُسجل التاريخ أن التعاون المسؤول معها أثّمر نتائج بنّاءة وانعكس ايجاباً على مصلحة المواطن، وعلى استمرار العمل الإداري والخدماتي والأمني.

أقصى الأهداف التي وضعناها نُصبَ أعيُنِنا، الصمود والإستمرار، والمحافظة على المؤسّسةِ وعديدِها، والأهمّ حمايتَها من أيةِ تأثيراتٍ سلبية، ناتجةٍ عن الأزمات الداخليةِ التي عصفت بوطننا، وتلك التي أفرزتها الأوضاعُ الإقليميةُ المحيطةُ بنا، وقد شهِدَ الجميع على الانجازاتِ المُحَقَقَةِ.

ما ينبغي معرفتُهُ بالحسِّ واليقين، أن دورَ الأمن العام كان فاعلاً وقويًّا على المستوى الأمني الرسمي، المتشكل من جيش وقوى أمن داخلي وامن دولة ومتعاوناً مع قواتِ الأمم المتحدة العاملة في الجنوب، وكان همُّنا الحفاظُ على الدّورِ والوجود وضمانِ الامنِ والاستقرار، من خلال المساهمةِ في معالجةِ ملفاتٍ ضاغطةٍ ومؤثرة سلباً على الداخل اللبناني، ومن بينها ملف النزوح السوري، الذي كان ولا يزال يُشكّلُ قضيةً وطنيةً كبرى. عمِلنا بتوجيهاتٍ من السلطةِ السياسية، فنجحنا بنسبةٍ كبيرةٍ في تحييدِ وطننا العديد من تداعيات هذا الملف، وكان هذا النجاحُ ثَمَرةَ التنسيقِ الدائمِ والمباشَر بين كلّ الاجهزةِ المعنيةِ، تطبيقًا لمبدأ التعاون بين المؤسساتِ العسكريةِ والامنيةِ والرسمية.

لبنانُ كانَ وسيبقى بلدَ الحرّيةِ والتعدُّدِ. واليومَ مع بدايةِ عهدٍ جديد، برئاسةِ فخامةِ رئيسِ الجمهوريةِ العماد جوزف عون، ورؤيتهِ الجديدة التي طرَحَها وقدّمَها إلى اللبنانيينَ والعالم في خطاب القسم، صار البلدُ في ظلالِ خارِطةِ طريقٍ إنقاذية، مُحَصَّن بحكومةٍ متجانسَةٍ فاعلة، وبيانٍ وزاري. الاثنان وضعا الدولةَ على سكّةِ الحلِّ والحداثةِ والاصلاح.

أملُنا كبيرٌ في مستقبلٍ مشرق، تلعبُ فيه المديريةُ العامة للأمن العام دوراً رئيسيّاً في المساهمةِ في تحقيقِ الأهدافِ الواردةِ في خطابِ القسم لما يصبُّ في مصلحةِ اللبنانيين وتطلّعاتِهم ومُستَقبَلِهم.".

وختم:" أتمنّى للمدير العام، اللواء حسن شقير، النجاح والتوفيق في مُهمَّتِهِ الجديدة، وهو جديرٌ بالثقةِ التي مُنحت لهُ، جرّاءَ ما راكمَه في خدمةِ الدولةِ، وما يملِكُهُ من خبرةٍ ورؤيةٍ لقيادة الامن العام في هذا الظرفِ الدقيق".

اللواء شقير

وتحدث اللواء حسن شقير وقال :"يُشرفني اليوم أن أقف أمامكم في هذه اللحظة المفصلية، حيث أتسلم مهام المدير العام للأمن العام، حاملاً في عقلي وقلبي العزيمة والإرادة لخدمة لبنان بكل إخلاص وتفانٍ. إنها مسؤولية كبيرة بحجم التحديات التي تواجهنا، أتحملها بكل فخر واعتزاز في ظل أوضاع تتطلب منا جميعا العمل بروح المسؤولية الوطنية والتكاتف للحفاظ على أمن لبنان واستقراره. 

بداية، أتوجه بخالص الشكر والامتنان للقيادة السياسية وعلى رأسها فخامة الرئيس العماد جوزيف عون الذين أولوني هذه الثقة  وأؤكد امامكم أن مهماتي الجديدة هي تكليف أكثر منها تشريف، وسأعمل جاهداً لتحقيق الأهداف النبيلة والوطنية التي نسعى إليها جميعاً، كما سأبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن ظن اللبنانيين، ملتزماً مبدأ الشفافية والنزاهة والانضباط العسكري الذي كان ولا يزال يمثل جوهر عملنا في الأمن العام وكل المؤسسات العسكرية والامنية. 

وفي هذه المناسبة، أحيي جهود سعادة اللواء الياس البيسري خلال فترة توليه قيادة المديرية، وكل الذين سبقوني في هذه المهمة، وعملوا بكل تفانٍ وإخلاص، وأسهموا في ترسيخ دعائم المؤسسة واعلاء شأنها وتعزيز دورها في حماية الوطن والمواطنين. وإنني على يقين بأن التعاون المستمر بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والمجتمع المدني سيبقى ركيزة أساسية في أداء واجبنا الوطني.

وأشار اللواء شقير أننا :"نعيش في ظل تحديات متجددة تتطلب منا اليقظة والعمل الدؤوب، الى جانب الاستعداد الدائم لمواجهة أي تهديدات قد تعترض أمن الوطن وسلامة أبنائه. وهنا، أؤكد لكم أنني سأعمل على تعزيز الثقة بين المؤسسة "الأمنية ـ الإدارية" والمواطن، وترسيخ مبادئ العدالة والنزاهة، والحرص على تطوير الأداء الأمني بما يتناسب مع المستجدات والتطورات التكنولوجية. وسنستمر في التعاون مع كافة المؤسسات الوطنية والدولية لتحقيق أعلى معايير الأمن والاستقرار.

تُعد المديرية العامة للأمن العام اللبناني إحدى المؤسسات الأمنية الأساسية في لبنان، حيث تضطلع بمهمات وصلاحيات حيوية تتعلق بحفظ الأمن، تنظيم دخول وإقامة الأجانب، حماية الدولة من التهديدات الداخلية والخارجية ومكافحة الارهاب والجريمة. وفي المرحلة المقبلة، ستواجه المديرية تحديات اكبر مما يستوجب تكيّفها مع المتغيرات، وتفعيل دورها في مختلف المجالات. وفي هذا الاطار، لا بد من توجيه البوصلة الى تحقيق ما يلي:

أولاً ـ حماية الامن الوطني، وهذا يقتضي تكثيف الجهود الاستخباراتية والامن الاستباقي لكشف التهديدات والانشطة الارهابية وتطويقها ومنعها من تحقيق اهدافها، وطبعا بالتنسيق المستمر مع الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية والتعاون مع اصدقاء لبنان، وتطوير تقنيات الرصد والمراقبة والتدخل.

ثانياً ـ  تعزيز ضبط ومراقبة المعابر الحدودية الشرعية البرية والبحرية والجوية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية وملاحقة شبكات الاتجار بالبشر، وهذا لا يتحقق الا من خلال التطوير الدائم لآليات التدقيق الأمني الإلكتروني، التي تعمل بشكل ممتاز، لتسهيل إجراءات الدخول والمغادرة من دون الإخلال بالأمن.

ثالثاً ـ مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، ما يعني مواصلة الجهد القائم في هذا المجال داخل المؤسسة، وتأكيد معايير الشفافية في انجاز المعاملات، وتحسين آليات المراقبة لضمان حسن سير العمل الإداري، وبالتاكيد، ستكون النتيجة تعميق الثقة بين الأمن العام والمواطنين والمقيمين من خلال تقديم افضل الخدمات.

رابعاً ـ العمل على تحديث الإدارة وتوسيع مروحة الخدمات الإلكترونية، لتسهيل تقديم طلبات المعاملات على انواعها. وكذلك تبنّي التحوّل الرقمي لتسريع الإجراءات الإدارية وتحسين التواصل مع المواطنين. وهذا يقتضي مواجهة خطر الأمن السيبراني.

خامساً ـ تعزيز العلاقات الدولية والتعاون الأمني، ما يعني مواصلة االتنسيق مع المنظمات الدولية والأجهزة الأمنية الإقليمية والدولية الصديقة لتبادل المعلومات والخبرات. وسيكون تعزيز الدبلوماسية الأمنية منطلقا لحماية مصالح لبنان التي ستكون أولوية مستمرة وحاضرة في كل حين.

وختم بالقول :"لهذا كله، فإن المديرية العامة للأمن العام اللبناني ستبقى في طليعة المؤسسات االرائدة والساهرة على أمن البلاد وسلمه الاهلي. ومع التحديات الراهنة، لا بدّ من ضمان تأمين الموارد لتحديث الادارة وتفعيل القدرات البشرية من خلال مناهج تدريبية معاصرة، عدا عن تدعيم الهيكل اللوجستي، وتعزيز الشراكة مع المجتمع المدني وقطاعاته المختلفة لنؤسس بيئة مستدامة أكثر أمنا واستقرارا في المستقبل.

إن مسيرة الأمن العام تُختصر بكلمتين "تضحية وخدمة"، شعار سطّر عسكريو الأمن العام ـ ضباطاً ومفتشين ومأمورين ـ وعلى مرّ السنين، أروع الأمثلة في البذل والعطاء والفداء. وأعِدُكم بأنني سأكون أميناً ومخلصاً لهذه المديرية، وسأعمل مع الجميع يداً بيد لتحقيق التميز في الإنجاز، وتطبيق القوانين بحزم وعدالة، متسلحا بروح المسؤولية والانتماء للوطن".

الوزير  الحجار

    ثم تحدث الوزير الحجار، فقال: اللواء العزيز الياس البيسري، اللواء العزيز حسن شقير أيها الضباط، ايها الحضور الكريم

نجتمع اليوم في المديرية العامة للامن العام، هذه المؤسسة العريقة للتأكيد على المعاني العميقة لعملية التسليم والتسلم بين المدير العام السلف والمدير العام الخلف، بما هي حفاظ على إرث كبير من الانجازات  ينبغي عدم التفريط  فيه والتطلع الى مرحلة جديدة من التطوير والتحديث.

هذا هو منطق المؤسسات الذي يحفظ استمرارها  وتقدمها ويجسد روح الخدمة العامة التي هي واجب علينا وحق للمواطن.

ان المسؤوليات الكبيرة والمتشعبة لهذه المؤسسة تضعها في صدارة المؤسسات الامنية جنبا الى جنب مع سائر الاجهزة الامنية والعسكرية لوجودها الفعال على المنافذ البحرية والبرية والجوية وبعملها الدؤوب في مراقبة الاجانب الموجودين على الاراضي اللبنانية، اضافة الى مساهمتها الكبيرة في مكافحة الارهاب وترسيخ الامن الوطني بمفهومه الشامل.

وليس من المبالغة القول: ان المديرية العامة للامن العام هي واجهة البلد، فعندما يمهر عناصرها جوازات سفر الوافدين، انما يمهرون أيضا عقولهم وقلوبهم بصورة لبنان المشرقة وطبيعة شعبه الطيبة ويقدمون الانطباع الاوّل على مستوى وطننا في الرقي والكرم وحسن التنظيم.

أتوجه بالشكر الى اللواء الياس البيسري على الجهود الجبارة التي بذلها في خلال فترة توليه مسؤولياته وانجازاته الكبيرة في مختلف الملفات التي  عالجها في مرحلة هي الاصعب من تاريخ لبنان الحديث.

وأتوجه بالتهنئة الى اللواء حسن شقير المشهود له بالكفاءة والوطنية، وأتطلع الى العمل معا  ومع سائر ضباط وعناصر الامن العام بما يحقق المزيد من الانجازات التي ينتظرها اللبنانيون والوافدون العرب والاجانب الى وطننا الحبيب.

لقد باشرنا في الحكومة اللبنانية  بمعالجة المشاكل الآنية ونعكف على وضع الخطط القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى، للنهوض الوطني الكبيرعلى مختلف الصعد بما ينسجم مع خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ومضمون البيان الوزاري لحكومة الاصلاح والانقاذ.

ويبقى همنا الاول، إزالة الاحتلال الاسرائيلي عن أرضنا الطاهرة في الجنوب، ودورنا ودوركم أساسيان في تثبيت أهلنا في قراهم ودعم صمودهم بالتنسيق الكامل مع المؤسسات الامنية والعسكرية وفي مقدمها الجيش اللبناني.

كما اننا نعمل في وزارة الداخلية والبلديات على التحضير المتواصل لانجاز الانتخابات البلدية في مواعيدها، اضافة الى العمل اليومي لترسيخ الامن على كامل التراب الوطني.

سأكون معكم في كل الاوقات، ساهرين على أمن الوطن، باذلين أقصى الجهود لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، سأسعى الى تحسين ظروفكم الحياتية وتحصيل حقوقكم المادية وتزويدكم بكل ما تحتاجونه من عتاد وعديد للارتقاء بهذه المؤسسة الوطنية الى أفضل المستويات العالمية.

درع تكريمي من شقير الى البيسري

واخيرا، قدم اللواء شقير درعا تكريمية للواء البيسري عربون محبة وتقدير على جهوده ابان استلامه المديرية العامة للأمن العام.

تصوير: عباس سلمان

المنشورات ذات الصلة