أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن الهدف الرئيسي للدبلوماسية العراقية هو إبعاد البلاد عن خطر الحرب. وأشار إلى أن رؤية العراق بشأن أحداث 7 أكتوبر كانت واضحة، حيث اعتبر أن هذه الأحداث ستجر المنطقة إلى مزيد من الحروب، محذرًا من أن النهاية ستكون إما عبر المساومة أو استمرار الحرب.
وأوضح حسين أن "المساومة التاريخية" التي يشير إليها تتعلق بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن الضربات الأمريكية تشكل جزءًا من الضغط للوصول إلى هذه المساومة. كما أضاف أن الهجوم الحوثي على البواخر قد دفع إلى ردود فعل أمريكية قوية، محذرًا من أن استمرار القصف على اليمن قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد.
وفيما يتعلق بالعلاقات العراقية مع الولايات المتحدة، أكد حسين أن العراق يختلف عن باقي دول المنطقة في هذه العلاقات، وأن الحكومة العراقية طلبت عقد جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي مع أمريكا في واشنطن خلال العام الحالي. وشدد على أن سياسة العراق تهدف إلى إبقاء البلاد بعيدًا عن أتون الحروب، ونجحت الحكومة في هذا المسعى، لكنه أشار إلى أهمية الحفاظ على الهدوء الداخلي.
كما أكد حسين على أن العراق يتواصل بشكل مستمر مع الجانب الأمريكي، وأن هناك حاجة للعمل المتواصل مع الإدارات الأمريكية الجديدة. وفيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، أكد أن الولايات المتحدة لم تطلب من العراق قطع علاقاته مع طهران، وأن العلاقات الخارجية للعراق تعتمد على سياسته الخارجية المستقلة.
وبخصوص الفصائل المسلحة، أشار حسين إلى أن الحكومة العراقية تتبنى موقفًا واضحًا ضد أي جهة تعمل خارج إطار الدولة، مع التأكيد على أن الحشد الشعبي هو قوة قانونية. كما أكد أن العراق يرفض تمامًا السلاح الخارج عن سيطرة الدولة، سواء داخليًا أو خارجيًا. وفيما يخص التهديدات الصهيونية بضرب العراق، أكد حسين أن الحكومة العراقية والدستور العراقي يرفضان فكرة الحرب، مشيرًا إلى أن مصالح العراق تمنع اتخاذ مثل هذا القرار.
وحول العلاقات مع سوريا، أوضح وزير الخارجية أن العراق نصح الجانب السوري بضرورة المحافظة على التنوع والهوية المكوناتية، وأكد على الحاجة إلى مجلس تنسيقي لتنظيم العلاقات بين العراق وسوريا. كما أشار إلى اقتراح تشكيل مجلس لإدارة العلاقات الثنائية والتباحث حول المستجدات.
وفيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، تحدث حسين عن الاجتماع الخماسي الذي عقد في عمان بحضور وزراء خارجية ودفاع الدول المشاركة في محاربة داعش، حيث تم التأكيد على أهمية محاربة الفكر المتطرف لداعش الإرهابي. كما أشار إلى أن التنظيم الإرهابي حصل على كميات كبيرة من الأسلحة بعد انهيار الجيش السوري، ما يشكل تهديدًا خطيرًا على العراق وسوريا.
وفي سياق آخر، شدد حسين على حاجة العراق إلى منافذ أخرى غير الخليج لتصدير النفط، وأوضح أن التحالف الدولي معني بتقديم الدعم للعراق في حال حدوث أي خرق من الحدود السورية.