كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين:
طغت الأحداث المؤلمة في البقاع على الحدود الشمالية للبنان مع سورية على تحديات الوضع الجنوبي، رغم ارتفاع وتيرة الغارات الإسرائيلية على البلدات الحدودية وصولا إلى البقاع الغربي ومناطق أخرى.
ورغم الغارات الإسرائيلية التي شملت عددا من البلدات في البقاع الغربي وصولا إلى قلعة الشقيف الأثرية، فإن الاهتمام بهذه الاعتداءات تراجع إلى الصف الخلفي أمام الوضع المستجد على الحدود في البقاع الشمالي.
وفيما نجحت الاتصالات بين وزيري الدفاع في لبنان وسورية في الاتفاق على معالجة الموضوع، فإن الحلول تبقى مؤقتة ولن يحسم الأمر من دون إيجاد حل جذري من خلال تحديد الأسباب الحقيقية للأزمة ووضع حلول نهائية لها، خصوصا أن هناك معلومات عن تداخل السياسة والأمن مع التهريب، والاصطدام بين مهربين وخارجين عن القانون على جانبي الحدود.
وفي معلومات لـ«الأنباء»، ان سبب اندلاع المواجهات الأخيرة يعود الى سرقة مواش من قبل مسلحين من الجانب السوري، ما أدى الى اندلاع اشتباكات إثر قتل المسلحين مواطنين لبنانيين قرب الحظيرة التي كانت تأوي المواشي من الأغنام.
في المقابل، اتهمت وزارة الدفاع السورية عناصر من حزب الله بقتل وخطف ثلاثة عناصر من الجيش السوري وتصفيتهم ميدانيا يوم الأحد الماضي قبل أن يقوم الجيش اللبناني بتسليم الجثث.
وفي المعلومات أيضا، أن «حزب الله» لايزال حتى الساعة خارج المواجهات، خصوصا بعد دخول الجيش اللبناني بقوة لحماية السكان المدنيين من لبنانيين وسوريين في قرى لبنانية تمتد داخل الأراضي السورية.
وكانت المواجهات استنفرت القيادات اللبنانية على أعلى المستويات، وأعطيت التوجيهات للجيش اللبناني بالتدخل لضبط الأمن بشكل حازم. وصودف ذلك مع مباشرة القائد الجديد للجيش العماد رودولف هيكل مهماته على رأس المؤسسة العسكرية، ما أضاف مهمة جديدة غير سهلة للجيش، الى الوضع المفتوح على الحدود الجنوبية في تأمين العمل على تطبيق القرار 1701، وصولا الى إزالة الذرائع الإسرائيلية وتأمين الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.
وتحدثت المعلومات عن مساع جدية للبحث عن حلول نهائية ودائمة للأزمة الناشئة على الحدود الشرقية، وإن كان الأمر ليس سهلا مع تداخل المناطق والسكان على طرفي المعابر بين البلدين وغياب ترسيم الحدود. يضاف الى ذلك تضخم حركة النزوح من الساحل السوري الى شمال لبنان بعد الاضطرابات الأخيرة هناك.
في هذه الأثناء، وضع ملف تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، على طاولة البحث وبقوة، من خلال الزيارة المرتقبة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي يسعى لتسويق المقترح الفرنسي بتعيين المصرفي سمير عساف حاكما للبنك المركزي، وسط معلومات عن أن فرنسا نسقت هذا الأمر مع الجانب الأميركي الذي كان تردد أنه يميل الى تعيين عصام أبو سليمان الذي شغل منصب المدير الإقليمي للبنك الدولي لدى مجلس التعاون الخليجي من الأول من أغسطس 2018، وكان شغل مناصب عدة في مديريات إقليمية بالبنك الدولي بمناطق مختلفة من العالم. وهناك عدد من المرشحين المطروحين لتولي مهام الحاكم، يتقدمهم الوزير السابق جهاد أزعور، وهو من مدرسة صندوق النقد الدولي.
وموضوع تعيين الحاكم يتوقع ان يكون على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء يوم غد الخميس في السرايا، إذ ستبحث في الجلسة أيضا الصيغة النهائية لآليه التعيينات في الإدارة بشكل عام، بعدما وضع التصور الأولي وشبه النهائي في اجتماع الحكومة بالسرايا أمس الأول برئاسة الرئيس نواف سلام، علما أن جلسة ثالثة للحكومة ستعقد الجمعة في القصر الجمهوري في بعبدا، وقد تشهد صدور تعيينات.
وكان تردد أن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون يؤيد تعيين المصرفي كريم سعيد في منصب الحاكم، من باب رغبة الرئيس في إحداث تغيير بطريقة إدارة المؤسسة المصرفية الأم في البلاد، مع انفتاح الرئيس على كل صاحب سيرة ذاتية مميزة مصحوبة بخبرة وتجربة أعطت نتائجها، بعيدا عن حسابات سياسية ومحاصصة.
والشيء عينه يسعى إليه وزراء محسوبون على فريق رئيس الجمهورية، بمقاربتهم ملف التعيينات الإدارية في وزاراتهم، بطرح أسماء من خارج النادي السياسي التقليدي، يتمتع أصحابها بسيرة ذاتية وتجربة واسعة في مؤسسات دولية.
وهناك أشخاص من فئة شبابية لا يرون في الوظيفة العامة وسيلة لتحسين أوضاعهم المعيشية في ظل تردي قيمة الرواتب، بل المطلوب منهم رفد الإدارات بخبراتهم الواسعة وتأمين موارد لها.
في الشق الحكومي أيضا، تستمر وزارة الداخلية والبلديات في التحضير لإنجاز الانتخابات البلدية للمرة الأولى منذ 2016، مع خروج أصوات تدعو الى تأجيل تقني بغية إدخال تعديلات طفيفة تتعلق باللامركزية الادارية، إلا أن الحكومة تسعى الى الابتعاد عن أي تأجيل، من بوابة التأكيد على الالتزام بإنجاز الاستحقاقات في مواعيدها، ولارتباط انجاز الانتخابات البلدية والاختيارية بالاستحقاق الانتخابي النيابي السنة المقبلة، رغم مطالبة قوى سياسية بإدخال تعديلات على قانون الانتخابات المعتمد حاليا على أساس النسبية الموزعة على دوائر انتخابية.
في اليوميات الجنوبية، سجل ارتفاع وتيرة الاستهدافات بالمسيرات لأفراد تتهمهم إسرائيل بأنهم من حزب الله، إلى ضربات جوية تتوزع بين الجنوب والبقاع الغربي والحدود الشرقية مع سورية.