ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، وسط تراجع مخزونات الوقود الأميركية وتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، مما عزز المخاوف بشأن الإمدادات. وسجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 40 سنتًا أو ما يعادل 0.57% لتصل إلى 71.18 دولارًا للبرميل، وذلك بحلول الساعة 02:13 بتوقيت غرينتش. في الوقت نفسه، زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 34 سنتًا أو بنسبة 0.51% ليصل إلى 67.50 دولارًا للبرميل.
يعزى هذا الارتفاع في الأسعار إلى البيانات الصادرة عن الحكومة الأميركية، والتي كشفت عن انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات نواتج التقطير خلال الأسبوع الماضي. وأظهرت البيانات أن مخزونات نواتج التقطير، والتي تشمل الديزل ووقود التدفئة، قد تراجعت بمقدار 2.8 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 300 ألف برميل، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة “رويترز”.
في المقابل، شهدت مخزونات الخام الأميركية زيادة بلغت 1.7 مليون برميل، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها 512 ألف برميل فقط. ورغم هذه الزيادة في مخزونات الخام، فإن الانخفاض الكبير في مخزونات نواتج التقطير ساهم في دعم أسعار النفط، حيث يشير هذا الانخفاض إلى ارتفاع الطلب على المنتجات النفطية، مما يعزز الأسعار في الأسواق العالمية.
إلى جانب ذلك، تزايدت علاوات المخاطر العالمية مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، حيث قامت إسرائيل أمس الأربعاء بإطلاق عملية برية جديدة في قطاع غزة، وذلك بعد انهيار وقف لإطلاق النار استمر قرابة الشهرين. كما شنت الولايات المتحدة غارات جوية جديدة على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، وذلك ردًا على الهجمات التي شنتها الجماعة على سفن تجارية في البحر الأحمر.
في هذا السياق، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته تجاه إيران، محملًا إياها المسؤولية عن أي هجمات حوثية مستقبلية، وهو ما يثير المزيد من القلق في الأسواق حول احتمالية تفاقم الأزمة، مما قد يؤدي إلى اضطراب الإمدادات النفطية وارتفاع الأسعار بشكل إضافي.
يبقى سوق النفط حساسًا لأي تطورات جديدة، سواء على صعيد المخزونات أو التوترات في الشرق الأوسط، مما قد يؤثر على اتجاه الأسعار في الفترة المقبلة.