خاص - "إيست نيوز"
أكثر المعترضين على التعيينات الأمنية وأداء الحكومة اليوم هو التيار الوطني الحر، فالنائب جبران باسيل يتصدر قائمة المعارضين للحكومة منتقدا عدم التزامها البيان الوزاري غامزا ايضا من قناة خطاب القسم مما يثبت النظرية المتداولة ان باسيل في مواجهة مع عهد لا يكن له المودة.
ما جرى في التعيينات يعطي فكرة عن وضع باسيل في المرحلة الجديدة، هو أولا تلقى صفعة قاسية بالتعيينات أخرجته من السلطة بعد ان كانت له حصة الأسد في عهد الرئيس ميشال عون، وهي الصفعة الثانية بعد اقصائه من الحكومة وهذا الأمر أعطاه دفعا إضافيا للمعارضة ومخاصمة الرئاستين .
ما يجري مع التيار اليوم كان متوقعاً، المشهد في جلسة الثقة بين باسيل وسلام اعطى صورة مسبقة عما ستكون عليه العلاقة بينهما في المستقبل، مأخذ الأول ان سلام لم يراع حجمه النيابي والتمثيلي ولم يطبق المعايير الحكومية نفسها على الجميع وتم تثبيت الاختلاف في جلسة الثقة فكان ما كان بين الإثنين .
يرى باسيل انه تعرض للغدر السياسي من قبل رئيس الحكومة الذي وضع فيتو على توزير التيار فيما سمى حزب القوات اللبنانية والتقدمي الإشتراكي والثنائي الشيعي وزراء مقربين منهم، هذا الأمر وعوامل أخرى دفعت باسيل لإشهار المعارضة التي يجزم المقربون من التيار انها ستكون إيجابية وبناءة لا تعرقل العمل الحكومي وتحث على معالجة الملفات الملحة من النزوح السوري والمخيمات الفلسطينية مع الدعوة لتطبيق اللامركزية المالية والإدارية والمطالبة بالتزام خطاب القسم".
في إطلالاته الأخيرة، ثبت باسيل معارضته راسما إطارها "معارضة مختلفة وايجابية".
وهذا الطرح يضع التيار المنتقل حديثا الى موقع جديد محور متابعة. فالتيار امام مرحلة انتقالية "مرة" يجتازها باسيل وحيدا من رأس السلطة الى خارجها في مشهد مسيحي غير مسبوق من العام ٢٠٠٥. فهو بات الخصم الأول للجميع بعد ان راكم الأخطاء مع الحلفاء وأقرب المقربين، قطع "وان واي تيكت" لسعد الحريري وانقلب على "تفاهم معراب" وأطاح بـ "إتفاق مار مخايل" وكل التفاهمات السياسية.
بعد خسارته الحلفاء، يضاف إليها ترنح وضعه الشعبي والانشقاقات الداخلية بعد تراجعه في انتخابات ٢٠٢٢ على الساحة المسيحية، وهو اليوم يمر بعزلة خارجية بسبب العقوبات الاميركية التي ضيقت على النائب باسيل الأفق الدولي، وهذا الوضع كما تقول المعلومات يخضع اليوم لتقييم من اجل ترتيب البيت الداخلي والانطلاق للاستحقاقات المقبلة "بلدية ونيابية" لإعادة تنظيم صفوفه. ومن المرتقب ان يتجه باسيل الى خطاب تصعيدي أكبر يكرس الافتراق "مع من هم جوا السلطة" كما يقول، مع ملاحظة ان خطابه يجمع التناقضات والأضداد "مع سحب السلاح وحصره بيد الدولة، من دون جر البلاد الى حرب أهلية"، مع "سلام عادل مع إسرائيل وحقوق لكن برفض التطبيع"، مواقف الغرض منها استنهاض الشعبية المسيحية والمزايدة على رئاسة الجمهورية، على مفترق استحقاقات مهمة وهو الذي تنبأ ان الإنتخابات النيابية عام 2026 ستكون "حربا كونية كبرى" على تياره.