مع إقتراب الصراع في السودان من دخوله العام الثالث بدأت التطورات تأخذ منحى تصعيدي مع سيطرة الجيش السوداني بشكل كامل اليوم الجمعة، على القصر الرئاسي في الخرطوم، في تطور قد يُرخي بظلاله على نتائج الصراع مستقبلاً.
وبدأت الحرب بين الطرفين في نيسان من العام 2023، في إطار نزاع ضمن عملية انتقال سياسي كانت مزمعة، بعد شراكة هشة في الإطاحة بالرئيس السابق، عمر حسن البشير، في عام 2019 والإطاحة بالحكومة بقيادة مدنية في 2021.
الصراع في السودان انحسر بشكل أساسي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
فالجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان كان لديه الأفضلية من الناحية النظرية في بداية الحرب بسبب العدد الكبير لجنوده وأسلحته الثقيلة وطائراته المقاتلة.
في الأيام الأولى من الحرب، تراجع الجيش أمام وحدات قوات الدعم السريع الأكثر خفة وسرعة في التنقل في مختلف أنحاء العاصمة، ثم في وقت لاحق في منطقة دارفور وولاية الجزيرة جنوب الخرطوم.
في عام 2024، استعاد الجيش السيطرة على بعض المناطق، وبالتحديد في أم درمان المقابلة للخرطوم على الجانب الآخر من النيل، وقالت مصادر إنه حقق ذلك مدعوما بطائرات مسيرة إيرانية الصنع. وتلقى الجيش أيضا الدعم من قوى خارجية منها مصر وسيطر إلى حد كبير على شمال وشرق السودان بما في ذلك بورتسودان المطلة على البحر الأحمر.
في كانون الثاني 2025، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على البرهان متهمة إياه بإعطاء الأولوية للحرب على حساب جهود السلام. وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن قيادته للقصف العشوائي والهجمات على البنية التحتية المدنية وعمليات القتل خارج نطاق القضاء، كل ذلك ساهم في نزوح جماعي وسقوط عشرات الآلاف من القتلى.
أما طرف الحرب الثاني أي قوات الدعم السريع فتعمل تحت قيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي. وقدر محللون أن عدد أفراد القوات بلغ نحو 100 ألف قبل بدء الحرب، ولها قواعد وانتشار في جميع أنحاء البلاد.
اتهم ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية مسؤولين حكوميين وقادة الجنجويد، من دون تسمية حميدتي، بارتكاب إبادة جماعية وفظائع أخرى.
ولعدة سنوات كانت الإمارات أهم حليف لحميدتي.
كما يتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالاستعانة بمسلحين من دول أجنبية، مثل النيجر وتشاد وغيرها، وهو حديث جرى كثيرا على لسان قائد الجيش، البرهان، ومساعده الفريق، ياسر العطا.