عاجل:

مشاهد الحرب تعود.. ومواقف الرئيس تُظهر أن «الشرعية تحمي السيادة» (الأنباء الكويتية)

  • ٣٢

كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين:

أعادت إسرائيل إلى الأذهان واحدا من مشاهد حربها الموسعة على ««حزب الله» وتاليا لبنان (20 سبتمبر ـ 27 نوفمبر 2024)، بيوم قاس على بلدات جنوبية وبقاعية لبنانية، كان الأكثر دموية وتنفيذا للضربات في عمق مناطق مدنية بينها مدينة صور الساحلية الجنوبية.

ويترقب اللبنانيون الأيام المقبلة لمعرفة ما إذا كانت الضربات الجوية الإسرائيلية المصحوبة بقصف مدفعي ثقيل لبلدات وقرى حدودية لبنانية ستستمر، ولو من جانب واحد، كما اعتمدت إسرائيل مرارا بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

ذريعة ضربات السبت كانت إطلاق صواريخ من منصات بدائية الصنع من الجنوب. وأظهرت تحقيقات أمنية رسمية لبنانية، ان مطلقي الصواريخ قد لا يكونون من الجماعات المسلحة التي تدور في فلك «حزب الله»، من دون حسم النتيجة النهائية، في انتظار التوسع في التحقيقات، علما ان الجيش اللبناني تمكن سريعا من العثور على المنصات، وشدد من مراقبته في مناطق حدودية مختلفة.

وبين «طابور خامس» يسعى إلى تقديم ذرائع لإسرائيل لخرق اتفاق وقف إطلاق النار، ومواصلة «حزب الله» إعادة بناء قدراته العسكرية جنوبي الليطاني وفي مناطق خلفية لبلدات الحافة الحدودية، لم يتردد الجيش الإسرائيلي في اعتماد أسلوب قاس في رد دأب على وصفه بالاستباقي، وتضمن فيما تضمنه مطاردة كوادر من الحزب وقتلهم، كما حصل في صور باستهداف أحد أفراد الكوادر والإعلان عن مقتله من قبل الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي أكده نعي الحزب له.

وفي الجانب اللبناني، جاء موقف رئيس الجمهورية العماد جوزف عون حاسما لجهة التشديد على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية التي احتلها وثبت نقاطا عسكرية فيها بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وحملت مواقف رئيس الجمهورية تأكيده على حماية السيادة بلا أي تهاون، أمام عدو يملك إمكانات طائلة ومتفوق على صعيد الصناعات العسكرية والإفادة من مساندة دولية لترسانته.

وأظهر الرئيس عون ان الشرعية اللبنانية تتكفل بحماية السيادة والمكونات اللبنانية، وتمنع استهداف فئة معينة، ما يعزز الثقة بالدولة الحاضنة لكل أبنائها وشرائحها.

وبقي رئيس الجمهورية على تواصل مستمر على مدى ساعات يوم السبت مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل، مواكبا تحرك القطع العسكرية اللبنانية، لجهة تأمين المناطق التي ينتشر فيها الجيش اللبناني، والالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، رغم الخروقات الإسرائيلية الكبيرة، التي شارفت فرض حرب جديدة على لبنان.

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية بيان أعلن «أن سلسلة الغارات التي شنها العدو الإسرائيلي (يوم السبت) على عدد من المناطق اللبنانية أدت إلى سقوط سبعة ضحايا وإصابة اربعين بجروح».

وأمس، نفذت مسيرة اسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة في بلدة عيتا الشعب. وأفيد عن سقوط ضحية.

في شق داخلي حكومي، علمت «الأنباء» ان هذا الأسبوع سيشهد إقرار الحكومة اللبنانية سلسلة تعيينات، في طليعتها تسمية حاكم جديد لمصرف لبنان.

وفي معلومات خاصة أن التعيينات ستشمل مجلس إدارة جديدا لشركة «طيران الشرق الأوسط ـ الخطوط الجوية اللبنانية»، إلى تعيينات تتعلق بالشركات والمؤسسات التابعة لمصرف لبنان (انترا وكازينو لبنان وغيرهما..).

ويتمسك رئيس الجمهورية بتعيين أشخاص جدد في مناصب مفصلية تتعلق بإدارة مؤسسات بارزة في البلاد، توازيا مع إمساكه بالملف الأمني من خلال تسمية رؤساء الأجهزة الأمنية ومواكبة عملهم وتقديم كل دعم لهم لاتخاذ خطوات تحفظ الأمن والاستقرار وتؤكد سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها.

ويفتح المجلس النيابي من خلال اجتماع اللجان النيابية المشتركة اليوم الاثنين نقاشا حول قانون الانتخاب الذي يشكل موضوع خلاف، خصوصا لجهة الاقتراح المقدم من النائب علي حسن خليل لتعديل القانون باعتماد صوتين تفضيليين بدلا من صوت واحد.

وترى بعض القوى ان الخطوة تؤدي إلى اضعاف فرص المرشحين من خارج دائرة الأحزاب لصالح الأحزاب الكبرى مما قد يعطل السير بها. فيما يبقى موضوع اقتراع المغتربين وتمثيلهم بستة نواب موضع نقاش ومعضلة تحتاج إلى حل، قد تكون فرصه متعذرة حاليا.

البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي قال في عظة الأحد الأسبوعية من الصرح البطريركي في بكركي: «لقد آن الأوان لنبدأ معا في تنقية الذاكرة عبر الحوار الصادق الصريح والعمل على التقارب وتعزيز المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، بهدف خلاص لبنان وإعادة بنائه وطن الرسالة.

وهذا يقتضي العمل معا في الأمور الجوهرية بالوحدة، وفي العوارض بالحرية، في جميع الأمور بالمحبة. إن تنقية الذاكرة أمر شجاع ومتجرد في آن، لكنها ضرورية للجميع لأنها المدخل الوحيد إلى الوحدة الوطنية والاستقرار النفسي والأمني والاجتماعي».

رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع قال في مناسبة حزبية: «طوينا الصفحة القديمة بكل مصائبها وويلاتها، وبدأنا مرحلة جديدة، وأصبح لدينا أمل في الخروج من الوضع الذي نعيش».

ولفت إلى «أننا ناضلنا في السنوات الأخيرة من أجل قيام دولة فعلية في لبنان. وقد ربحنا هذا الرهان من خلال إعادة بناء الدولة بالتوازي مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتسمية رئيس الحكومة نواف سلام، وتشكيل الحكومة».

واستغرب «إطلاق صواريخ جديدة باتجاه إسرائيل أخيرا، في وقت لاتزال الدولة غائبة، الأمر الذي ينذر بإعادة خلط للأوراق، والتسبب في مزيد من الخسائر البشرية والمادية».

واستمرت الحركة في المناطق اللبنانية في شكل طبيعي، ولم تسجل حالات نزوح، أو إصابة السكان بهلع، رغم التهديدات الإسرائيلية بقصف بيروت من بوابة معادلة تحدث عنها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس «(استهداف) بيروت مقابل (مستعمرة) المطلة».

واستمر اللبنانيون، مقيمين ومنتشرين، في التحضير لعطلة عيد الفطر السعيد، بعيدا عن أجواء التصعيد الإسرائيلية، من دون إسقاط احتمال خروج الأمور عن السيطرة.

وأفادت مكاتب خدمات سياحية، عن ارتفاع نسبة الحجوزات في المطاعم وبلوغ سعتها الكاملة في عطلة أيام العيد، من دون معرفة هوية الرواد من مقيمين أو مغتربين.

بينما أشارت حجوزات السفر إلى ارتفاع كبير بنسبة الراغبين في تمضية العطلة في البلاد، من دون ان ينعكس الأمر إيجابا على حركة الفنادق، والتي تشكل المؤشر على حضور سياح من غير أبناء البلد. بينما شهدت بيوت الضيافة في المنطقة الممتدة شمال نهر الكلب (كسروان) حتى البترون إقبالا كثيفا من الراغبين في تمضية العطلة بها.

المنشورات ذات الصلة