الاستراحة السياسية التي فرضتها عطلة “عيد البشارة” على البلاد، يوم أمس الثلثاء، حرّكتها جولة رئيس الحكومة نواف سلام الشمالية، تحديداً في عكار وطرابلس، وهي الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة.
وقد كشف مصدر حكومي لـ “نداء الوطن” أنّ سلام أراد من خلال هذه الزيارة إظهار حرصه على بيروت كما سائر مناطق لبنان، والتزامه بمضمون البيان الوزاري لناحية تحقيق اللامركزية الإدارية الموسّعة، وفي هذا السياق، أتى تصريحه خلال الجولة بأن المركزية أضرّت بعكار وطرابلس.
ويضيف المصدر أنّ سلام يريد إطلاق خطة نهوض وإنعاش في الشمال، خصوصاً أنّها تمتلك كل المقوّمات المطلوبة لذلك، وهو يسعى لتفعيل المنطقة الاقتصادية الخاصّة في طرابلس ومعرض رشيد كرامي ومصفاة النفط ومطار القليعات ومرفأ المدينة. كما أنّه يطمح إلى جعل شمال لبنان محطة أساسية في عملية إعادة إعمار سوريا بما يخلق فرص عمل للنهوض بكل الفئات الاجتماعية في الشمال.
وتشير المعلومات إلى أنّ سلام تعهّد بالتوجّه مجدّداً إلى الشمال كي يطلق المشاريع الاقتصادية هناك، وهو يعتبر أنّه بالتوازي مع الخطة الأمنية التي يجب أن تنجح بتثبيت الأمن والاستقرار ورفع الغطاء عن كل مخالف ومرتكب، يجب أن تكون هناك خطة اجتماعية واقتصادية، على اعتبار أنّهما مساران متوازيان.
هذا ونفى المصدر الحكومي لـ “نداء الوطن” أن تكون جولة سلام الشمالية، جاءت ردّاً على اللقاء الذي استضافه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في دارته بطرابلس، لأنّ الزيارة كانت مقرّرة مسبقاً ولكنّها تأجّلت لأكثر من سبب، وأشار إلى أنّ الدراسات المتعلّقة بمطار القليعات بدأ العمل عليها منذ أن باشر سلام مساعيه لتشكيل الحكومة، كاشفاً أنّ وفداً من 15 مهندساً من “دار الهندسة” زار المطار قبل نحو أسبوعين تمهيداً لإعداد الدراسة الخاصّة بإعادة تشغيله.