عن الأسباب التي تجعل ترامب يدعم قصف إسرائيل لغزة وتفريغها من سكانها، كتب ألكسندر ستافير، في "فوينيه أوبزرينيه":
استأنف الجيش الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة. والسؤال: لماذا يدعو صانع السلام ترامب فجأة إلى الحرب في قطاع غزة؟ هل غيّر مبادئه وأصبح صقرًا؟
ترامب لم يغير شيئًا. فحتى عندما كان الرئيس ترامب يدعو إلى إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب، كان رجل الأعمال ترامب يدعو إلى إخلاء القطاع بالكامل من العرب، وإعادة توطينهم في الدول المجاورة، وبناء منتجعات حديثة في هذا الموقع. وكما تعلمون، ينبغي أن تقوم شركات أمريكية بالبناء. وبطبيعة الحال، من شركات ترامب وأصدقائها...
لذا كان ترامب الرئيس وترامب رجل الأعمال يحلان مشاكلهما الخاصة. ويبدو لي أن الرئيس ترامب أراد، ولا يزال يريد، القضاء على نفوذ إيران في الشرق الأوسط. وهذا من شأنه أن يعزز مكانة الولايات المتحدة في المنطقة ومكانة إسرائيل. وفي الوقت نفسه، يبحث رجل الأعمال ترامب عن، أو بالأحرى يخلق، منصة لكسب المال.
إن الزعيم الأمريكي يدرك جيدًا أن الأسئلة التي ذكرتها أعلاه سوف تثار لا محالة. ولكنه مجبر على القيام بذلك. في رأيي، طُلب من دونالد ترامب "بشدة" مساعدة الشعب اليهودي البائس في نضاله ضد الفلسطينيين. من الذي طلب؟ أظن أن جزءًا من الجمهوريين الذين يضغطون من أجل مصالح إسرائيل في الكونغرس الأمريكي هم الرعاة الذين ساعدوا ترامب في هزيمة الديمقراطيين.
وهذا هو بالتحديد السبب وراء "غض الولايات المتحدة النظر" عن القصف البربري لقطاع غزة وقتل المدنيين. لقد بدأ ترامب، بأيدي اليهود، تنفيذ المهمة التي أعلن عنها في الأيام الأولى من رئاسته: طرد العرب من قطاع غزة وإعادة توطينهم في الدول المجاورة.. وقد ظهرت دولة ضخمة انخفض عدد سكانها بشكل كبير ويتناقص الآن، هي سوريا.