عاجل:

"فضيحة سيغنال".. فريق ترامب يسعى لاحتواء تداعيات الدردشة السرية

  • ٥٥

سعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى احتواء التداعيات بعدما كشف صحافي في إحدى المجلات أنه تم ضمه بالخطأ لنقاش جماعي سري لخطط حربية حساسة جداً، بينما دعا ديمقراطيون بارزون مسؤولين في الإدارة إلى الاستقالة بسبب هذا الحادث الأمني.

والتز: أتحمل كامل المسؤولية

وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الثلاثاء، أنه يتحمل "كامل المسؤولية" عن الخرق الأمني الفاضح الذي حصل من جراء ضمّه عن طريق الخطأ صحافيا إلى مجموعة مراسلة سرية للغاية ناقش خلالها عدد من كبار المسؤولين شن غارات ضد الحوثيين في اليمن.

وقال والتز لشبكة "فوكس نيوز" في أول مقابلة له منذ انفجرت هذه الفضيحة "أتحمّل المسؤولية كاملة" عن "هذا الخطأ".

وأضاف "أنا من أنشأ هذه المجموعة" على تطبيق "سيغنال" للمراسلة.

وشدّد والتز على أنّه لا يعرف شخصيا رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" جيفري غولدبرغ الذي ضمّه خطأ إلى مجموعة المراسلة، مرجّحا أن يكون قد حفظ رقمه على هاتفه وهو يظنّه شخصا آخر.

وأضاف "لدينا أفضل الفرق الفنية التي تحاول فهم كيف حدث هذا الأمر".

وتابع "أنا لا أعرف هذا الرجل، أعرفه فقط من خلال سُمعته، وهي مريعة، لكنّني لا أراسله".

وأتى إقرار والتز بمسؤوليته عن هذا التسريب بعدما سعى الرئيس دونالد ترامب وكبار مسؤولي أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة لاحتواء الفضيحة الآخذ نطاقها في الاتّساع.

إلى ذلك، شهدت تولسي جابارد، مديرة المخابرات الوطنية، وجون راتكليف مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه)، وكلاهما كان مشاركا في الدردشة، أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ بأنه لم تتم مشاركة أي مواد سرية في الدردشة الجماعية على تطبيق "سيغنال" للمراسلة المشفرة.

لكن أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين عبروا عن شكوكهم في شهادتيهما، وقالوا إن الصحافي جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" أفاد بأن وزير الدفاع بيت هيغسيث نشر تفاصيل عملياتية عن ضربات وشيكة ضد الحوثيين في اليمن تضم "معلومات عن الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجمات".

وقال أعضاء اللجنة إنهم يعتزمون فحص الدردشة، ووافقت جابارد وراتكليف على ذلك. وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، جون ثون، اليوم الثلاثاء، إنه يتوقع أن تنظر لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في استخدام مسؤولي إدارة ترامب تطبيق "سيغنال".

وقال السيناتور أنجوس كينج، وهو عضو مستقل متحالف مع الديمقراطيين، في جلسة مثيرة للجدل شهدت مناقشات محتدمة "من الصعب بالنسبة لي أن أصدق أن الأهداف والتوقيت والأسلحة ليست (من المعلومات) المصنفة على أنها سرية".

وأثار الكشف غير العادي غضبا ودهشة لدى خبراء الأمن القومي، ودفع الديمقراطيين وبعض الجمهوريين إلى المطالبة بالتحقيق فيما وصفوه بأنه خرق أمني كبير.

وقال السيناتور الديمقراطي رون وايدن في الجلسة "أعتقد أنه يجب أن تكون هناك استقالات، بدءا بمستشار الأمن القومي ووزير الدفاع".

وعبر ترامب عن دعمه لفريقه للأمن القومي حين سُئل عن مسألة الدردشة في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء وكان معه مستشاره للأمن القومي مايكل والتز الذي أضاف غولدبرغ بالخطأ إلى المناقشة على "سيغنال".

وقال إن الإدارة ستنظر في استخدام "سيغنال"، لكنه قال إنه لا يعتقد أنه يجب على والتز الاعتذار.

"اختراق معلومات حساسة"

وبدا الإحباط على السيناتور الديمقراطي جون أوسوف بعد أن أجاب راتكليف بعبارة "لا أتذكر" على سلسلة من الأسئلة عن محتوى الدردشة على "سيغنال".

قال أوسوف "أيها المدير راتكليف، من المؤكد أنك أجريت استعداداتك بالتأكيد لهذه الجلسة اليوم. أنت فرد من مجموعة مسؤولين رئيسيين، من كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية، وقد حدث الآن خرق واسع لمعلومات حساسة".

وأضاف: "سنحصل على النص الكامل، وسيتم قياس شهادتك بعناية على محتواه".

وأراد بعض المشرعين الجمهوريين أيضا معرفة المزيد. وقال السيناتور تود يونج إنه سيجري استجوابا في جلسة استماع مغلقة في وقت لاحق الثلاثاء. وأضاف السيناتور الجمهوري عن ولاية إنديانا "يبدو لي أن هناك بعض الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها".

وقال مسؤول أميركي سابق لرويترز، إن تفاصيل العمليات العسكرية عادة ما تكون سرية، ولا يعرفها إلا عدد قليل من المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون).

وأضاف المسؤول أن المعلومات السرية للغاية تحفظ عادة على أجهزة كمبيوتر تستخدم شبكة منفصلة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز إن مجموعة الدردشة حقيقية على ما يبدو.

ولا يفترض أن تتم مشاركة المعلومات السرية والحساسة على تطبيقات الهواتف المحمولة التجارية، ولا ينبغي إدراج أرقام مجهولة مثل رقم غولدبرغ إلى مثل هذه المحادثات. كما أن قدرة "سيغنال" على محو المحادثات ينتهك القوانين التي تحكم الاحتفاظ بالسجلات الحكومية.

وقال الديمقراطي مارك وارنر، العضو في اللجنة "هذا مثال آخر على نوع من السلوك الذي يتسم بالإهمال الشديد وعدم الكفاءة، خاصة مع معلومات سرية... لهذه الإدارة".

مخاوف أمنية

كتب غولدبرغ، الاثنين، أن الدردشة جمعت حسابات يبدو أنها تمثل نائب الرئيس جيه.دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وراتكليف، وجابارد، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، وكبار مسؤولي مجلس الأمن القومي.

وأقرت جابارد بأنها كانت في الخارج أثناء الدردشة، لكنها لم تفصح عما إذا كانت تستخدم هاتفا خاصا.

واتهمت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض غولدبرغ بتضخيم القصة في منشور على منصة "إكس".

وفي منشور على منصة "إكس"، قلل ستيفن تشيونج، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، من شأن القلق من إشراك صحافي في دردشة لمخططات حرب ووصفه بأنه "غضب زائف".

وقال هيغسيث للصحافيين، الاثنين، إنه لم يكتب أحد نصوصا عن خطط حربية. ووصف غولدبرغ الذي ظهر على شبكة "سي.إن.إن" الاثنين، هذه التعليقات بأنها "كذبة".

ولم يتضح بعد سبب اختيار المسؤولين للدردشة عبر "سيغنال" وليس القنوات الحكومية الآمنة المستخدمة عادة في المناقشات الحساسة.

وقال روكي كول الذي تساعد شركته للأمن السيبراني (آي فيرفاي) في حماية مستخدمي الهواتف الذكية من القراصنة، إن تطبيق "سيغنال" "يتمتع بسمعة ممتازة ويستخدم على نطاق واسع وموثوق به في مجتمع الأمن".

وأضاف "لا تكمن خطورة مناقشة معلومات الأمن القومي الحساسة جدا على سيغنال في أن سيغنال نفسه غير آمن بل في حقيقة أن الجهات الفاعلة في تهديد الدول لديها قدرة معروفة على اختراق الهاتف المحمول نفسه عن بُعد. إذا كان الهاتف نفسه غير آمن، فمن الممكن قراءة جميع رسائل سيغنال عليه".

وقال النائب الجمهوري دون بيكون، وهو جنرال متقاعد في القوات الجوية وعضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، للصحافيين إنه يتعين على هيغسيث تحمل مسؤولية الانتهاك الذي قال إنه يعرض حياة الناس للخطر.

وردا على سؤال حول ادعاء البيت الأبيض بأنه لم يتم مشاركة أي تفاصيل سرية، أجاب بيكون قائلا "ينبغي عليهم أن يكونوا أمناء ويعترفوا بذلك".


المنشورات ذات الصلة