عاجل:

فرصة نادرة لحوار سري مع لبنان الرسمي رغم الأزمات.. تقرير لـ“يديعوت أحرونوت” يلقي الضوء

  • ٥١

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريرًا قالت فيه إن هناك “فرصة نادرة” للبدء في حوار سري مع الرئيس اللبناني جوزف عون قبل فوات الأوان، مشيرة إلى أنه رغم أن عون ليس صديقًا لإسرائيل، إلا أنه في الوقت نفسه ليس حليفًا لأعدائها.

وأضافت الصحيفة أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، في وقت يسيطر فيه “حزب الله” على البلاد، وهو ما يجعل من تصريحات الرئيس عون فرصة نادرة للدبلوماسية الحقيقية، في ظل انهيار وقف إطلاق النار.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس اللبناني أبدى مواقف صعبة خلال زيارته الأخيرة إلى باريس نهاية الأسبوع الماضي، حيث كان عالقًا بين المبادرات الدبلوماسية والتوترات الإقليمية المتصاعدة. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على خمسة مواطنين لبنانيين اتهموا بتحويل أموال لصالح “حزب الله”. من بين هؤلاء كان هناك امرأتان، وهي المرة الأولى التي تظهر فيها أسماء نساء على مثل هذه القائمة.

وكانت زيارة عون إلى باريس هي أول زيارة رسمية له إلى دولة غربية منذ توليه منصبه. خلالها، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم فرنسا المستمر للبنان، وتعهّد بالمساعدة في مشاريع التنمية الاقتصادية في البلاد. لكن سرعان ما جاء الرد الإسرائيلي سريعًا، حيث نفذت طائرات حربية إسرائيلية غارة جوية على حي الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو معقل “حزب الله”، وذلك ردًا على إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية.

وأكدت إسرائيل في وقت لاحق أن الغارة الجوية كانت ردًا على إطلاق صاروخين من لبنان، أحدهما سقط في أرض مفتوحة داخل إسرائيل دون أن يتسبب في أي أضرار، بينما فشل الآخر في عبور الحدود. من جهته، نفى “حزب الله” تورطه في الهجوم، ووجهت أصابع الاتهام إلى عناصر “حماس” أو فصائل فلسطينية أخرى.

من جانب آخر، قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم إن الحزب ليس وراء إطلاق الصواريخ، مؤكداً أن “حزب الله” لا يزال في مرحلة إعادة تنظيم. كما أكد محمد رعد، رئيس الكتلة البرلمانية لـ”حزب الله”، التزام الحزب بوقف إطلاق النار المتفق عليه منذ تشرين الثاني الماضي.

وأثناء تواجد عون في باريس، أصدرت الولايات المتحدة بيانًا قالت فيه إن لبنان قد انتهك وقف إطلاق النار. وقالت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، إن “لبنان مسؤول عن كبح جماح الجماعات الإرهابية التي تعمل انطلاقًا من أراضيه”، وأكدت أن لإسرائيل الحق في الرد.

من جانب آخر، أشارت الصحيفة إلى أن عون، الذي يشغل منصب قائد الجيش السابق، يحظى بنظرة إيجابية في إسرائيل بسبب خلفيته العسكرية ومعارضته الطويلة لـ”حزب الله”. وفي المقابل، يُنظر إلى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام على أنه شخصية أكثر إشكالية في أعين المسؤولين الإسرائيليين، بالنظر إلى انتقاداته المتكررة لإسرائيل.

وبينما كان عون في مواقف أكثر تشددًا في تصريحاته العلنية، اتخذ سلام موقفًا أكثر اعتدالًا، حيث وصف الأحداث بأنها “تصعيد خطير”، وحث السلطات اللبنانية على تحديد مصدر إطلاق الصواريخ. وقد دفع فشل الصواريخ في إحداث أضرار كثيرة من المحللين إلى الاستنتاج بأن “حزب الله” ليس وراء الحادث.

وتعتقد الصحيفة الاسرائيلية أن الوقت قد حان لإعادة فتح قنوات اتصال سرية مع كبار القادة العسكريين اللبنانيين. وأكدت أن استقرار الوضع يصب في مصلحة الجميع، مشيرة إلى أن إسرائيل تدرك هشاشة موقف الرئيس عون في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان، وكذلك نفوذ “حزب الله” المستمر.


المنشورات ذات الصلة