عرضت الولايات المتحدة على تركيا تفكيك منظومة صواريخ إس-400 المضادة للطائرات التي اشترتها من روسيا، أو نقلها إلى قاعدة إنجرليك العسكرية الأمريكية، مقابل منحها إمكانية الحصول على طائرات إف-35 المقاتلة وإلغاء تجميد تراخيص التصدير لصناعة الدفاع التركية، ما يتيح لها شراء المعدات العسكرية الأمريكية. لكن الأمر مرهون بموقف إسرائيل، التي ترى في تركيا "تهديدًا إقليميًا" وتعارض بشكل قاطع إعادة تسليح القوات الجوية التركية.
وترى الباحثة في قسم الشرق الأوسط وما بعد الاتحاد السوفيتي بمعهد المعلومات العلمية في العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألينا سبيتنيفا، أن الولايات المتحدة تريد إعادة أنقرة "إلى حضن العالم الغربي".
وقالت: "كان من المفترض أن تؤدي عودة إدارة ترامب إلى إعطاء الزخم ومحو سوء الفهم الماضي. لكن، مرة أخرى، لا يمكن الرهان على ترامب. دعوني أذكركم، بأن المشاكل الناجمة عن فرض الحظر وزيادة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم التركيين في العام 2018، والتي أدت بعد ذلك إلى انخفاض قيمة الليرة إلى الحد الأدنى، بدأت على وجه التحديد خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى".
و"بالإضافة إلى الأشياء الأخرى، فإن تركيا، تحاول كعادتها، الجلوس على كرسيين: ففي وقت سابق، أعلن مسؤولوها بالإجماع أن مسألة منظومة "إس-400" أغلقت ولن يتخلوا عن هذه المنظومة. لكن تركيا الآن في وضع ضعيف للغاية. دعونا نرى إلى أي مدى سيتمكن المفاوضون الأمريكيون من الضغط عليها في هذه القضية".
وأضافت سبيتنيفا أن العلاقات مع روسيا مهمة أيضًا في كثير من النواحي، وأن السلطات التركية تدرك ذلك جيدًا. وبحسبها فإن "مثل هذا التقارب لا يبشر موسكو بالخير".