عاجل:

الضاحية "غير آمنة "...تناقضات المشهد "إعمار وإخلاء معا"؟ (خاص)

  • ٧١
خاص – "إيست نيوز"

صحيح ان الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس لم تحمل معها في زيارتها الأخيرة الى لبنان تهديدا ووعيدا، بل بالعكس فان لقاءاتها اتسمت بـ "الديبلوماسية الناعمة" سواء في قصر بعبدا او في عين التينة، لكن الرسائل في محادثاتها كانت حازمة لضرورة تطبيق القرار ١٧٠١ وجمع السلاح من مخازنه ومصانعه والتفاوض وخطط الإصلاح.

 وبانقضاء الزيارة فان الجميع في حالة ترقب لما سيحدث والمنحى الذي ستذهب إليه الأمور، وان كان هناك إجماع على ان التصعيد الإسرائيلي سيستمر على المنوال ذاته بالاغتيالات واستهداف مواقع "حزب الله" والأهداف المرصودة منذ بداية الحرب الإسرائيلية، وعليه، ثمة مخاوف من تجدد الاعتداءات وتوسعها وهذا هو المشهد العام في الضاحية الجنوبية الذي يعكس الحذر الشديد  ويعمم القلق من عودة الحرب باختراق جديد لبيئة الحزب إن اعتمد تكتيك عسكري واستراتيجي مفاجىء للعدو الاسرائيلي.

الخوف في الضاحية لا يمكن اخفاءه بدأت معالمه باستهداف حي ماضي عشية العيد ولا يزال قائما حتى اليوم، وتراجعت الحركة بشكل كبير عما كانت عليه قبل فترة.

تجمع الضاحية بين ميزتين فهي اولا المعقل السياسي لـ "حزب الله" و خزانه الشعبي أيضا  وجمهوره القادم من الجنوب والبقاع وهذا الامتياز وضعها في خانة الاستهداف للضغط على القيادة العسكرية للحزب. فضرب الضاحية يأتي في إطار ممارسة الضغوط النفسية واستفزاز الحزب واستدراجه مجددا الى الحرب بعد المعلومات الإسرائيلية المؤكدة بأن الحزب تجاوز الضربات الموجعة التي أصابته واستطاع التقاط انفاسه وبالتالي فإن سيناريو توسع الاستهداف الإسرائيلي قائم لتثبيت عملية سقوط الردع واحراجه في بيئته او توريطه في الحرب .

وعليه يلاحظ المراقبون ومن يتجول في الضاحية اليوم ان ما بعد الاستهداف الأخير لايشبه قبله، فثمة حذر انعكس حركة بطيئة في الأحياء المكتظة عادة ويمكن ملاحظة ان عددا كبيرا من سكان الضاحية خرجوا منها وعادوا الى خياراتهم البديلة للإيجارات السابقة والابتعاد عن مدينتهم والبقاء على مسافة قريبة او وضعوا plan 2  للمغادرة عند الضرورة.

لا يختلف اثنان على تصنيف الضاحية منطقة غير آمنة منذ بداية الحرب، وان الوضع مربك الى حد كبير لأبناء الضاحية وجوارها إلا ان المفارقة ان ورش العمل والترميم قائمة في عدد من الأحياء في مشهد يعكس التناقضات ويعبر عن تعلق سكان الضاحية بتفاصيل ومقومات الصمود في مدينتهم"الفاضلة  والمفضلة".

المنشورات ذات الصلة