خاص - "إيست نيوز"
لا يستطيع المراقبون اخفاء أجواء الاستغراب التي سيطرت على معظمهم بمجرد رصد حجم الغليان الانتخابي البلدي والاختياري غير المسبوق في معظم الدوائر الانتخابية ولو بفوارق نسبية مختلفة بين دائرة واخرى.
فجميع مظاهره غير المألوفة تعم بعض المناطق اللبنانية وهي موزعة على كل المحافظات كلما تقلص الوقت الفاصل عن موعد أولى الدورات الانتخابية في 4 ايار المقبل، على الرغم من عدم اسدال الستارة بعد على نتائج الحرب والتهديدات الأمنية شبه اليومية.
ويعترف هؤلاء ان المشهد الذي كونته الاستعدادات للانتخابات البلدية والاختيارية توحي بـ "بروفا" اولية لما هو متوقع في الإنتخابات النيابية، ذلك ان هناك ترابط قوي بين الاثنتين.
فما يجري ولو نال صبغة عائلية تتقدم على الحزبية منها يمهد لاستحقاق الـ 2026 النيابي على مستوى التحالفات والتفاهمات بين القوى السياسية والحزبية.
ويضيف هؤلاء:" بكل صراحة انها تحالفات غريبة عجيبة، بدأت تظهر في بعض المدن والبلدات وحتى القرى لا مبرر لها إلا المصلحة الانتخابية الوصولية بحدودها القصوى، على طريقة "علي وعلى أعدائي يا رب" لمجرد وجود تفاهمات تنسج من تحت الطاولة قبل خروجها الى اللوائح المعلنة لتحدث الصدمة الكبرى بين حزبين متخاصمين، ليتبين أنهما تحالفا في بلدة وتنافسا في أخرى في إطار السعي للفوز وتقاسم "الجبنة البلدية" وتوزع المقاعد "اربعة لك وخمسة إلي".
وعليه، يلاحظ المراقبون أنه وبدل ان تكون البلديات المعبر والممر للاصلاح والتغيير والتخلص من حقبة الفساد والإفلاس الخدماتي البلدي فإن الأمور تتجه لتأخذ طابع التحالفات التي قد تكون "غير منطقية" وربما "صادمة" تشكل انتخابات بلدية جونية ابرز مظاهرها.
وللمزيد من التفاصيل ينتهي المراقبون الى القول انه "وبعد ان انتهى الصراع السياسي في جونية بين المشايخ والأحزاب المغلف الى تحالف خماسي للاضداد جمع النائب فريد الخازن والنائب السابق منصور البون والحالي نعمة افرام والكتائب والقوات، او في جزين مثلا تحالف يجمع القوات والنائب زياد اسود او في زحلة بين رئيسة الكتلة الشعبية والأحزاب المنافسة تقليديا لها في الاستحقاقات".