خاص ـ "إيست نيوز":
تعتقد مراجع سياسية وحزبية معنية ان ملف سلاح حزب الله الذي عاد الى واجهة النقاش السياسي ليس فقط من باب التصعيد الإسرائيلي واتهام الحزب من قبل تل أبيب بإعادة ترميم ترسانته العسكرية لكن أيضا من باب الورقة الدولية فسلاح الحزب لم يعد شأنا داخليا لبنانيا بحتا بل دخل مرحلة التفاوض الجاري في مسقط وتحول الى ورقة إقليمية في رسم ملامح الشرق الأوسط الجديد، من هنا فان الأنظار تتجه اولا الى مفاوضات يوم السبت في مسقط التي ستتضمن نقاشات معقدة للوصول الى نتيجة تحدد معالم المرحلة المقبلة في المنطقة ولبنان والى الداخل مع تأكيد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام عن اقتراب وضع ملف السلاح على طاولة مجلس الوزراء في الأسابيع المقبلة مما يشكل إعلانا رسميا جديا لخوض هذا الملف.
أضافت هذه المراجع لتقول إن الحديث عن نزع سلاح الحزب تحول الى شأن اساسي في ظل التهديدات الإسرائيلية والضغوط الداخلية والخارجية فمستقبل السلاح من أولويات الإدارة الأميركية بالديبلوماسية الناعمة لموفدتها مورغان اورتاغوس التي تركت لغة الحديد والنار مؤقتا. ومن هذا المنطلق فإن حزب الله دخل في تقييم حساباته ويستشف من مواقف قياداته ان الملف بات خاضعا للنقاش، حتى ان مصادر الحزب لم تعد ترفض الحديث عنه. فحزب الله كما تبين في الساعات الماضية ليس ممتنعا او رفضيا في المطلق كما كان في السابق لكنه متمسك بالشروط التي يراها مناسبة فالقيادي في الحزب غالب أبو زينب حدد ما يريده" الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية اولا وتأهل الدولة لتسلم الدفاع ثانيا".
ورأت المراجع أن استعداد الحزب للنقاش في موضوع سلاحه يعود الى عدة عوامل، فليست خافية الضغوط عليه في موضوع الإعمار والبازار الدولي عليه من جهته وليس الوضع في بيئته مناسبا للدخول في حرب جديدة يسعى اليها العدو الإسرائيلي وقد دفعت الطائفة الشيعية ثمنا كبيرا في الحرب الاسرائيلية من شهداء وجرحى ودمار وتشعر بيئة حزب الله الى حد ما بتخلي الجميع عنها مع مخاوف من تداعيات التفاوض الجاري في العاصمة العمانية لبنانيا.
في المقابل تعترف مصادر سياسية رفيعة بان ملف السلاح دخل مرحلة الجد بعد زيارة مورغان اورتاغوس وما جرى تبادله في اللقاءات مع المسؤولين، لكن من الواضح جدا ان الملف بات في عهدة "ثلاثية جديدة" تجمع رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي يتعامل بحكمة سياسية مع الملف بتنسيق تام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ما زال على تواصل دائم مع الحزب لئلا يصار الى تفجير الوضع الداخلي.
وفي الوقت الذي ينقل فيه مقربون من قصر بعبدا ان لدى الرئيس عون تصورا عملانيا وتنفيذيا لإطلاق حوار واسع في هذا الشأن. ترى مصادر محايدة، ان هناك عدة مسارات لتنفيذ المهمة في حال سلك مسار تسليم السلاح خط التفاوض الإيجابي باعطائه للقوى العسكرية لدعمها بإشراف لجنة أمنية تمثلهم من دون إغفال إمكان ابتداع آليات معينة في حينه.