عاجل:

وزير الخارجية: لا إعادة إعمار بلا حصرية السلاح.. وموقف دولي واضح من لبنان

  • ٣٩

كشف وزير الخارجية والمغتربين، يوسف رجي، في حديث إلى صحيفة الشرق الأوسط، عن موقف دولي واضح أُبلغ إلى لبنان، مفاده أن "لا إعادة إعمار ولا مساعدات دولية قبل تحقيق حصرية السلاح شمال الليطاني وجنوبه"، مشيرًا إلى أن آخر من أبلغ هذا الموقف هي المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال زيارتها الأخيرة لبيروت.

وأوضح رجي أن أورتاغوس عبّرت عن وجود "نافذة مفتوحة" أمام لبنان، حيث أبدت الإدارة الأميركية استعدادها لمساعدة لبنان في تحرير أرضه، ودعم إعادة الإعمار، وتحفيز الاقتصاد، لكن ذلك مشروط بخطوات واضحة من الجانب اللبناني، في طليعتها الإصلاحات الاقتصادية وحصرية السلاح بيد الدولة.

وأكد أن مطلب بسط السيادة اللبنانية الكاملة على أراضيها ليس فقط مطلبًا دوليًا، بل أيضًا "مطلب لبناني عبّرنا عنه بوضوح في البيان الوزاري وخطاب القسم".

وزير الخارجية أن تكون المبعوثة المبعوثة الأميركية قد حددت رزنامة زمنية لتنفيذ حصرية السلاح، لكنها شددت على ضرورة تحقيق ذلك "في أسرع وقت"، معتبرة أن ما تحقق حتى الآن "غير كافٍ"، والمطلوب "خطوات أكبر وأسرع".

وفي ما يخص الآلية، شدد رجي على أن "الدولة لا تفاوض على سيادتها الداخلية"، وأن المسار يجب أن يُبنى على موقف حكومي واضح يضمن حصر السلاح بيد الجيش اللبناني.

وحول موضوع اللجان المقترحة للتفاوض مع إسرائيل، أكد رجي أن لبنان رفض البحث في ملفي الأسرى والنقاط المحتلة، قائلاً: "لسنا من نحتجز أسرى أو نحتل أراضي. المطلوب من إسرائيل انسحاب فوري وغير مشروط"، مشيرًا إلى أن ما يقبل به لبنان هو "التفاوض حول ترسيم الحدود كملف تقني بحت".

كما نفى أن تكون أورتاغوس قد أعادت طرح فكرة تشكيل لجان مدنية، رغم تداول الفكرة قبل أسبوعين.

في سياق الحديث عن الأراضي اللبنانية المحتلة، أكد وزير الخارجية أن الوزارة تبذل جهودًا يومية للضغط على المجتمع الدولي من أجل دفع إسرائيل إلى الانسحاب الكامل، معتبرًا أن ذلك "يسقط أي ذريعة لبقاء سلاح حزب الله، ويعزز موقع الدولة اللبنانية كجهة وحيدة تمثل السيادة".

وأضاف بأسف: "نجاحنا كان سيكون أكبر لو امتلكنا كدولة قوة عسكرية واقتصادية، لكننا نعتمد على علاقاتنا الدولية".

ورفض رجي الربط بين سحب سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني داخل المخيمات، متسائلًا: "هل سلاح الحزب موجود لمواجهة السلاح الفلسطيني؟ المطلوب واضح: أن يكون سلاح الجيش اللبناني وحده هو من يحمي اللبنانيين".

في الشق الاقتصادي، أشاد رجي بأداء الحكومة برئاسة نواف سلام، واصفًا عملها بـ"السريع والممتاز"، لكنه أشار إلى أن عمق الأزمة يتطلب وقتًا، رغم أن "المجتمع الدولي لا يمنحنا ترف التأجيل".

وتطرّق وزير الخارجية إلى المفاوضات الأميركية - الإيرانية، معتبرًا أنها لا تزال ضبابية من حيث نتائجها، وتشمل ملفات متعددة بينها "النووي، الصواريخ الباليستية، والتنظيمات العسكرية التابعة لإيران كحزب الله"، مستبعدًا أن تطالب إيران الحزب بتسليم سلاحه ضمن أي تسوية محتملة.

وفي سياق آخر، أعرب رجي عن تفاؤله بـ"النظام الجديد في سوريا"، مؤكدًا تلقي لبنان وعودًا واضحة من دمشق بعدم التدخل في الشأن اللبناني. وأعلن أن الرئيس نواف سلام سيطرح خلال زيارته المرتقبة إلى سوريا ملف النزوح السوري، الذي وصفه رجي بـ"تهديد وجودي"، مشددًا على أن "عودة النازحين يجب أن تبدأ فورًا، والمساعدات تُعطى لهم في بلدهم لا في لبنان".

كما أشار إلى أن البحث مع الجانب السوري سيشمل ملفات الحدود الشرقية والمفقودين اللبنانيين، بهدف "طيّ هذه الصفحة نهائيًا وإراحة العائلات التي تنتظر معرفة مصير أبنائها".

وفي ملف العلاقات اللبنانية – الخليجية، أقرّ وزير الخارجية بوجود مسؤولية لبنانية عن التوترات السابقة، قائلاً: "لا يمكن أن نصدر الكبتاغون والسلاح ونشتم، ثم نطلب المساعدة".

وأشاد بالزيارات الأخيرة إلى السعودية، خصوصًا زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، والتي أعادت فتح صفحة جديدة من العلاقات مع المملكة، مشيرًا إلى وعود من ولي العهد محمد بن سلمان بعودة الدعم الخليجي للبنان، "بشرط تحقيق الإصلاحات وحصرية السلاح".

المنشورات ذات الصلة