بحركة متزامنة أو متلازمة: يقرّ مجلس الوزراء في جلسته عند الرابعة من بعد ظهر اليوم مشروع قانون تنظيم المصارف واعادة الهيكلة والدمج، أو غداً على أبعد تقدير، والاربعاء المقبل (16 نيسان) من المفترض ان تقرّ اللجان المشتركة تعديل مواد في قانون السرية المصرفية والنقد والتسليف..
ومع الضغوطات الداخلية من أجل خطوات ذات صلة بسلاح حزب الله، على وقع ممارسات اسرائيلية وانتهاكات تجاوزت المعقول، بين قصف المنشآت والمواطنين في قراهم، والتهديدات بالإخلاء، بقيت الحركة الرسمية، موضع اهتمام عربي ودولي.
فالرئيس جوزف عون يتوجه الى قطر منتصف الأسبوع المقبل، تلبية لدعوة رسمية من أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لشكره على المساعدات التي قدمت والوقوف إلى جانب لبنان.
كما يتوجه الرئيس نواف سلام مع وفد وزاري الى سوريا، لمتابعة البحث مع المسؤولين هناك، والاجتماع مع الرئيس السوري احمد الشرع، بعد انجاز تفاهمات التهدئة عند الحدود اللبنانية - السورية في ضوء الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الرياض بين وفدين رسميين من لبنان وسوريا.
وعليه، مازال لبنان منشغلا بحدثين اساسيين الاول متابعة زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس وتقييم نتائج زيارتها، والثاني التحضير للإنتخابات البلدية والاختيارية الشهر المقبل وسط تأكيد رسمي على اعلى المستويات انها ستجري في مواعيدها. فيما ما زال الهم الحكومي منصباً على إنجاز قوانين الاصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة دولياً، وحيث من المفترض ان يبت مجلس الوزراء اليوم اوغدا السبت مشروع قانون السرية المصرفية بعدما أقر اسبابه الموجبة في الجلسة الماضية..
وبرغم بعض المبالغات في تسريب ما طرحته نائبة الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس في زيارتها الاخيرة للبنان، إلّا ان هناك حقائق لا يمكن دحضها مهما حاول البعض التخفيف منها او اعتبارها طبيعية، ابرزها اولاً التشديد على بتّ مسألة السلاح غير الرسمي في لبنان، وهي اجملت «كل الميليشيات المسلحة» كما وصفتها ولم تخصص فقط حزب الله. لكن حسب المعلومات الاكيدة فإنها لم تحدد مهلة تاركة «فترة سماح» للسلطات اللبنانية لمعالجة المسألة وفق ما طرحه عليها رئيس الجمهورية جوزف عون لجهة معالجة مسألة السلاح ضمن الاستراتيجية الدفاعية الوطنية وبالحوار لا بالضغط او القوة، تاركة له تحديد الوقت المناسب لطرح الموضوع.
المسألة الثانية التي لا يمكن دحضها ان اورتاغوس ربطت اي دعم اميركي ودولي مالي او اقتصادي او اعماري للبنان بسحب السلاح وبالاصلاحات الادارية والمالية والاقتصادية لتحفيز الدول على الدعم والاستثمار في لبنان، مهددة بمصير «استمرار الشراكة بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية».
وفي جديد التعاطي الرسمي مع موضوع حصرية السلاح، نقل عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية عن رئيس الجمهورية جوزف عون بعد استقباله الكتلة قوله: ان الحزب ابدى الكثير من الليونة والمرونة في مسألة التعاون وفق خطة زمنية معينة، وهو متفائل بأن الإيجابية لدى الحزب يجب مقابلتها بإيجابية ايضاً وبتفهم للواقع الجديد الذي يعيشه البلد.
وعن الانتخابات البلدية وما اذا كانت هناك نية لتأجيلها؟ أجاب عطية: ابدا لا توجد أي نية لتأجيلها، قد يطرأ بعض التعديل البسيط في المدن، وقد اتفق فخامته مع وزير الداخلية على اجرائها في موعدها، وستتم الانتخابات من دون أي تأجيل.
وفي السياق، اكد امس وزيرا الخارجية يوسف رجّي والثقافة غسان سلامة في حديثين اعلاميين خارجيين على ما ورد حول ربط اورتاغوس الدعم المالي والاقتصادي بمصير السلاح، لكن الجديد ما اكده سلامة لإذاعة سبوتنيك الروسية انه كان لاورتاغوس «همّان أساسيان خلال لقائها الوزراء في لبنان، الأول عسكري ويتركّز حول نزع سلاح حزب الله وضرورة حصره بيد الدولة اللبنانية، وهو وشرط أساسي لتدفق المساعدات الى لبنان، والثاني اقتصادي يتعلق بالإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة من الحكومة».
واضاف ردا على سؤال عن إمكانية عقد مؤتمر وطني لنزع سلاح «حزب الله»: لا مانع من مؤتمر وطني، لكن هذه السجالات مملة والجيش يقوم بواجبه. وإذا حصل انفجار في لبنان فلن يكون موضوع السلاح سببه.
واوضح ان اهتمام اورتاغوس بالجانب الاقتصادي يتفوّق على الشأن العسكري.وكشف سلامة عن «طلب ثالث جاء من البنك الدولي، تبنته أورتاغوس وغيرها من الدول، يقضي باختيار قيادة جديدة لمجلس الإنماء والإعمار قبل مباحثات صندوق النقد الدولي في 21 من نيسان»، وقال: هذا ما سنقدم عليه قبل هذا التاريخ.
وقال: نحن لا نلبي مطالب أميركية بل نعمل وفق سياسة نعتبرها من مصلحة لبنان لإعادة النمو الاقتصادي.
بالمقابل، افيد ان لبنان الرسمي يربط بحث اي خطوة من الخطوات الاميركية والاسرائيلية المطلوبة لمعالجة موضوع السلاح بالضغط الفعلي على قوات الاحتلال الإسرائيلي للإنسحاب من النقاط التي تحتلها في الجنوب وإعادة الأسرى، ليصارلاحقا الى بحث التفاوض حول تثبيت الحدود، بمعنى ان لبنان يرفض عمليا الضغوط التي تمارس عليه لتقديم «هدايا مجانية» للإحتلال ولا تمارس الادارة الاميركية الضغوط على الاحتلال، لاسيما بعدم وجود اي ضمانات او حتى مجرد تعهدات اميركية لحماية لبنان من الاعتداءات.
ومع إصرار لبنان الرسمي على اقتراحيه لمعالجة وضع الجنوب، سواء بلجنة تقنية عسكرية مدنية للتفاوض غير المباشر حول ترتيبات التهدئة ووقف الاعتداءات واطلاق الاسرى، او بالدبلوماسية المكوكية للموفدة الاميركية بين لبنان وكيان الاحتلال، يكون قد رمى الكرة بملعب اورتاغوس وحمّلها مسؤولية مباشرة في المعالجة لدى الكيان الاسرائيلي لتلبية ما يطالب به لبنان لتحرير ارضه وبسط سلطة الدولة على كامل الجنوب، بعد موافقة حزب الله على كل الاجراءات التي تتخذها وتنفذها الدولة بجيشها ومؤسساتها الامنية والرسمية.
بخاري: المملكة تدعم مسيرة الإصلاح بقيادة عون وسلام
دبلوماسياً، كان لسفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري حركة امتدت من قصر بسترس حيث التقى وزير الخارجية يوسف رجي، الى دار الفتوى، حيث التقى المفتي الشيخ عبد الليطيف دريان.
ونقل عن السفير بخاري قوله ان المملكة تدعم مسيرة الاصلاح في لبنان، بقيادة الرئيسين عون وسلام.
واعتبر المفتي دريان ان المملكة العربية هي صمام امان للدول العربية كافة من دون استثناء، ومنها لبنان.
موقف حزب الله
وفي اول موقف منذ ان بدأ الكلام عن سلاح حزب الله، اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين فضل الله، ان «الحكومة هي المسؤولة عن القيام بأي جهد رسمي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وعليها التزام ما جاء في بيانها الوزاري»، واعتبر ان هناك «بندًا أساسيًا يجب أن يكون على جدول أعمال الحكومة وهو وقف استباحة لبنان وهذه هي الأولوية الوطنية»، ورأى أن «المواطنين يعانون الاعتداءات الإسرائيلية ويطالبون الدولة بالقيام بدورها الفعلي».
وأشار الى ان «النقاش الجدي يجب أن يركز على الحقائق المرتبطة بالاعتداءات الاسرائيلية وكيفية مواجهتها ضمن استراتيجية وطنية وحوار بين الحرصاء على هذه الوطنية».
ونفى الادعاءات حول تهريب السلاح عبر مرفأ بيروت داعياً القضاء المختص إلى اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق مروجي هذه الاكاذيب. ورأى ان «هناك من يعمل على ضرب الأسس التي يقوم عليها لبنان كبلد للتنوع والشراكة ولا يتوانى عن استهداف وحدة مؤسسات الدولة».
جعجع: لا وجود لفكرة جنوب وشمال الليطاني
وفي اطار المواقف، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان: لا وجود لفكرة جنوب الليطاني وشماله، بل نقطة ارتكازنا هي القرارات الدولية 1959 و1680 و1701.
واكد جعجع:أن خارطة الطريق الوحيدة للخروج من الازمة الحالية وتحرير الاراضي اللبنانية المحتلة من اسرائيل، هي ان تبلغ الدولة اللبنانية الولايات المتحدة نيتها تنفيذ ما تعهدت في اتفاق وقف اطلاق النار، ضمن مهلة تحددها الحكومة.
وكشف جعجع انه قال لاورتاغوس ان طلب لبنان هو ان نعيش في دولة، وحصر السلاح بيد الدولة وانسحاب اسرائيل من الجنوب، مشيرا الى انه لا «يؤيد مقاربة الوزير غسان سلامة حول السلاح رغم تقديري لشخصه، فهو «مضيع بالعنوان»، وحزب الله منذ 30 سنة «معتدي على الدولة».
تفكيك منشآت للحزب
ونقل عن مصدر ان الجيش اللبناني تمكن من تفكيك بنيات عسكرية للحزب جنوب الليطاني.
وليلاً، تصدى الجيش اللبناني في محلة الحميض (خراج علما الشعب) بعد تصديه لقوة صهيونية خرقت الخط الأزرق، وإجبارها على الانسحاب بعد أن دخلت للقيام بأعمال تجريف وقطع أشجار.
وتألفت القوة الصهيونية من حوالي 9 عناصر بدأت مباشرة بعد تخطيها الخط الأزرق بقطع الأشجار المقابلة للحدود، ما أدى الى إستنفار الجيش وإجبارها على الإنسحاب حيث يواصل الجيش اللبناني إنتشاره مقابل القوة عند الحدود.
وفي السياق، نفى الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي في بيان «التقارير التي تحدثت عن قيام قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل بابلاغ الجيش اللبناني والطلب إلى الأهالي في عيتا الشعب وقرى أخرى في جنوب لبنان بإخلاء منازلهم. وقال: انها غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة.
واضاف تيننتي: هذا وتواصل اليونيفيل العمل دعما للقوات المسلحة اللبنانية أثناء إعادة انتشارها في جميع أنحاء جنوب لبنان.
لكن قوات الاحتلال ردت على النفي بغارة من مسيّرة على حفارة في بلدة عيتا الشعب.ثم نفذت غارتين على مكان الغارة الأولى مستهدفة جرافة اخرى..
وكانت المعلومات قد افادت ان اليونيفل تبلغت من المعنيين في عيتا الشعب بتهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرب هدف في البلدة، وتم ابلاغ المتواجدين فيها من اجل أخذ الحيطة والحذر وليس للاخلاء.
تزامناً، وردت رسائل نصية واتّصالات مشبوهة وجهولة تبيّن أنّ مصدرها ساحل العاج من رمز الدولة 225 في أفريقيا، إلى سكان منطقة السموقة في بلدة جبشيت لجهة بلدة عبا بجانب احدى المدارس، في قضاء النبطية، تُنذر السكان بإخلاء منازلهم.
وجاء في التهديد: «إلى المتواجدين في حي السموقة، حزب الله يستعمل بيوتكم لتخزين الذخيرة والصواريخ، لسلامتكم يُرجى الإخلاء فوراً... آخر إنذار».
وعلى الرغم من الشكوك حول صحة التهديد، إلّا أنّ هذه الرسائل تسبّبت بحالات هلع بين السكان.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، استهدفت القوات الإسرائيلية المتمركزة في قرية الغجر سيارة عند أطراف الوزاني بالرصاص من دون وقوع إصابات.
الى ذلك، وفي مجال متصل، ومع اقتراب موسم الاعياد والصيف، رفع العلم اللبناني على الطريق المؤدية من مدخل مطار رفيق الحريري الدولي مروراً بجادة الاسد، والنفق المؤدي الى المدينة الرياضية، وازيلت الصور الحزبية، وصور الشهداء، وحلت مكانها صور تشير الى العهد الجديد ممهورة بالعلم اللبناني.