إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل
لطالما جسدت معلولا الجذور المسيحية القديمة في سوريا، إنها مجتمع نادر حيث لا يزال السكان المحليون يتحدثون اللغة الآرامية، لغة السيد المسيح، وتفتخر بتاريخ من التعايش بين ثلثي سكانها من المسيحيين والثلث الآخر من المسلمين السنة.
لكن الحرب التي بدأت في عام 2011 وضعت الطائفتين على مسارين مختلفين ومزقت النسيج الاجتماعي فيها، فقد دعم الكثير من المسلمين الثوار الذين قاتلوا النظام، بينما وقف المسيحيون إلى جانب الأسد الذي اعتبروه حامي الأقليات في سوريا ذات الغالبية السنية.
والآن رحل الأسد والمدينة مدمرة وأهلها يكافحون لمعرفة كيف يمكن أن يتعايشوا معاً مرة أخرى.
عندما أطاح المتمردون بالأسد لم تكن هناك فرحة كبيرة بين مسيحيي معلولا حيث خشي السكان من أن يُقيد الحكام الإسلاميون الجدد حرياتهم الدينية، تقول ميرنا حداد إحدى سكان البلدة: "لم يحدث شيء يجعلك تشعر بأن الأمور أفضل".
وما يفاقم من مخاوفهم هو حقيقة أن مؤسس جبهة النصرة الجهادية التي هاجمت معلولا عام 2013، هو الآن رئيس سوريا .. أحمد الشرع.
يقول القس فادي البركل: "نريد في معلولا أن يكون لدينا دولة وأمن .. لكننا لن نقبل أن يحكمنا المسلمون بالقوة .. يمكن للشرع أن يأتي إلى معلولا ويقول إن المسيحيين مهمون ولا يمكن لأحد أن يؤذيهم .. ولكن إذا لم يقل ذلك أبداً فماذا سيحدث لنا؟".