عاجل:

إسرائيل تفرض احتلالًا بالنار على المنطقة الحدودية (الشرق الأوسط)

  • ٤٢

كتب نذير رضا:

فرضت إسرائيل أربعة موانع على المنطقة الحدودية معها في جنوب لبنان، تتمثل في استهداف البيوت الجاهزة والمراكز الصحية، والعائدين من سكان المنطقة الذين يحاولون الإقامة في بلداتهم، فضلاً عن الآليات المدنية والجرافات التي تعمل على رفع الركام في المنطقة الناتج من القصف وعمليات النسف الإسرائيليين.

وبعد تراجع في الاستهدافات خلال الأسبوع الماضي، كثَّف الجيش الإسرائيلي ضرباته في اليومين الأخيرين؛ ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل في ثلاثة استهدافات بالطائرات المسيَّرة للبنانيين يتحدرون من الجنوب، وينتمي بعضهم إلى «حزب الله».

وشنّت طائرة مسيَّرة تابعة للجيش الإسرائيلي غارة على سيارة من نوع «رابيد» أثناء مرورها على طريق وادي الحجير؛ ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عنصراً بوحدة «الرضوان» التابعة لـ«حزب الله»، وتم القضاء عليه. وأشار إلى أن ذلك وقع في منطقة القنطرة في جنوب لبنان. وبعد الظهر، أفيد عن استهداف دراجة نارية في بلدة حانين؛ ما أدى إلى مقتل شخص، وإصابة آخر بجروح، حسبما أفادت وزارة الصحة العامة.

وكان الجيش أعلن، الثلاثاء، أنه قتل قيادياً في الحزب في غارة على جنوب لبنان، حيث قال المتحدث باسم الجيش إن طائرة مُسيَّرة إسرائيلية هاجمت منطقة عيترون بالجنوب اللبناني وقتلت قائد خلية في العمليات الخاصة بـ«حزب الله». والأربعاء، أفيد بمقتل شخص آخر كان أصيب في استهداف عيترون.

وتأتي تلك الضربات بموازاة استهداف مركز الدفاع المدني التابع لـ«جمعية الرسالة الإسلامية» في بلدة طيرحرفا؛ ما أسفر عن تدميره جزئياً. ولم تقف الغارات عند هذا الحد؛ إذ طالت منزلين جاهزين في البلدة نفسها، إلى جانب منازل جاهزة في بلدة شيحين المجاورة، وهي أماكن يقيم فيها نازحون من القرى الحدودية.

وينظر أبناء الجنوب وفعالياته الاجتماعية إلى تلك الاستهدافات، بوصفها «احتلالاً بالنار» للمنطقة. وقالت مصادر ميدانية في الجنوب لـ«الشرق الأوسط» إن الضربات الإسرائيلية المتكررة والمركزة، «تستهدف منع عودة الحياة في الجنوب»، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي «فَرَضَ احتلالاً بالنار؛ ما يحول دون عودة السكان إلى المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية». وأوضحت المصادر أن الضربات «تستهدف العائدين إلى قراهم، والسكان الذين يفكرون بالعودة، كما تستهدف المزارعين والمراكز الصحية والدفاع المدني، والبيوت الجاهزة التي يحاول السكان اعتمادها بديلاً عن التأخر في إعادة الإعمار».

وتنفي المصادر المراقبة من كثب للتطورات الأمنية بالمنطقة الحدودية، أن تكون الاستهدافات «تسعى لمنع (حزب الله) من إعادة تفعيل بنيته العسكرية في الجنوب، كما تقول إسرائيل»، وتقول إن القتلى من الحزب، «يتحدرون من المنطقة، وغالباً ما يكونون في زيارات إلى مناطقهم أو لتفقد بلداتهم، وذلك لا يعني أنهم كانوا يقومون بأي نشاط عسكري».

وأشارت المصادر الميدانية إلى أن الحزب «لم يعد قادراً على التحرك في المنطقة، ولا على إعادة تأهيل أي نشاط عسكري في ظل إجراءات الجيش اللبناني وتفكيكه القسم الأكبر من بنيته العسكرية في جنوب الليطاني، وتكثيف (يونيفيل) مراقبتها ودورياتها».

وكان مصدر مقرَّب من «حزب الله» قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، السبت، إن «265 نقطة عسكرية تابعة لـ(حزب الله)، محددة في جنوب الليطاني، وقد سلّم الحزب منها قرابة 190 نقطة» إلى الجيش اللبناني.

في المقابل، يقول الجانب الإسرائيلي، إنه يستهدف بنى عسكرية لـ«حزب الله» في الجنوب. ونفَّذ الطيران الإسرائيلي، ليل الثلاثاء – الأربعاء، 3 غارات متتالية مستهدفاً وادي مظلم عند أطراف بلدة راميا.

وتعليقاً على هذه الغارات، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف بنى تحتية تابعة لـ«حزب الله» في جنوبي لبنان. وقال: «سنواجه محاولات إعادة تأهيل أو إنشاء أي وجود عسكري لـ(حزب الله) تحت غطاء مدني».

وتقول المصادر الميدانية إن إسرائيل «تمنع بالنار عودة السكان»، مستدلة باستهداف البيوت الجاهزة، وبـ«رمي القنابل الصوتية على منازل وقرب سيارات عائدين يحاولون تفقد ممتلكاتهم». ولفتت المصادر إلى أن مسيَّرة إسرائيلية راقبت عودة عائلة مدنية لا علاقة لها بـ«حزب الله» لتفقد منزلها في إحدى القرى، ولدى دخول العائلة إلى المنزل، «رمت المسيَّرة قنبلة صوتية في الحديقة، ثم رمت قنبلة أخرى على درج المنزل؛ ما دفع بالعائلة إلى إقفال المنزل ومغادرة المكان».

وتشير إلى أن الاستهدافات المتكررة للجرافات أيضاً، «تسعى لمنع الدولة اللبنانية من إعادة مقومات الحياة إلى المنطقة».


المنشورات ذات الصلة