عاجل:

الجولة الثالثة ستُعقد قريباً في عُمان... إشادة أميركية - إيرانية بمحادثات روما

  • ٣٣

اختتمت الولايات المتحدة وإيران جولة ثانية من المحادثات حول برنامج طهران النووي واتفقتا على الاجتماع مجددا خلال أسبوع، وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية.

استمرت المحادثات التي توسطت فيها عُمان في روما نحو أربع ساعات، بحسب التلفزيون الإيراني الذي وصف الأجواء بأنها "بناءة".

من جهته، وعقب محادثات روما، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية العمانية أن الاجتماعات "أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصف دائم وملزم يضمن خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية ورفع العقوبات بالكامل عنها، مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية".

وأكد وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي في منشور على إكس أن "هذه المحادثات تكتسب زخما، والآن حتى ما كان غير مرجّح بات ممكنا".

وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على منصة إكس: "اتفق الجانبان على استئناف المحادثات غير المباشرة على المستوى الفني خلال الأيام المقبلة ثم مواصلة المحادثات على مستوى اثنين من كبار المفاوضين السبت المقبل" 26 نيسان/أبريل.

وأضافت إيران لاحقًا أن الجولة الثالثة من المحادثات ستُعقد في عُمان.

من جهته، أعلن مسؤول أميركي رفيع أن الولايات المتحدة وإيران أحرزتا "تقدما جيدا جدا" اليوم في الجولة الثانية من المحادثات حول برنامج طهران النووي.

وقال المسؤول: "اليوم، في روما في جولتنا الثانية من المحادثات والتي استمرت أربع ساعات، أحرزنا تقدما جيدا جدا في مناقشاتنا المباشرة وغير المباشرة"، مؤكدا بيانا إيرانيا يفيد بأن الجانبين اتفقا على عقد احتماع جديد الأسبوع المقبل.

وترأس الوفد الايراني للمحادثات عراقجي والوفد الأميركي المبعوث للشرق الأوسط ستيف ويتكوف  بوساطة سلطنة عمان، بحسب التلفزيون الايراني ومسؤول أميركي.

وجرت الجولة في مقر إقامة سفير عُمان، وفق ما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للتلفزيون الإيراني.

وقالت مبعوثة خاصة للتلفزيون الرسمي إن "أجواء المناقشات كانت بناءة". وتحدثت وكالة تسنيم أيضا عن "أجواء بناءة".

"في غرفتين منفصلتين" 

وأوضح بقائي أن "الوفدين موجودان في غرفتين منفصلتين، ويقوم الوزير العماني بنقل الرسائل بينهما".

وهذا الاجتماع هو الثاني على هذا المستوى بين البلدين منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحاديا عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل كبح برنامجها النووي.

وبعد عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير أعاد ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها خلال ولايته الرئاسية الأولى حيال الجمهورية الإسلامية التي انقطعت علاقتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ 1980، بعد وقت قصير على الثورة الإسلامية في إيران.

وفي آذار/مارس، دعا ترامب الحكومة الإيرانية إلى التفاوض على اتفاق جديد، وهدد بقصف إيران إذا فشلت التسوية الدبلوماسية.

لكنه قال الخميس: "لست في عجلة من أمري" للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفا: "أعتقد أن إيران ترغب في الحوار".

ووصل الوفد الإيراني إلى روما خلال الليل، بحسب صور بثها التلفزيون الإيراني الرسمي وأظهرت عراقجي وهو ينزل من الطائرة.

وعشية هذه المحادثات، أعرب عراقجي عن "شكوك جدية بشأن نوايا الجانب الأميركي ودوافعه" لكنه أكد "سنشارك في مفاوضات الغد (السبت) على أي حال".

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية السبت على إكس: "ندرك أن الطريق لا يخلو من العقبات" قبل التوصل إلى اتفاق.

وتشتبه بلدان غربية تتقدمها الولايات المتحدة، إضافة الى إسرائيل، العدو الإقليمي لطهران، في أن الأخيرة تسعى إلى حيازة سلاح نووي. من جهتها، تنفي طهران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مصمّم لأغراض مدنية.

وفي كلمة متلفزة السبت، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "ملتزم بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. لن أتنازل عن ذلك، لن أُفرّط فيه، ولن أتراجع عنه، ولا حتى بمقدار مليمتر واحد".

من جهتها، رحّبت قطر بـ"التوافق الأميركي الإيراني على الانتقال إلى المرحلة التالية للمباحثات وصولا لاتفاق ملزم"، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري "دعم دولة قطر الكامل لنهج الدبلوماسية والحوار لحل كافة القضايا العالقة بين البلدين".

وفي مقابلة نشرتها الأربعاء صحيفة لوموند الفرنسية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران "ليست بعيدة" عن امتلاك قنبلة نووية.

ودفع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الأميركية، طهران إلى التحرر تدريجيا من القيود المفروضة بموجب الاتفاق.

وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهو أعلى بكثير من حد 3,67 في المئة المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.

وحضّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الجمعة الدول الأوروبية على اتخاذ "قرار مهم" بشأن ما إذا كانت ستفعّل "آلية الزناد" التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.

"خطوط حمراء" 

وتصر إيران على أن تقتصر المحادثات على ملفها النووي ورفع العقوبات، معتبرة نفوذها الإقليمي وقدراتها الصاروخية ووقف نشاطاتها النووية بما يشمل الأغراض المدنية "خطوطا حمراء".

وحذر عراقجي الجمعة من "تقديم مطالب غير معقولة وغير واقعية" بعدما دعا ويتكوف في مطلع الأسبوع إلى تفكيك تام للبرنامج النووي الإيراني بما فيه الشق المدني.

وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية والدفاعية غير مطروحة للنقاش في المحادثات، ومن ضمنها برنامج الصواريخ البالستية الذي يثير مخاوف في العالم.

وتقود إيران في الشرق الأوسط "محور المقاومة" المناهض لإسرائيل والولايات المتحدة والذي يضم تنظيمات أبرزها حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن وفصائل عراقية مسلحة.

وأكدت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الجمعة التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها "مسار تحرك واضحا" لمنع ذلك.


المنشورات ذات الصلة