عاجل:

بالصور: الطوائف المسيحية في لبنان إحتفلت بعيد الفصح المجيد!

  • ٣٥

إحتفلت الطوائف المسيحية اليوم بعيد الفصح المجيد، عيد قيامة السيد المسيح من بين الأموات، منجزًا وعده في ثلاثة أيام.

وأقيمت في المناسبة قداديس منتصف الليل وسط قرع أجراس الكنائس فرحًا بالقيامة، كما أقيمت رتبة السلام، حيث رُفع يسوع من القبر وسط هتاف المؤمنين: "المسيح قام، حقًا قام".

كما شهدت الكنائس فجراً إقامة "الهجمة" بحضور جموع المؤمنين الذين رفعوا الصلوات من أجل قيامة حقيقية للبنان وخلاص شعبه.

وفي كنائس زغرتا والقضاء، ركّزت عظات الكهنة خلال قداس منتصف الليل على معاني القيامة، مؤكّدين أنه لولاها لكان الإيمان باطلاً، وشدّدوا على ضرورة الاقتداء بالمسيح الفادي في محبة الآخرين واحترامهم، والتضحية في سبيل إحلال السلام والوئام بين المجتمعات، لمنع تفاقم الأزمات والعمل لعودة السلام والأمان إلى لبنان، سائلين السيد المسيح القائم من بين الأموات الخلاص للجميع.

وكانت قد أقيمت مساء أمس أيضًا صلوات الغفران وترتيل طلبة القيامة.

وفي طرابلس، ترأس المطران يوسف سويف قداس منتصف الليل في كاتدرائية مار مخائيل بطرابلس، عاونه المونسيور جوزاف غبش، والشماس جورج صباغ، بحضور  حشد من المؤمنين، وسط إجراءات أمنية اتخذتها عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي.

بعد الإنجيل المقدّس، القى سويف عظة قال فيها: "أيها الأحباء أبناء الأبرشية. نتأمّل اليوم في سرّ القيامة والحياة طالبين من الرب يسوع أن يأتي هذا لعيد بثمار روحية وإنسانية ينعم بها جميع الناس".

وتابع: "أيها الأحباء. عالمنا اليوم يحتاج إلى من يزرع فيه الحبّ وينشر السلام، بكرم وسخاء ونضج روحي وإنساني يجعل من الإنسانية بأسرها عائلة الله الواحدة. لبنان اليوم يحتاج الى الحب الحقيقي بعيداً عن الكراهية والبغضاء التي تدمّر الوطن. بالحّب يُبنى لبنان على قاعدة الأخلاق والحقوق والواجبات وصون الكرامة الإنسانية. على الدولة أن تنهج الحَوكمة السليمة والشفافية لأجل الخير العام. هناك أكثرية ساحقة من مواطنات ومواطنين ما زالوا يعانون من نقص في أدنى حاجاتهم الاجتماعية والطبية والتربوية، وفي عيش لائق وكريم، وفي تأمين فرص عمل، لا سيما لشبيبة  تريد الصمود في الأرض قبل أن تنضم إلى قوافل الذين هجروا، وهي الخسارة الكبرى للوطن".

وختم سويف: "صلاتنا هي أن يَعمّ السلام هذا الشرق الذي ما زال يفتش عن أنوار القيامة. يا أحبائي، لنشكرَنَّ الربّ على نعمة القيامة رافعين إليه تسابيح المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد. آمين".

كما ترأس راعي ابرشية قيصرية فيليبس ومرجعيون وتوابعها للروم الكاثوليك المتروبوليت جاورجيوس الحداد رتبة قداس الفصح في كاتدرائية القديس بطرس في مرجعيون، يعاونه كاهن الرعية والكاتدرائية قدس الايكونومس الكسيوس ميلاد كلاس، بحضور حشد من المؤمنين.

ولفت الحداد، الى أنه "في عيد القيامة يستمد المؤمن رجاءه بقيامة الموتى على ما جاء في قانون الإيمان النيقاوي الذي نحتفل بيوبيل السبعمئة سنة بعد الألف في هذه السنة المباركة ونترجى قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي، لأننا بقيامة المسيح من بين الأموات ولدنا ثانية لرجاء حي ولميراث بريء من الفساد على ما يقول لنا القديس بطرس في رسالته الأولى(1بط 1 : 3)".

وقال "نحن اليوم أبناء الحياة، أبناء القيامة، نحن اليوم في بستان القيامة أبناء العهد الجديد بدم يسوع، أبناء يسوع الذي يهبنا الحياة، نحن الأحياء في المسيح يسوع والمستنيرين بأضواء قيامته، إذ أننا قد رأينا قيامة المسيح، ونتميز عن الذين هم في عتمة الزمن وظلمات الجحيم، الغارقين في فسادهم وأنانياتهم وجشعهم وأطماعهم".

وتابع "نشترك معا في الصلاة من أجل أبناء هذا البلد المؤمنين، ومن أجل جميع المرضى والمقهورين والمظلومين، والمنكوبين والمحزونين واليتامى، والمأسورين ظلما والمشردين والمتعبين نفسا وجسدا، نصلي اليوم من أجل هؤلاء جميعا لينعم عليهم الناهض من القبر في اليوم الثالث بتعزياته السماوية وبركاته الإلهية ونعم قيامته الثلاثية الأيام".

وأكد الحداد، أن "أملنا كبير بالعهد الجديد ووطيد بأن يسمع جميع حكام هذا البلد بعد خمسين عام من الحروب والنزاعات المذهبية والطائفية، صوت الله في ضميرهم وأن يعي المسؤولون الذين سيقفون يوما أمام وجه الله لتقديم الحساب، بأن الأوطان لا تبنى بالمنازعات الباطلة والخلافات العبثية".

كذلك إحتفلت رعية القديس توما الرسول للروم الملكيين الكاثوليك في مدينة صور بعيد الفصح المجيد، حيث ترأس المتروبوليت جورج إسكندر رتبة صلاة الهجمة وقداس العيد في كاتدرائية القديس توما الرسول، بمشاركة الإيكونوموس بشارة كتورة والأب ريشارد فرعون، وبحضور حشد كبير من أبناء الرعية والمؤمنين.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى المتروبوليت إسكندر عظة تناول فيها معاني عيد القيامة، مؤكدًا أن "المسيح قام! حقًا قام!"، ومشددًا على أهمية القيامة كحدث تاريخي غيّر وجه البشرية وأضفى النور والرجاء.

ولفت الى ان "في هذا الفجر المكلل بالنور، حيث انفتحت أبواب القبر كما انفتحت أبواب الرجاء، نقف معًا لنشهد على حقيقة القيامة. في الجنوب الذي أرهقته الحروب والانتظار، نحتاج إلى الإيمان بأن القيامة ليست فكرة مجردة بل حياة جديدة ومصير متجدد.”

وأشار إلى أن “القيامة هي رسالة أمل لكل متعبٍ ومجروح، لكل من يعاني من الألم واليأس. المسيح خرج من القبر، ولن يبقى شعب يؤمن به في ظلام اليأس.” ودعا الجميع إلى عيش معاني القيامة في الحياة اليومية، من خلال المحبة والغفران والمصالحة.

ولفت إلى دور القيامة في بناء الوطن، مؤكدًا أن “لبنان أيضًا مدعو أن يقوم، ليس بقيامة مؤقتة أو موسمية، بل بقيامة فعلية تتجلى في التآخي والعمل المشترك”. وأضاف: “فلنخرج من قبور التفرقة وظلام الأحكام المسبقة، ولنُظهر وجه المسيح القائم في معاملاتنا اليوميةز

المنشورات ذات الصلة