توفي، اليوم صباحاً، البابا فرنسيس، عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد معاناة من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عاما. وكانت مسيرته حافلة بالتواضع والإصلاح والانفتاح على قضايا العالم.
وقال الكاردينال كيفن فاريل في بيان نشره الفاتيكان عبر قناته على تطبيق "تلغرام": "هذا الصباح الساعة 07:35 عاد أسقف روما فرنسيس، إلى بيت الآب".
وكان البابا ظهر بشكل مفاجئ يوم أمس الأحد، مهنئا آلاف الأشخاص الذين تجمعوا للاحتفال بعيد الفصح.
وكان هذا هو الظهور الأكبر له منذ خروجه من مستشفى جيميلي بروما في آذار/مارس.
وكان الفاتيكان قد أعلن في بيان مصور، اليوم الاثنين، وفاة البابا فرنسيس، أول زعيم من أمريكا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية، لينقضي عهد مضطرب اتسم بشكل عام بالانقسام والتوتر في سبيل سعيه لإصلاح المؤسسة العريقة.
من هو البابا فرنسيس؟
وُلد خورخي ماريو برغوليو في 17 كانون الاول 1936 في بوينس آيرس، الأرجنتين، لأسرة من أصول إيطالية. بدأ حياته المهنية كفني كيميائي قبل أن ينضم إلى الرهبنة اليسوعية، حيث رُسم كاهنًا عام 1969. تدرّج في المناصب الكنسية ليصبح رئيسًا للرهبنة اليسوعية في الأرجنتين (1973–1979)، ثم عُيّن رئيس أساقفة بوينس آيرس عام 1998، ونال رتبة الكاردينال عام 2001.Bertelsmann SE & Co. KGaA
في 13 اذار 2013، انتُخب البابا فرنسيس كأول بابا من الأميركيتين، وأول يسوعي يتولى هذا المنصب، وأول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من 1200 عام. تميّزت حبريته بالتركيز على قضايا العدالة الاجتماعية، والتقشف، والحوار بين الأديان، والدعوة إلى السلام العالمي.
وعلى الرغم من تعافيه من التهاب رئوي مزدوج، شارك البابا فرنسيس يوم أمس في احتفالات عيد الفصح في ساحة القديس بطرس. لم يترأس القداس بنفسه، بل أوكل المهمة إلى الكاردينال أنجيلو كوماستري، لكنه ظهر على شرفة الكاتدرائية ليمنح البركة التقليدية "Urbi et Orbi" .
في رسالته، التي قرأها أحد المساعدين نيابة عنه، دعا البابا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن، والتضامن مع الشعوب المتضررة من النزاعات، مؤكدًا على ضرورة السلام والعدالة في العالم .
وتُوفي البابا فرنسيس بعد يوم واحد فقط من هذه المشاركة الرمزية، تاركًا إرثًا روحيًا وإنسانيًا سيبقى محفورًا في ذاكرة الكنيسة والعالم.
وفي ما يلي ابرز المراحل في حياة البابا فرنسيس بعد توليه الكرسي الرسولي:
1-في عام 2015، أصدر وثيقته العامة الثانية بعنوان "كن مسبّحًا" (Laudato Si')، وهي دعوة صريحة إلى حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي. اعتُبرت الوثيقة موقفًا رائدًا للكنيسة من القضايا البيئية، وتلقت ترحيبًا واسعًا حتى من خارج الأوساط الدينية.
2-وفي عام 2016، أعلن سنة الرحمة، أو ما يُعرف بـ"يوبيل الرحمة"، مركزًا خلالها على قيم الغفران والتوبة والحنان الإلهي. وقد دعا خلالها إلى فتح "أبواب الرحمة" حول العالم لتشجيع المؤمنين على العودة إلى الإيمان والانفتاح الروحي.
3-في عام 2019، حقق خطوة بالغة الأهمية في الحوار بين الأديان، حين وقّع في أبو ظبي "وثيقة الأخوّة الإنسانية" مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، في أول زيارة لبابا الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية. وقد دعت الوثيقة إلى السلام ونبذ العنف والكراهية بين أتباع الديانات المختلفة.
4-واجه البابا فرنسيس جائحة كورونا عام 2020 بمواقف مؤثرة، حيث ظهر وحيدًا في ساحة القديس بطرس الفارغة ليمنح بركته للعالم. دعا إلى الصلاة والتضامن، وانتقد العزلة الفردية والنزعة الاستهلاكية، مطالبًا بتحقيق عدالة اجتماعية في عالم يعاني من الانقسام.
5-وفي عام 2021، قام بزيارة تاريخية إلى العراق، هي الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان، حيث التقى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في مدينة النجف، وزار الموصل وأور، داعيًا إلى السلام والتعايش بين الأديان.