أوقفت السلطات التركية في مطار صبيحة الدولي مساء الإثنين لبنانيَّين كانا عائدَين من بيروت إلى إسطنبول على متن رحلة تابعة لطيران “بيغاسوس”، أحدهما مقيم في تركيا، والآخر يعيش في لبنان، وذلك بعد الاشتباه بهما أثناء مرورهما عبر البوابات الأمنية، حيث تبيّن أنهما يحملان كمية من المواد المخدّرة موضّبة بإحكام داخل عبوات غذائية بهدف التمويه.
وقد استدعت هذه العملية تدقيقاً فورياً من السلطات التركية، لا سيما بعد ملاحظة تحرّكات متكررة بين لبنان وتركيا من قبل الموقوفَين، ما دفع الجهات المعنية إلى فتح تحقيق في خلفيات هذه الرحلات وارتباطها المحتمل بشبكات تهريب منظّمة.
لكن الأخطر في هذا الملف يتمثّل في تمكّن الموقوفَين من مغادرة مطار رفيق الحريري الدولي وهما بحوزتهما المواد المخدّرة، ما يطرح علامات استفهام جدّية حول أداء الأجهزة الأمنية العاملة في المطار، وتحديداً جهاز أمن المطار، ويكشف عن ثغرة أمنية خطيرة كان من الممكن أن تمرّ مرور الكرام لولا تدخّل السلطات التركية.
هذا الخرق لا يمكن اعتباره حادثاً عرضياً، بل يستدعي تحقيقاً عاجلاً وشاملاً من قبل الجهات اللبنانية المعنية لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أي تقصير محتمل، خصوصاً أن الأمن الحدودي يُعدّ خط الدفاع الأول عن لبنان.