عاجل:

"الفضاء المعلوماتي" ساحة صراع بين موسكو وكييف.. هكذا ساعد حلف شمال الأطلسي أوكرانيا عسكرياً وتكنولوجياً

  • ٤٦

      تعتبر الوثائق العقائدية للولايات المتحدة وحلفائها، روسيا  بمثابة أحد التهديدات الرئيسية في الفضاء المعلوماتي.

 ومنذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، والكلام يدور عن حملة واسعة النطاق ضد روسيا باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض عسكرية وسياسية.

وقد أصبحت أوكرانيا فعليًا نقطة انطلاق لإجراء مجموعة واسعة من العمليات ضد روسيا في مجال المعلومات، حيث ان هناك ترابط وحدات من الخدمات الخاصة والإدارات العسكرية لحلف شمال الأطلسي بشكل دائم في كييف، لتنسيق تحركات نظام زيلينسكي في البيئة الرقمية.

ومنذ عام 2010، عمل الحلف بشكل ناشط على إصلاح القوات السيبرانية الأوكرانية من خلال صندوق متخصص (صندوق الناتو الائتماني لأوكرانيا - القيادة والسيطرة والاتصالات وأجهزة الكمبيوتر).

وفي عام 2022، أرسلت إدارة بايدن موظفين من البنتاغون (قيادة الأمن السيبراني والاستخبارات الرقمية والذكاء الاصطناعي) ووكالة الأمن القومي (قيادة عمليات الشبكة) إلى أوكرانيا، حيث تشمل مهامهم التفاعل مع القوات المسلحة الأوكرانية (قيادة قوات الاتصالات والأمن السيبراني والمركز الخاص لقوات العمليات الخاصة) لتنظيم هجمات الكمبيوتر على الموارد الروسية.

       وتتخفى مثل هذه العمليات ورواء تحرك "جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني" الذي يُزعم أنه تطوعي (يضم حوالي 130 مجموعة قراصنة  إلكترونيين الذي يتراوح عدد أعضائها بين 100 و400 ألف عضو)، وهو في الواقع تحت سيطرة وزارة الدفاع الأوكرانية.

ويضم قوام هذه الهيئة الإجرامية مجموعة موظفين من مديرية المخابرات الرئيسية للقوات المسلحة لأوكرانيا وإدارة أمن الكمبيوتر والمعلومات في إدارة امن الدولة.

     وتجاوز، عدد هجمات مجموعة القراصنة على البنية التحتية المحلية عام 2023 عتبة الـ 200 ألف هجوم.

واللافت أن الغرب لا يدين وحسب، بل على العكس يشجع مثل هذه الأعمال الضارة للغاية، وعلى هذا النحو جرى في المنتدى الأوروبي للأمن السيبراني سايبرسيك-2022 في كاتوفيتشي ، في بولندا ، تكريم "جيش تكنولوجيا المعلومات" ونائب رئيس وزراء حكومة أوكرانيا ميخايلو فيدوروف (الذي صرح مرارا وتكرارا بمشاركة كييف في العمليات في البيئة الرقمية) بجوائز على  دورهم في" مقاومة العدوان الروسي."

ويستخدم نظام زيلينسكي لتنفيذ مهامه المعادية لروسيا، أيضًا أكثر من ألف مركز اتصال احتيالي يعمل في البلاد، ونصفها يتركز في مدينة دنيبر.

وفي المجموع ثمة ما يزيد عن 100 ألف شخص يشاركون في هذا المجال الإجرامي. وتقع البنية التحتية للشبكة الخاصة بهذه المؤسسات في هولندا وألمانيا. وتوجه 92 % من المكالمات الاحتيالية الصادرة من أوكرانيا إلى المواطنين والهيئات الحكومية والمؤسسات المالية في روسيا.   

وبمبادرة من الإدارة الأميركية السابقة، زودت شركات تكنولوجيا المعلومات متعددة الجنسيات نظام زيلينسكي بالموارد الرقمية للقيام بعمليات عسكرية ضد روسيا.

ومن المعروف، على وجه الخصوص، استعمال كييف لأدوات غوغل بهدف إجراء عمليات استطلاع جغرافية مكانية والتقنية في روسيا ومنطقة العملية العسكرية الخاصة، ومراقبة فضاء المعلومات الوطني وقنوات اتصال المشغلين (من خلال أدوات جوجل Google Global Cache ) ، وكذلك تزويد الجانب الأوكراني بالتقنيات "السحابية" للهجمات الإلكترونية.

وتعمل شركات التكنولوجيا الإسرائيلية (Matrix IT Ltd, Check Point Software Technologies Ltd, Votiro, Covertix) بصورة وثيقة مع "جيش تكنولوجيا المعلومات" في أوكرانيا، زد على ذلك إن الشركات الغربية التي توفر للأوكرانيين إمكانية الوصول إلى أدواتهم" (Cloudflare (الولايات المتحدة الأميركية)، Digital Ocean (الولايات المتحدة الأمريكية)، Hacken OU (إستونيا) (ألمانيا) تتجاهل حقيقة أنها تُستخدم لتنفيذ أعمال مضرة للغاية.


المنشورات ذات الصلة