ارتفع الدولار الأمريكي بشكل طفيف اليوم الثلاثاء، لكنه ظل قريباً من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات بعد انتقاد الرئيس دونالد ترمب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مما يهدد استقلالية البنك المركزي الأمريكي، حيث ارتفع مؤشر الدولار صباحاً، والذي يتتبع أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات أخرى، بنسبة 0.2% إلى 98.190، بعد أن هبط إلى مستويات لم نشهدها منذ مارس 2022 خلال الجلسة السابقة.
هل استقلالية الاحتياطي الفيدرالي مهددة؟
يعاني الدولار منذ أن بدأ ترمب حرباً تجارية، وفرض رسوماً جمركية على الواردات من عدد من الشركاء التجاريين، مما أدى إلى تآكل ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي ومفهوم الاستثنائية الأمريكية.
وتلقى الدولار الأمريكي ضربة إضافية مع هجوم الرئيس على باول لعدم خفض أسعار الفائدة بالسرعة التي يرغب بها ترمب، مشيراً إلى أنه يريد استبدال رئيس الاحتياطي الفيدرالي.
وهجوم ترمب يأتي بعد أن قال باول الأسبوع الماضي إن البنك المركزي يمكنه أن يتحلى بالصبر في الحكم على كيفية وضع السياسة، وأنه لا ينبغي خفض أسعار الفائدة حتى يتضح أن الرسوم الجمركية الأمريكية لن تؤدي إلى تضخم مستمر.
وقال محللون في ING، في مذكرة إن"الرئيس ترامب يكثف الضغط على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لخفض أسعار الفائدة الآن، مهدداً أحد أسس جاذبية الدولار كعملة احتياطية عالمية: بنك مركزي مستقل ومسؤول عن التضخم، "في الوقت نفسه، يتكهن الكثيرون بأن ترمب يسعى إلى إلقاء اللوم على الاحتياطي الفيدرالي بسبب التباطؤ الاقتصادي القادم، وهو اعتراف فعلي من الإدارة بأنها تشارك مخاوف السوق من الركود."
اليورو يقترب من أعلى مستوى في ثلاث سنوات
اما في أوروبا، انخفض اليورو/دولار بنسبة 0.1% إلى 1.1500، مع تراجع العملة الموحدة قليلاً بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات مقابل الدولار في الجلسة السابقة.
ويكتسب اليورو قوة حتى بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي عن خفض بمقدار 25 نقطة أساس في نهاية الأسبوع الماضي، في محاولة لدعم اقتصاد متعثر يواجه أيضاً ضربة كبيرة من الرسوم الجمركية الأمريكية.
و قالت ING "من الواضح أن تأثير اليورو الأساسي على ارتفاع آخر كبير في اليورو/دولار سيكون ضئيلاً، حيث سيستفيد بشكل أساسي من تدفقات البحث عن السيولة التي تغادر أصول الدولار الأمريكي بسبب قيمته الاحتياطية، بعبارة أخرى، سيكون التحرك إلى 1.20 مدفوعاً بالكامل بعوامل الدولار الأمريكي".
كذلك ارتفع الجنيه الإسترليني/دولار قليلاً إلى 1.3375، بعد أن قفز إلى ذروة 1.3421 للمرة الأولى منذ سبتمبر في بداية الأسبوع.
كما أبقى بنك إنجلترا أسعار الفائدة عند 4.5% في اجتماعه في مارس، مما ساعد على دعم العملة، لكن قراءة التضخم الأخيرة التي جاءت أقل من المتوقع أثارت احتمال خفض سعر الفائدة في مايو.
الين يقترب من مستوى نفسي رئيسي
وانخفض الدولار/ين،في آسيا، بنسبة 0.2% إلى 140.51، بعد أن لامس في وقت سابق المستوى النفسي الرئيسي 140 للمرة الأولى منذ منتصف سبتمبر.
ويعتبر "الين هو أكبر الرابحين في هذه الجولة الأخيرة من بيع الدولار الأمريكي، حيث يستجيب لكل من انهيار الأسهم ومخاطر استقلالية الاحتياطي الفيدرالي،" أضافت ING.
و"انخفض الدولار/ين إلى ما دون مستوى 140.0 ونظراً للجاذبية الواسعة للين كبديل آمن، لا نرى الظروف مواتية لانعكاس فوري للحركة."
إلى هذا، ارتفع الدولار/يوان بنسبة 0.3% إلى 7.3138، على الرغم من تحديد بنك الشعب الصيني لنقطة منتصف اليوان اليومية بشكل أقوى بكثير مما كان متوقعاً يوم الاثنين، مما يشير إلى نيته استقرار العملة وسط تزايد عدم اليقين الاقتصادي.
وأصدرت الصين يوم أمس تحذيراً شديداً للدول التي تفكر في اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة والتي قد تقوض المصالح الصينية.