إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل
ترتفع الأعمدة الحجرية الشاهقة لمدينة تدمر القديمة بشكل مهيب، ولا تزال قلعتها توفر إطلالة خلابة على بقايا المدينة التي جذبت المستكشفين وعلماء الآثار والسياح لمئات السنين.
كانت تدمر "مدينة عظيمة ومن أهم المراكز الثقافية في العالم القديم"، بحسب منظمة اليونسكو التي صنفتها كموقع تراث عالمي في عام 1980.
ولكن عن قُرب يبدو الدمار الذي خلفته الحرب الأهلية السورية واضحاً حيث تحولت المدينة إلى ساحة معركة بين مختلف الأطراف وترك الجميع بصمته عليها، لكن تنظيم داعش كان له الأثر الأكبر حيث شن حملة تدمير ممنهجة مدفوعاً بنفوره المتطرف من تصوير الشكل الإنساني والآثار التي تمثل أي دين غير الإسلام الذي يؤمن به.
قاموا بتفجير المقدسات كما دمروا القوس الأثري وأطلق مسلحوهم الشباب النار على 25 جندياً حكومياً على منصة المدرج، كما قطع الجهاديون رأس رئيس دائرة الآثار المتقاعد في المدينة (خالد الأسعد) وعلقوا جثته على إشارة مرور ورأسه بين قدميه، وكانت كتاباتهم في كل مكان وتقول إحداها "الدولة الإسلامية .. أطلقوا النار على النصارى".
يقول أحد الباعة المتجولون في تدمر وهو يستريح في الظل بالقرب من المدرج: "القتال جعل المدينة غير صالحة للحياة .. كان لدينا أفغان وإيرانيون وروس وشيشانيون .. لقد مروا جميعاً عبر تدمر".