خاص – "ايست نيوز" -
ارتفع كثيرا منسوب الكلام عن سلاح حزب الله في الداخل ووصل الى درجة عالية من التوتر غير المسبوق بين اللبنانيين، فحزب الله خرج عن صمته ليعلن بالفم الملآن وبنبرة حادة وعلى لسان أمينه العام تأكد هذا الأمر أكثر من مرة "ان الاقتراب من سلاحه أمر مرفوض رفضا كاملا".وفي خلاصة ما صدر عن الحزب يمكن الجزم ان ملف السلاح عاد الى المربع الاول بعد ان كانت المواقف مضبوطة والعمل جار بين بعبدا وعين التينة و"حزب الله" وقيادة الجيش لوضع تصور عملاني لمعالجة الملف بما يجنب لبنان حربا إسرائيلية من دون التنازل عن المقاومة والثوابت الوطنية.
على هذه الخلفيات قالت مصادر سياسية رفيعة لـ "ايست نيوز" : أن المفاجأة اتت من "حزب الله" الذي فتح النار على الحكومة "لأنها لم تحقق إنجازا بالديبلوماسية"، كما ورد في خطاب الشيخ نعيم قاسم الذي فهم منه ان الحزب هو من يحدد التوقيت والمكان والزمان مثبتا معادلة الاستثمار بالمقاومة لتحقيق التحرير ورفض اي خطوة تضعف لبنان.
أضافت هذه المصادر: إن عودة حزب الله الى الدفاع عن سلاحه لم يأتي من عبث، فالحزب يدرك حجم الضغوط الخارجية ومن الداخل. فحزب القوات اللبنانية ووزرائه رفعوا أيضا سقف خطابهم لنزع السلاح مطالبين الحكومة بالسير في خطة حصر السلاح بيد الدولة وتطبيق خطاب القسم وهذا التصعيد أوحى مؤخرا بالتحضير للخروج من الحكومة مما يضع حكومة الرئيس نواف سلام على مفترق خطير ويهدد بتفجيرها من الداخل .
وليس خافيا على احد، ان حزب القوات يستعجل نزع السلاح في مهلة قريبة كما تؤكد تصريحات رئيسه والوزراء القواتيين وما أبلغه سمير جعجع للموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس يظهر التباعد بين القوات ورئيس الجمهورية جوزاف عون الذي يدعو الى توافق داخلي حول الملف فيما سبق للقوات إن طالبت بعقد جلسة حكومية لاتخاذ قرار حاسم بهذا الشأن.
مع ذلك لا تبدي المصادر قلقا حيال تصعيد القوات، فاستراتيجة معراب معروفة حيال مسالة السلاح وهي تمارس من فترة طويلة ضغوطا على مؤسسات الدولة بشأن السلاح لكن المفارقة اليوم انه ذهب بعيدا جدا في الطرح مما يؤذي المساعي والجهود المبذولة من قبل رئيس الجمهورية و يحتمل ان يعرض التضامن الحكومي في المستقبل لخضات عنيفة.
في الجهة المقابلة تصر مصادر أخرى على القول ان "حزب الله" ليس ممانعا للطرح بشأن مصير السلاح بالشروط اللبنانية وما يريده، فيما يسعى رئيس الجمهورية "ربط النزاع" بين الضغوط الدولية والمصلحة اللبنانية. وفي المحصلة فإن الأمور تسلك مسارا مقبولا جدا بين بعبدا وحارة حريك، وهناك تفاهم مبدئي لمقاربة مسالة السلاح بتوافق داخلي وضمانات دولية تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمسة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية اولا، وليس صحيحا ان الحزب ليس متعاونا فهو قدم خطوات عملية و"سلف" عملية التفاوض بتسليم مراكز عسكرية له شمال وجنوب الليطاني، فهو حدد ما يريده من "الانسحاب الاسرائيلي اولا وتأهل الدولة لتسلم الدفاع ثانيا وعدم ربط المسائل باعادة الإعمار" .
وختاما ، يعتقد كثر ان الحزب اليوم لن يغامر بأي خطأ يمكن ان يرتكبه، فالطائفة الشيعية دفعت ثمنا كبيرا في الحرب الاسرائيلية من شهداء وجرحى ودمار. لكنه لا يقبل المساومة في مسالة السلاح وهو قرر مغادرة دائرة الصمت التي انتهجها قبل فترة لإثبات قوته وحضوره في بيئته عشية الانتخابات البلدية والاختيارية بعد مداواة جرح الحرب والامساك بمفاصل الطائفة وشد العصب محاولا ضبط الإيقاع المتعلق بوضع سلاحه.