خاص – ايست نيوز –
أعادت الزيارة الرابعة لمبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ستيف ويتكوف إلى موسكو اليوم العاصمة الروسية الى الضوء في موازاة التقدم الذي حققته المفاوضات الثنائية الاميركية – الايرانية بشأن الملف النووي الايراني وانتقالها الى محطة جديدة على مستوى التقنيين والخبراء في مجالات عدة تحيط بالملف من زواياه المختلفة.
وعلى هذه الخلفيات كشف تقرير ديبلوماسي اطلعت عليه "ايست نيوز" إن أهمية هذه الزيارة مرده الى أكثر من معطى جديد تحولت فيه موسكو "العاصمة الثالثة" في مسلسل لقاءات المفاوضات الاميركية - الايرانية. وهذه بعض المؤشرات والدلائل التي يمكن تصنيفها بين التوقيت والشكل والمضمون:
- في التوقيت جاءت هذه الزيارة عشية استئناف المفاوضات بمحطته العلنية الثالثة غدا السبت في مسقط التي استضافت اللقاء العلني الاول، وروما التي شهدت الثاني على مستوى الديبلوماسيين وكبار الموظفين لمجرد ان رئس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي والسيد ستيف ويتكوف الوفد الأميركي في المحطتين السابقتين بمشاركة ديبلوماسيين محنكين من الفريقين. ولذلك كان على الجانبين اطلاع المسؤولين الروس على النتائج التي افضت اليها المفاوضات وخصوصا ان هناك مستجدات فرضت في اليومين الماضيين إلغاء اجتماع كان مقررا بين الوفدين اول امس الاربعاء وقد تجاوزته الاتصالات الاخيرة فكانت زيارة لموفد ايراني الى موسكو أول أمس وأميركي غدا.
- في الشكل تحدث التقرير عن التوصل الى معادلة رسمتها الديبلوماسية بصيغة متقدم استعدت العودة الى بعض التفاصيل التي لا يمكن ان يضعها سوى التقنيون من الفريقين الايراني والاميركي وهي عملية استدعت تحديد فترة اسبوعين على الاكثر بوشر باحتسابها من جولة روما السبت الماضي. فان أنجز التقنيون ما طلب منهم يتعود المفاوضات السبت المقبل على المستوى السياسي والديبلوماسي او ترجأ لبعض الوقت دون تجاهل او استبعاد احتمال ان تكون العودة الى المستوى الديبلوماسي والسياسي التي تحتضن هذه المفاوضات سريعة فلا ينتظر الطرفان الى مطلع ايار المقبل وتحديدا يوم السبت المقبل في الثالث منه.
- أما في المضمون فقد فضل واضعو التقرير الديبلوماسي عدم الخوض كثيرا في تفاصيل ما تحقق حتى اليوم بين الطرفين. ذلك ان هناك بعض العراقيل المرتبطة بمطالب أميركية وإيرانية جديدة برزت في الساعات الاخيرة التي سبقت لقاء روما السبت الماضي وهي التي أفضت على ما يبدو الى العودة الى فريق التقنيين والقانونيين مع ضم خبراء ماليين قبل استئناف المفاوضات الديبلوماسية ريثما يتم التفاهم على صيغة معينة للتخفيف من حدة مطالب الطرفين وتقدير ما يمكن القيام به على الجانبين.
وعليه كشف التقرير ان المطلب الايراني الذي فاجأ الجانب الاميركي كان مرتبطا بفك العقوبات المالية على مجموعة من المليارات التي تم تجميدها في مرحلة سابقة بعدما نقلت من مصارف كوريا الجنوبية الى قطر وقدرت يومها بستة مليارات دولار، فيما كان الرد الاميركي مرتبطا بقرارات كانت مطلوبة من إيران تجاه بعض أذرعها في المنطقة ولا سيما في اليمن ولبنان ولم تقم بها بعد.
وعليه ختم التقرير بالاشارة الى انه لم يكن كافيا الاعلان عن القرار الايراني بسحب الخبراء الايرانيين من اليمن بل طالت ما تقوم به طهران على الساحة اللبنانية من دون تحديد اي خطوة معينة. وهو ما عكسه التصعيد الايراني الذي عبر عنه السفير مجتبى اماني في تغريدته مطلع الاسبوع الجاري، والتي جاءت مكملة للتصعيد الذي عبر عنه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يوم الجمعة الماضي والذي جاء في توقيت لم يكن مرتبطا بأي حدث او مناسبة لبنانية.
وبانتظار جلاء بعض الجوانب الغامضة مما حققته المفاوضات المباشرة انتهى التقرير الى التأكيد بأن هناك خيارين متناقضين يمكن توقعهما. الأول يقول بضرورة وقف التمادي الإيراني في لبنان اذ انه ليس مسموحا بعد اليوم بان تبقى الامور على ما هي عليه اما الثاني فيقول العكس وصولا الى القول بانه لن يكون مسموحا لايران بالتمادي على الساحة اللبنانية كما من قبل ولو بأي شكل من الأشكال. وهي خلاصة وضعت البلاد من جديد على كف عفريت تترجمه التحديات الجديدة أمام مسيرة العهد وانتقال الحزب من مرحلة البحث عن سبل التعافي ولملمة الجراح الى الهجوم المباشر على العهد ومؤسساته كافة.