عاجل:

"نسبة التخصيب والصواريخ".. عقدة العقد في جولة الخبراء

  • ٣٠

تتجه أنظار المراقبين للملف النووي الإيراني، اليوم، إلى سلطنة عمان، حيث سيجتمع خبراء فنيون إيرانيون وأميركيون لبحث بعض التفاصيل الدقيقة والضرورية التي قد تمهد لاتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة.

ففيما سيترأس الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، وكاظم غريب آبادي نائب الوزير للشؤون القانونية والدولية، سيضم الفريق الأميركي نحو 12 ممثلاً من عدة وزارات، بينها وزارة الخارجية والخزانة، وأجهزة الاستخبارات، يترأسه مايكل أنطوان مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية، علماً أن أنطوان كان من أشد المعارضين للاتفاق النووي عام 2015 بين البلدين.

نسبة التخصيب

أما فحوى النقاش فسيدور حول مسألة تخصيب اليورانيوم بلا شك، بل نسبة هذا التخصيب، على الرغم من أن بعض المواقف الأميركية حول تلك المسألة كانت متضاربة.

إذ فيما أعلن مستشار الأمن القومي مايك والتز، الشهر الماضي، أن على طهران الموافقة على "التفكيك الكامل" لبرنامجها النووي، تحدث مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لاحقا عن احتمال السماح لها بنسبة تخصيب تبلغ 3،67، وهي النسبة التي كان الاتفاق النووي لعام 2015 نص عليها.

فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعدة للسماح لطهران بامتلاك برنامج نووي مدني، على أن يعتمد حصرياً على الوقود النووي المستورد.

فيما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سابقا، أن الاتفاق ممكن مع الجانب الأميركي إذا قدم الأخير مطالب واقعية، معيداً التذكير بوجوب رفع العقوبات الأميركية عن بلاده، والإقرار بأحقية بلاده بالتخصيب السلمي.

"برنامج الصواريخ"

لكن إلى جانب مسألة التخصيب، يبدو أن ملفاً آخر سيطرح على طاولة البحث، ألا وهو برنامج الصواريخ، حسب ما أكد مسؤول إيراني مطلع.

فقد أشار إلى أن إيران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الأكبر في المناقشات وليس تخصيب اليورانيوم، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

كما كشف أن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما، الأسبوع الماضي، وهم على قناعة بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم الذي خصبته بالفعل، لكنه أشار إلى أن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكل نقطة خلاف رئيسية.

وذكر المسؤول أن "نقطة الخلاف الوحيدة المتبقية في المناقشات العامة والتفاهمات المتبادلة هي مسألة الصواريخ".

في حين شدد على أن الموقف الإيراني ثابت تجاه تلك النقطة، ألا وهو عدم تقديم أي تنازلات أخرى بخصوص البرنامج الصاروخي تتجاوز تلك المتفق عليها في اتفاق عام 2015، قائلا إن القدرات الدفاعية الإيرانية "غير قابلة للتفاوض".

بادرة حسن نية

إلا أنه أوضح أن موقف إيران المتمثل في عدم تجاوزها بنود اتفاق عام 2015 ومتطلبات القرار يعني أنها "ستمتنع عن صنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية كبادرة حسن نية فقط".

وتخشى دول غربية من أن يؤدي برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم إلى إنتاج مواد تمكنها من تصنيع رأس حربي نووي، وعبرت عن قلقها أيضا من سعيها إلى تطوير صاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي.

في المقابل، شددت إيران أكثر من مرة على أن برنامجها النووي مخصص فقط لتوليد الكهرباء وغير ذلك من الاستخدامات المدنية، وأنها تخصب اليورانيوم لاستخدامه وقودا لهذه الأغراض.

كما نفت مرارا سعيها إلى صنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، مشددة في الوقت عينه على أن قدراتها الدفاعية غير قابلة للتفاوض في أي محادثات.

يذكر أن قرارا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يؤيد اتفاق عام 2015، كان وضع أيضا قيودا على برنامج الصواريخ الإيراني.

إلا أن العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين كانوا أوضحوا مؤخرا أن الجهود التي بذلتها دولهم لإثارة موضوع برنامج الصواريخ الإيراني في محادثات متقطعة خلال الأشهر القليلة الماضية قوبلت بالرفض المتكرر من مسؤولين إيرانيين أصروا على أنه غير قابل للتفاوض.

يذكر أن عراقجي الذي سيلتقي بعيد جلسة الخبراء ويتكوف، في جولة ثالثة من المحادثات "غير المباشرة"، كان وصل أمس الجمعة إلى مسقط.

وكانت جولتان عقدتا سابقا في مسقط وروما، وصفتا بالإيجابيتبن والبناءتين من قبل الطرفين، دون الإفراط في التفاؤل.


المنشورات ذات الصلة