عاجل:

بين كارثة الماضي وبراعة الحاضر.. هكذا تمّ "تحنيط" البابا فرنسيس!

  • ٥٣

فارق البابا فرنسيس الحياة عن عمر ناهز 88 عامًا إثر سكتة دماغية في 21 نيسان، لتبدأ بعدها الكنيسة الكاثوليكية استعداداتها لاختيار خليفته، وسط تساؤلات لافتة حول آلية تحنيط الجثمان الذي عُرض لثلاثة أيام في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، حيث توافد آلاف الأشخاص لإلقاء نظرة الوداع عليه.

 ومن المتوقّع ،اليوم السبت، أن يشارك أكثر من 200 ألف شخص في مراسم التشييع، على أن يُنقل النعش لاحقًا إلى كاتدرائية القديسة مريم الكبرى لدفنه، وفق ما أوردته إذاعة "NPR".

وذكر تقرير لصحيفة "ديلي ميل"، أنّ الظروف المناخية الرطبة فرضت تحديًا على السلطات المعنية، ما استدعى تحنيطًا سريعًا للجثمان باستخدام تقنية حديثة تعتمدها إيطاليا بموجب قانون صدر عام 2022. وتتميّز هذه التقنية بأنها أقل ضررًا على الجسم وأكثر احترامًا لبنيته، كما أفادت قناة "يورونيوز".

كذلك شرح أندريا فانتوزي، مؤسس المعهد الوطني الإيطالي للتحنيط (INIT)، أن العملية تبدأ بحقن سوائل حافظة عبر الدورة الدموية، تليها عناية تجميلية بالوجه واليدين بهدف إبطاء التحلل. وأوضح أن التحنيط يستغرق حوالى 36 ساعة ويشمل تجفيف الجسم من الدم، وضخ مواد حافظة من خلال الوريد الوداجي، بمزيج من الأصباغ والكحول والماء والفورمالديهايد.

وأشار فانتوزي إلى أن هذا الخليط يُخرج الدم المتجمد من الجسم، ويقضي على الميكروبات، ويربط البروتينات الخلوية لمنع تحلل الأنسجة. وبهذه الطريقة، يحافظ الجثمان على مظهره الطبيعي طوال فترة العرض العلني.

ووفقاً لـ "يورونيوز"، يقوم مجهّزو الدفن بوضع مكياج تصحيحي وتنظيم وضعية اليدين لإضفاء مظهر هادئ على الجثمان، وقد تشمل الإجراءات أيضًا إغلاق العينين بأغطية بلاستيكية وربط الفك بأسلاك، ولتفادي الانكماش المزعج الناتج عن هذه التقنية، تُوضع قطع من القطن داخل الفم لإعطاء تعبير أكثر سلامًا. وأضات "يورونيوز" أنه من المعروف أن تيبّس العضلات بعد الوفاة يُسبب انقباضًا للجسم، وهي ظاهرة تُعالج بهذه الزخارف التجميلية لتوفير مظهر لائق يليق بالجثمان المعروض.

إلى ذلك، تطوّرت طقوس التحنيط البابوي منذ القرن التاسع عشر، حين كان المُجهّزون يزيلون الأعضاء ويغسلون الجثث بالغسول القلوي ثم يملأون التوابيت بالأعشاب والقطن والشمع.

لكن نقطة التحوّل البارزة وقعت عام 1958 عند وفاة البابا بيوس الثاني عشر، حين فشل الطبيب ريكاردو غالياتزي-ليزي في تنفيذ عملية تحنيط ناجحة.

فبدلًا من الإجراءات المعتادة، وضع الطبيب الجثة داخل كيس بلاستيكي مغلق مع أعشاب وزيوت، في محاولة لحفظها كما هي. النتيجة كانت كارثية: تراكمت الغازات البكتيرية داخل الجسم، فانفجر الصدر وسقط الأنف والأصابع وتغيّر لون الجلد إلى الأسود المخضر، حيث كشف البروفيسور كين دونالدسون من مختبر التشريح في إدنبرة أن الرائحة كانت كريهة جدًا إلى حد إغماء بعض الحراس، الذين اضطروا للتبديل كل 15 دقيقة.

المنشورات ذات الصلة