حدد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ثلاث أولويات للمرحلة الحالية، الاولوية الأولى هي وقف العدوان الاسرائيلي والانسحاب من جنوب لبنان والافراج عن الاسرى، والثانية إعادة الاعمار، والأولوية الثالثة هي بناء الدولة.
وأكد قاسم أن الاعتداء الأخير على الضاحية الجنوبية كان سياسيًا بامتياز، هدفه تغيير قواعد الاشتباك والضغط على لبنان، وتم بإذن أميركي مباشر. وطالب الدولة اللبنانية بالتحرك العاجل، واستدعاء سفراء الدول الكبرى، ورفع شكاوى إلى مجلس الأمن الدولي.
وجدد التزام حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الحزب مكّن الجيش اللبناني من الانتشار، بينما قامت إسرائيل بأكثر من 3000 خرق واعتداء. وأكد أن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن المتابعة والضغط على الجهات الدولية، معتبرًا أن الضغط الذي مارسته حتى الآن ما زال "ناعمًا وبسيطًا".
وانتقد قاسم تأخر الحكومة في عملية إعادة الإعمار، رغم ذكرها الواضح في البيان الوزاري، محذرًا من أن عدم الإعمار هو استهداف لمكوّن أساسي في لبنان. وتساءل: "ضعوا خطة للإعمار، وعلى الأقل أوضحوا متى تنوون البدء؟"، داعيًا الدولة إلى تحمّل مسؤولياتها.
وتطرق إلى ملف السلاح، معتبرًا أن بعض المسؤولين يبدون استعدادهم لحصر السلاح أمام المبعوثين، بينما الطرف الآخر لم يلتزم بما عليه. وأكد أن حزب الله لم يعد لديه تنازلات ليقدّمها، ولا أحد يملك أن يطلب منه شيئًا إضافيًا. وأشار إلى أن انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني قد تحقق، ولا يجب طرح أي أمر آخر في الوقت الراهن.
شدد قاسم على ضرورة أن تفهم الولايات المتحدة أن مصالحها لا تتحقق عبر العدوان، وعلى الدولة اللبنانية أن تتصدى لهذا المسار. وأضاف: "لقد أخذت الدولة من الاتفاق كل ما تحتاجه لتطبيقه، وأولويتها اليوم يجب أن تكون التحرير، فماذا تريد بعد؟". وأشاد بموقف رئيسي الجمهورية والحكومة الأخير، داعيًا إلى المزيد من الضغط على الولايات المتحدة لإفهامها أن لبنان لا يمكن أن ينهض في ظل استمرار العدوان.
وأكد أن الحزب لطالما كان في مسار دعم بناء الدولة، مؤكدًا أهمية العمل على إعادة الودائع ووضع خطة اقتصادية اجتماعية واضحة تضع لبنان على طريق الاستقرار والنهوض. وفي السياق الانتخابي، كما أشار إلى أن تحالف حزب الله مع حركة أمل يهدف إلى إدارة العملية الانتخابية بشكل مسؤول، ونقل الواقع من التأزم والخلاف إلى مسار التفاهم والاتفاق.
واعتبر قاسم أن الانتخابات البلدية ليست منصبًا للتباهي، بل مسؤولية حقيقية، ومن يطمح إلى دخول هذا الميدان يجب أن يمتلك القدرة على خدمة الناس ورفع الحرمان عنهم والمساهمة في نهوضهم. وأضاف أن موضوع البلديات هو من المواضيع الحيوية، لكونه مرتبطًا بحياة الناس اليومية، ويجب أن يحاط بجو من الوحدة والتفاهم بين القرى والمدن.
ولفت أن "الحزب" قام حتى الآن بإيواء 50,755 مواطنًا من الذين دُمّرت منازلهم بالكامل، كما تم ترميم 332,000 منزل، موضحًا أن هذه المهمة هي من مسؤولية الدولة، لكن الحزب أنجزها "باللحم الحي".
×