عاجل:

رسالة "اسرائيلية" عبر استهداف الضاحية.. منع الدولة اللبنانية من النهوض وابقاء ساحتها مسرحا لتنفيذ أهدافها ( الانباء الكويتية )

  • ٢٩

أعاد الهجوم العسكري الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، الحيوية إلى الواقع السياسي الذي كان يحاول من خلاله أركان الدولة معالجة الملفات الوطنية، وفي مقدمتها أزمة سحب السلاح من مختلف القوى الحزبية وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، بعيدا من الضوضاء الإعلامي السائد على غير مستوى.

وكان واضحا ارتفاع النبرة اللبنانية لجهة مطالبة المجتمع الدولي بشكل عام والمعنيين باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر الماضي في شكل خاص، وهما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا الراعيتان لهذا الاتفاق، والتأكيد على ان هذا العدوان الإسرائيلي المتفلت من روابط أو قيود، يعطل كل مساعي الحلول التي تعمل عليها الدولة اللبنانية.

وكذلك لفت التأكيد على انه كلما تقدمت المساعي خطوات إلى الإمام، أتت إسرائيل لتعيدها إلى نقطة الصفر، لجهة مطالبة مضادة بعدم تسليم السلاح، مع استهداف الغارات والهجمات الإسرائيلية معظم المناطق اللبنانية وخصوصا الضاحية الجنوبية. ولفت أن أيا من سكان المنطقة لم يقض بالغارة الجوية الإسرائيلية التي نفذت بعد ساعة وربع الساعة على إطلاق الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تحذيره، غير أن المفارقة أن ستة أشخاص أصيبوا بجروح جراء إطلاق الرصاص بكثافة في الهواء لتنبيه الأهالي إلى ضرورة مغادرة المنطقة الآيلة إلى الاستهداف.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الأنباء»: «التبريرات الإسرائيلية لتوجيه الغارة غير مقنعة، خصوصا ان الساحة اللبنانية مكشوفة أمام المجتمع الدولي، والجيش اللبناني يقوم بكل ما هو مطلوب منه.

فيما تقفز إسرائيل عن لجنة الاشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، وهي المكلفة بموجب الاتفاق معالجة اي خرق للقرار 1701، بالتعاون مع الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة، الأمر الذي يبطل كل الذرائع الإسرائيلية».

وأضافت المصادر: «في وقت كانت الحكومة تستعد للبناء على النتائج الإيجابية للاجتماعات التي عقدها الوفد اللبناني مع صندوق النقد الدولي على مدى اسبوع في العاصمة الأميركية واشنطن، واستكمال مسيرة الاصلاح المطلوبة محليا ودوليا، من خلال ما أقرته الحكومة وما أكده مجلس النواب وخصوصا بما يتعلق بالسرية المصرفية، أتى هذا العدوان الإسرائيلي ليعيد الإرباك إلى الساحة، في إشارة واضحة إلى نية اسرائيل بمنع الدولة اللبنانية من النهوض وابقاء ساحتها مسرحا لتنفيذ أهدافها التي تتجاوز لبنان لتشمل المنطقة».

ولا تستبعد المصادر ان تحاول إسرائيل من خلال توسيع عدوانها، توجيه الرسائل في اتجاهات عدة، والعمل على استمرار التوتر الإقليمي لإبقاء الباب مفتوحا أمام استهداف أي تقدم في مفاوضات الملف النووي الايراني، خصوصا في ظل الاجواء الإيجابية التي يعلن عنها.

المنشورات ذات الصلة