عاجل:

وفد أميركي في لبنان.. وعون: الجيش يقوم بواجبه جنوب الليطاني (الأنباء الكويتية)

  • ١٧

كتب ناجي شربل وأحمد عزالدين:

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لوفد من الباحثين في معهد الشرق الاوسط للدراسات في واشنطن برئاسة الجنرال الأميركي المتقاعد جوزف فوتيل «ان لبنان ماض في إجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية»، وان اللقاءات التي عقدها في واشنطن الوفد اللبناني واجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كانت جيدة.

وشدد الرئيس عون أمام الوفد على ان «مكافحة الفساد من أبرز الأهداف التي يعمل لها بالتعاون مع الحكومة ومجلس النواب الذي أقر قوانين تصب في مصلحة المسار الإصلاحي المنشود، إضافة إلى الدور الأبرز الذي سيقوم به القضاء بعد التشكيلات القضائية التي ستصدر قريبا».

وأشار الرئيس عون خلال حوار مع أعضاء الوفد إلى ان الوضع على الحدود اللبنانية - السورية يلقى متابعة مستمرة منه «وان الجيش موجود على هذه الحدود لمنع التهريب على أنواعه ولضبط حرية التنقل بين البلدين»، لافتا إلى الاتصالات التي تمت مع المسؤولين السوريين والتي أسفرت عن اجتماعات عقدت بين الجانبين اللبناني والسوري بهدف معالجة المواضيع العالقة.

وأشار إلى مسألة النازحين السوريين، فأكد «ان لبنان ليس قادرا على استيعابهم خصوصا ان الأسباب السياسية والأمنية لوجود غالبية هؤلاء في لبنان، قد زالت بعد التغييرات التي حصلت في سورية»، معتبرا ان رفع العقوبات الاقتصادية عنها يحرك من جديد الاقتصاد السوري ويوفر فرصا للنازحين للعودة إلى بلادهم بدلا من ان يبقوا «نازحين اقتصاديين» في لبنان.

وسئل الرئيس عون عن الوضع في الجنوب فأكد ان «الجيش اللبناني يقوم بواجباته كاملة في منطقة جنوب الليطاني ويطبق القرار 1701 في البلدات والقرى التي انتشر فيها.

لكن ما يعوق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال لا أهمية استراتيجية لها. وكان من المفترض ان ينسحب الإسرائيليون منها منذ 18 فبراير، الماضي لكنهم لم يفعلوا على رغم المراجعات المتكررة التي قمنا بها لدى راعيي الاتفاق الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا العضوين في لجنة المراقبة المشكلة بموجب اتفاق 27 نوفمبر الماضي».

وكرر الرئيس عون دعواته الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل كي تنسحب من هذه التلال وتعيد الأسرى اللبنانيين ليتولى الجيش مسؤولية الأمن بشكل كامل بالتعاون مع القوات الدولية «اليونيفيل» ويبسط بذلك سلطة الدولة اللبنانية على كامل التراب الجنوبي.

وبعدما أكد الرئيس عون للوفد الأميركي ان «قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه، لأنه يلقى تأييدا واسعا من اللبنانيين والدول الشقيقة والصديقة»، لفت إلى ان «سحب السلاح لن يكون سببا لاضطرابات أمنية في البلاد، بل سيتم من خلال الحوار مع المعنيين الحريصين أيضا على الاستقرار والسلم الأهلي ودور الدولة المركزية، والتطورات التي حصلت في المنطقة لاتزال تساعد على المضي في اعتماد الحلول السلمية وان تطلب ذلك بعض الوقت تفاديا لأي عثرات».

وأشار إلى حاجة الجيش والقوى المسلحة للمساعدة العاجلة لتتمكن الوحدات العسكرية من تحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد، وقال للوفد: «من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية ان يبقى لبنان مستقرا وآمنا، وعليها ان تساعد لبنان على تحقيق ذلك».

توازيا، يواصل رئيس الجمهورية ومعه كل من الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، العمل في سبيل تعزيز سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها، وخصوصا في جنوب الليطاني وشماله إلى تأمين الحدود الشمالية - الشرقية مع سورية.

والشيء عينه يقوم به على الأرض قائد الجيش العماد رودولف هيكل، بتفقده الوحدات المنتشرة في الجنوب وعلى الحدود، وآخرها في مقر قيادة اللواء السابع بثكنة اللواء الشهيد فرنسوا الحاج بمرجعيون على تخوم حدودية مع إسرائيل. ويطلع الرئيس عون يوميا من العماد هيكل على مسار التطورات الأمنية وأوضاع الجيش.

ويفصل لبنان الرسمي بين الضربات الإسرائيلية التي ارتفعت وتيرتها، وبين المطالب الدولية بنزع كل سلاح غير شرعي.

وفي تأكيد على بث الحياة في المؤسسات، تتصدى السلطة السياسية الحالية لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية المعلقة منذ 2016، من محافظة جبل لبنان هذا الأحد، دون التوقف عند الأخطار الإسرائيلية التي لطالما كانت تحوط بلبنان.

وقد رفعت الأجهزة الأمنية من قدراتها لمواكبة الاستحقاق، بتوفير جميع درجات الطمأنينة للمواطنين، وتعزيز الأمن توازيا مع استمرار دورة الحياة العادية في بقية المناطق خارج محافظة جبل لبنان في يوم الأحد، وقبله تنظيم سباق ماراثون بيروت الدولي الـ 21 غدا الخميس في الواجهة البحرية والشوارع المحيطة بها بالعاصمة، بعد تأجيله الخريف الماضي بسبب الحرب الإسرائيلية الموسعة على لبنان.

وفي الجنوب خلق العدوان الإسرائيلي المستمر قاعدة اشتباك جديدة بحرب من جانب واحد تحت ذرائع لا تستند إلى أي واقع. وانعكس حالة غضب لدى أبناء القرى الحدودية المدمرة، الذين تمنعهم قوات الاحتلال من القيام بأي محاولة لترميم المنازل القابلة للسكن، ما انعكس سلبا على عمل القوات الدولية «اليونيفيل»، حيث تعرضت مرة أخرى لمنع دخول أحد الحقول في بلدة عيترون الحدودية في عملية استكشاف روتينية، اذ اعترضها صاحبه، بعدما كان مدنيان تعرضا على دراجة نارية لدورية لـ «اليونيفيل» ومنعاها من دخول بلدة طيردبا القريبة من مدينة صور الأسبوع الماضي. كما منعت أمس دورية لـ «اليونيفيل» من الدخول إلى بلدة بنت جبيل بحجة عدم وجود قوة من الجيش اللبناني معها.

وتوازيا مع المسعى الرسمي لتحريك عمل لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي حتى الحدود الدولية، فإن مسار الإصلاحات يسير كما هو مقرر له، إذ تبدأ اليوم لجنة المال والموازنة في مجلس النواب برئاسة النائب إبراهيم كنعان البحث في مشروع هيكلة المصارف الذي وضعته الحكومة. وقد أطلع كنعان الرئيس عون على نتائج زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في زيارة إلى القصر الجمهوري أمس.

المنشورات ذات الصلة