"حازم يتيم"
لليوم الثاني على التوالي تستمر الإشتباكات قرب بلدة صحنايا بين الأمن العام السوري من جهة، ومسلحين من جهة أخرى، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر خاصة لـ"إيست نيوز"، مقتل رجل الدين الدرزي البارز وجدي الحاج علي على يد فصائل مسلحة، في بلدة صحنايا بريف دمشق.
وينتمي القتيل إلى حركة "رجال الكرامة"، وهي حركة دينية بحتة مهمتها عن مصالح الطائفة.
وأشارت معلومات لـ"إيست نيوز" إلى استمرار الاشتباكات في صحنايا بريف دمشق، حيث تستمر "فصائل غير سورية" بمحاولة اقتحام حي الاشرفية مستخدمة قذائف الهاون والرشـاشات المتوسطة كما لفتت إلى عمليات تصدي كبيرة من قبل المجموعات المحلية المتمركزة داخل المدينة".
وفي هذا الإطار، تواصلت المناشدات من أهالي صحنايا والأشرفية، المطالبة بتدخل السلطات وايقاف اقتحام المدينة من قبل الفصائل الغير سورية، في وقت لوحظ انتشار لقناصين على مشارف جرمانا في ريف دمشق".
وفي آخر حصيلة لضحايا الإشتباكات ذكرت وكالة "سانا" أن "16 عنصرا من الأمن العام السوري قتلوا بهجوم على مقرهم في أشرفية صحنايا بريف دمشق، من قبل فصائل مسلحة غير سورية، كما سقط عدد من المدنيين برصاص الفصائل".
واكدت وزارة الداخلية السورية انها "ستضرب بيد من حديد كل من يسعى إلى زعزعة أمن سوريا".
ودخلت إسرائيل على خط الأحداث، حيث صدر بيان مشترك لرئيس حكومة العدو ووزير دفاعه، أشار فيه الى أن" الجيش الإسرائيلي نفذ عملية تحذيرية وهاجم مجموعة متطرفة كانت تستعد لمهاجمة الدروز في صحنايا بسوريا".
وتابع البيان:" وجهنا رسالة إلى النظام السوري بأنّ إسرائيل تتوقع منه التحرك لمنع إلحاق الأذى بالدروز".
ولاحقاً اكدت هيئة البث الإسرائيلية "عدم وقوع إصابات في الهجوم الذي كان يهدف منذ البداية إلى أن يكون بمثابة رسالة تحذيرية".
وفي المواقف، أجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، اتصالات مكثّفة شملت الإدارة السورية الجديدة، تركيا، السعودية، قطر والأردن، حيث طلب من المعنيين فيها السعي إلى وقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا لـ"وقف حمام الدم".
وطلب جنبلاط وفق بيان للحزب الإشتراكي أن "تتم معالجة الأمور انطلاقًا من منطق الدولة ووحدة سوريا بجميع مكوّناتها".
وأضاف: "وتمّ بنتيجة الاتصالات الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ نصف ساعة حيث ناشد بالحفاظ على "وقف إطلاق النار.
ومن المتوقع أن يصل وفد من جبل العرب يضمّ شيخي العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، وقائد حركة "رجال الكرامة" الشيخ يحيى الحجار، والأمير حسن الأطرش، إضافة إلى وفد من المشايخ والفعاليات لوضع الصيغة النهائية التي تضمن عدم العودة إلى الاقتتال الداخلي الذي لا يفيد إلّا العدو الإسرائيلي".
وقال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى ان "شرفاء جرمانا وصحنايا قادرون على إفراغ الجهد لوأد الفتنة".
وأكد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أن "ما يجري في صحنايا هو هجوم من التكفيريين والانتحاريين على الأماكن السكنية".
وأشار في حديث لـ"إيست نيوز" إلى أن "صحنايا محاصرة من كل الجهات وأن التكفيريين لم يتمكنوا حتى الساعة من دخول البلدة".
وأضاف: " الدولة السورية عاجزة عن حماية المدنيين".
وشدد على "ضرورة وجود حماية دولية على كل المناطق في سوريا، مؤكداً أن العلويين والدروز وحتى السنّة المعتدلين يعانون من التفلت الأمني".
واستكمل: "حتى حكومة أحمد الشرع عاجزة عن ضبط التنظيمات الإرهابية".
وبشأن إمكانية تأثر لبنان بما يجري، اعتبر وهاب أن "الوضع مختلف في لبنان حيث هناك دولة وجيش لبناني وحماية دولية للبلد".
ولفت إلى أن "الحل في سوريا يبدأ بضرب التنظيمات الإرهابية التكفيرية عبر الدولة السورية وهذا أمر مستحيل، معتبراً أن التنظيمات الإرهابية أقوى من الدولة، رغم أن الأمن العام يقوم بدور إيجابي في محيط صحنايا وجرمانا".
من جهته اكد قائد "تجمع أحرار جبل العرب" اننا مع القانون عندما يُطبّق على الجميع".
وأضاف: " تواصلنا مع كل القيادات وكانوا حريصين على درء الفتنة".
ولفت الى ان" بعض الأفراد المتطرفين الذين انتسبوا مؤخرا لوزارتي الدفاع والداخلية يهاجمون أهلنا بمناطقهم"
وحمّل الجهات المسؤولة كامل المسؤولية عما جرى ويجري.
من جهته، أشار الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في "إسرائيل"، موفق طريف الى انه" لا يجوز لـ"إسرائيل" أن تقف متفرجة أمام ما يحدث في هذه اللحظات بالذات في سوريا".
ولاحقاً قال مسؤول الأمن بمنطقة الكسوة ان طريق دمشق-درعا، ودمشق- السويداء مغلق لوجود خارجين عن القانون في أشرفية صحنايا لافتاً إلى وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى أشرفية صحنايا قرب دمشق".
واكدت مديرية الأمن العام بريف دمشق ان " قواتنا تواصل ملاحقة العصابات الخارجة عن القانون في أشرفية صحنايا".
ووجهت رسالة إلى "كل من يحمل السلاح بوجه الدولة وطالبته بتسليم السلاح".
وشددت على ان " عملياتها تهدف إلى ضبط الأمن والاستقرار وتأمين حياة المدنيين".