تُشير الارقام والتي تعكس واقعا أعمق في بنية العائلة، ربما نتيجة للضغوط التي تتراكم على الاسر، وربما يكون النضج العاطفي، والبيانات الرسمية الخاصة بحالات الطلاق والزواج في لبنان للسنتين المنصرمتين لم تصدر حتى الآن، إلى أنّ معدل الطلاق للعام 2022 بلغت 26.5% من عقود الزواج، حيث يبدو ان الاتجاهات قد تستمر في تصعيد التحديات الاجتماعية، وخاصة في ظل الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها العائلات اللبنانية.
وتُشير حالات الطلاق في العام 2018، إلى 7995 حالة طلاق، لترتفع عام 2023 إلى 8541 حالة طلاق. وبالمجمل وصلت حالات الطلاق داخل لبنان إلى 38,718 حالة طلاق خلال 4 سنوات تقريبا.
وارتفعت نسبة الطلاق بشكل مستمر ومتواتر منذ 12 سنة وحتى اليوم. فعلى سبيل المثال، بلغت نسبة الطلاق عام 2012، 17%، وارتفعت إلى 20,5% عام 2016، واستمرت بالصعود إلى 23% عام 2020، لتسجل عام 2023 نسبة 26.5%، ما يعني أن ربع اللبنانيين الذين تزوجوا أتخذوا قرار الطلاق.
وتُسجّل 7000 حالة طلاقٍ في لبنان تقريباً كل سنة، في واقعٍ لا يمكن اعتباره عادياً بتاتاً باعتبار أنّ الأطفال سيكونون أبرز الضحايا.
ما يظهر هو أنَّ الطلاق بات "موضة طبيعية" داخل المجتمع اللبناني، فهو إلى تزايد بشكلٍ كبير لأسباب عديدة أبرزها اقتصادية ومالية ناهيك عن ضعفٍ في التفاهمات العائلية.
وفي مقابل الطلاق، انخفضت أعداد الزيجات في لبنان، إذ سجّلت أعوام الأزمة انخفاضا ملحوضًا لأول مرة منذ عام 2009.
وتُشير أرقام وزارة الداخلية، إلى أن أعداد الزيجات سنوياً تراوحت في لبنان بين 35 ألف حالة زواج و 40 ألفا. فمثلا، شهد لبنان عام 2009، 38857 حالة زواج، وسجّل عام 2013 أكبر معدل في حالات الزواج حيث وصل الرقم إلى 40,232 حالة زواج.
ومن أواخر عام 2019 وحتى اليوم، في حين أن المعطيات توضح أن عدد حالات الزواج انخفضت من 34 ألف زيجة عام 2019 إلى 29 ألف زيجة عام 2020، ولتصل العام 2023 إلى 30 ألف زيجة.