كتب"حازم يتيم"
"إيست نيوز"
إنتهت المرحلة الاولى من الإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظة جبل لبنان.
وبإنتظار صدور النتائج النهائية للإنتخابات، فإن النتائج الأولية غير النهائية أظهرت عدة معطيات وأحدثت بعض المفاجآت، لا سيّما في المناطق التي شهدت منافسة حامية.
وجرت الإنتخابات وسط تدابير أمنية مشددة، تخللتها بعض الإشكالات كما حدث في صربا والجية وحارة حريك إضافة لعدد من الشكاوى. لكن بالمجمل مر اليوم الإنتخابي بسلاسة.
في المجمل، يمكن تسجيل سلسلة ملاحظات لا يمكن القفز فوقها، وذلك قبل عام بالتمام والكمال على موعد إجراء الإنتخابات النيابية في أيار من العام 2026.
في الشكل لم تُفرز الإنتخابات فائزاً واضحاً لا سيما في الشارع المسيحي، فأصوات الناخبين توزعت بين الأحزاب الرئيسية من جهة، والشخصيات التي تملك وزناً سياسياً من جهة أخرى.
ففي جونية حدث المتوقع وفازت لائحة نهضة جونية التي كان النائب نعمت افرام عرابها الأساسي بالتعاون مع النائب فريد هيكل الخازن، وبدعم من النائب السابق منصور غانم البون والقوات اللبنانية. في المقابل مني التيار بنكسة في المدينة التي شكلت رافداً شعبياً له في السنوات الماضية.
وفي جبيل فازت لائحة "جبيل أحلى" برئاسة جوزف الشامي المدعومة من النائب زياد الحواط. فوز كان متوقعاً وذلك بسبب الحيثية التي يملكها حواط والمدعوم من حزبي القوات والكتائب.
وشهدت باقي البلديات سلسلة من المفاجآت كان أبرزها فوز التيار الوطني الحر مدعوماً من العائلات في المنصورية، فيما مُني نائب القوات شوقي الدكاش بهزيمة مدوّية في بلدته العقيبة على حساب لائحة ألان عون.
وفي دير القمر تعرضت القوات لهزيمة، بعد خسارة اللائحة التي دعمها إبن البلدة جورج عدوان نائب رئيس حزب القوات، على يد اللائحة التي دعمها حزب الوطنيين الأحرار برئاسة ناجي جرمانوس والتي أطلق عليها اسم "دير القمر 2030".
وفي الجديدة – البوشرية – السد حققت لائحة "صار وقتا" المدعومة من النائب ابراهيم كنعان وحزبي القوات والكتائب برئاسة أوغوست باخوس، إنتصاراً على لائحة جان أبو جودة.
وحسم رئيس بلدية قرطبا فادي مارتينوس فوزه مجدداً بالبلدية مدعوماً من التيار الوطني الحر في وجه لائحة، مدعومة من النائب السابق فارس سعيد.
أما المفاجأة فكانت بخرق التيار لمعراب حيث فاز التيار بمنصب المختار، وردّت القوات على هذا الخرق بفوزها بمختار في حارة حريك التي عادة ما يفوز التيار بكل مقاعد المخترة فيها.
وفي المتن حقق حزب الكتائب نتائج نوعية فاحتفظ ببلدية بكفيا معقله السياسي، وحقق الفوز في الضبية بعدما دعم لائحة "بلديتنا بتجمعنا" برئاسة نبيل طعمة. كما دعم جان الأسمر الذي فاز ببلدية الحازمية وحقق الفوز في بيت شباب.
كما فازت لائحة "ضيعتنا احلى" في وادي شحرور السفلى برئاسة جورج ابي راشد باكملها وهذه اللائحة مدعومة من حزب الكتائب.
ورغم تحقيق الوزير السابق الياس المر نتائج متوقعة لكنه تلقى نكسة بسقوطه في أنطلياس.
وفي جل الديب، وقف التيار والمر وراء لائحة جورج زرد أبو جودة مقابل لائحة يرأسها فادي فريد أبو جودة والعائلات. وحتى مساء أمس كان الفوز حليف اللائحة الأولى مع احتمال تحقيق اللائحة الثانية خرقاً.
وفي بعبدا حافظ التيار على حضوره مع فوزه ببلديتي الحدث وحارة حريك ( بالتحالف مع الثنائي الشيعي ).
وفي القرى الشيعية غابت المفاجأت فحصدت لوائح التنمية والوفاء الفوز في جميع البلدات، باستثناء بلدتي علمات ولاسا التي تُرك الخيار فيها للعائلات (واغلبها يدعم الثنائي في السياسة ).
بالإنتقال إلى الشوف وعالية فقد غابت المفاجأت باستثناء واحدة في الباروك، حيث تمكنت لائحة فادي محمود في الباروك من تحقيق فوز كبير بكامل أعضائها في الانتخابات البلدية، متفوقة على اللائحة المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي.
وحققت لائحة "الشويفات تواكب" برئاسة نضال الجردي والمدعومة من الحزبين الإشتراكي والديمقراطي والعائلات في المدينة فوزاً كاسحاً بفارق يقارب الـ 500 صوت بين المرشّح الأخير على اللائحة، والمرشح الأوّل على اللائحة الأخرى المدعومة من التغييرين وقوى المجتمع المدني.
وعاد اسم اللواء السابق علي الحاج للبروز بعد فوز اللائحة التي دعمها في بلدة "برجا".
في المجمل لم تُفرز الإنتخابات فائزاً أوحداً على الساحة المسيحية، فالميزان الشعبي ما زال مشتتاً بين التيارالذي يحاول استعادة هيبته، والقوات التي تسعى لان تكون الرقم الصعب، والكتائب الساعي لاستعادة زمنه الجميل، والشخصيات التي ما زالت تُملك حيثية سياسية.
في المقابل حافظ ثنائي أمل وحزب الله على قوته، بإنتظار إنتخابات باقي المحافظات.
اما الحزب الإشتراكي فما زال الأقوى درزياً، فيما تنوعت الأصوات داخل الطائفة السنية بين التيارات الأساسية ( المستقبل والجماعة الإسلامية ) والشخصيات السياسية والعائلات.