وجّه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية جملة رسائل حادة إلى الداخل اللبناني، محذّراً من الانزلاق نحو هاوية الحرب الأهلية، ورافضاً منطق "الاستقواء" أو السعي نحو "الغلبة" في مشروع بناء الدولة.
وقال فرنجية إن "الرهان على الحرب الأهلية في لبنان هو رهان مدمّر"، مؤكداً أن تياره لطالما نبّه من هذا الخطر الذي لن يفضي سوى إلى الخراب. وأضاف: "موضوع السلاح لا يُعالج بالتحدّي، بل بالحوار والمنطق والواقعية، كما يفعل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون".
وفي لفتة إلى خطاب الشيخ نعيم قاسم خلال تشييع الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، قال فرنجية إن "الحزب يُبدي مرونة واضحة، لكنّ المطلوب أيضاً أن يُقابل هذا الخطاب بخطاب تنازلي يطمئن الناس، لا أن يُفسَّر في مناخ سلبي وكأنه ضعف".
وتابع: "لا يمكننا بناء دولة بمنطق الغالب والمغلوب، المطلوب اليوم دولة تحتضن جميع اللبنانيين، بعيداً عن الأحقاد والتجارب المرّة التي عشناها خلال فترات انقسام مثل سجن الدكتور جعجع أو غياب العماد عون".
وأشار فرنجية إلى أن "المقاومة خاضت حرب الإسناد بدافع التضامن مع القضية الفلسطينية، لكنّ إسرائيل باغتت الجميع، وداسَت على ما اعتبرناه خطوطها الحمراء، مستخدمة التكنولوجيا لضرب قدرات المقاومة بشكل غير مسبوق".
وفي السياق ذاته، تساءل: "هل المطلوب اليوم إلغاء طائفة أو بيئة؟ لا حل لنا سوى بالوحدة والتفاهم الوطني. السيادة تُنتهك يومياً من قبل إسرائيل، ولا نجد الغيرة المطلوبة في الدفاع عنها".
ودعا إلى حوار يشمل جميع الأطراف، بمن فيهم رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، بهدف إزالة الصورة السوداوية التي تطغى على المشهد، مضيفاً: "لا يمكن أن ننسى آلاف الشهداء، لكن لا بد من فتح صفحة جديدة".
وتابع، "ليس سهلا ان تكون في صلب ٨ آذار مع موافقة فرنسية ورضى اميريكي وعدم رفض سعودي على الأقلّ في العلن ويمكن كان من الممكن العمل بدقّة وحسم أكثر"
وفي ختام حديثه، نقل فرنجية موقفاً مباشراً من السيد حسن نصرالله قائلاً: "سألته عن سبب تحفظه على العماد عون، فأجابني: 'جنابك هو المشكلة لأنك مرشحنا، أما عدا ذلك فلا مشكلة'، ولهذا أؤكد: لم يكن هناك يوماً أي خلاف بين المقاومة والرئيس جوزاف عون".
وختم قائلاً: "الوجدان العام في بيئة المقاومة وعاطفة الناس لا تزال معي، وأنا أعوّل على وعي اللبنانيين ورغبتهم في الخروج من دوامة الانقسام".