عاجل:

"لا أريد أن أراه مدفونًا"... السيد أبو حسن: "نم قرير العين يا نصرالله الراية لم تسقط"

  • ٤٨

في حديث نادر ومؤثر، كشف والد الأمين العام لحزب الله السيد عبد الكيرم نصرالله، عن تفاصيل شخصية وإنسانية عاشها مع نجله، مسلطًا الضوء على ملامح الطفولة والتنشئة الدينية، ومشيرًا إلى اللحظات العائلية التي جمعتهما قبيل انقطاع الاتصال بينهما إثر الأحداث الأخيرة في المنطقة.

وفي لقاء مع قناة "العهد" العراقية، قال والد السيد حسن نصرالله: "عادةً ما يكون الابن هو من يشكو لوالده، لكن في حالتي كنت أنا من يشكو، والسيد حسن كان يفرّج همّي، كان سندًا لي منذ صغره."

روى الوالد جانبًا من طفولة نصرالله، فقال: "عندما كان في المدرسة كنت أعطيه ربع ليرة مصروفًا، وقيل لي لاحقًا إن هناك طالبًا يأخذها منه. فسألته عن الأمر، فضحك وقال لي: (أنا ما بخاف، وخرجيتي محدا بيشلحني ياها، بس التلميذ هيدا ما كان يجي معه مصاري، وأنا أعطيه الربع ليرة. وبما إنو بيي عندو دكان، كنت جيبله شوكولاته وعلكة وببسي)"، في إشارة إلى كرم أخلاقي مبكر وشخصية حازمة.

وأضاف: "كانت عمته تعلّمه القرآن وهو في سنّ الرابعة، وقد نشأ في بيئة دينية ملتزمة رسّخت فيه القيم والمبادئ التي يعيش بها حتى اليوم".

تطرّق والد السيد إلى آخر لقاء عائلي جمعهما، قائلاً: "قبل 7 تشرين الأول بخمسة أيام كنا جالسين مع السيد. وبعد 8 تشرين الأول انقطع الاتصال تمامًا، وصارت أخبارنا عنه تأتي من الناس."

وأوضح أنهم كانوا يلتقون مرة واحدة في السنة خلال شهر رمضان في عشاء عائلي: "كنا نستغل وجوده للحديث كعائلة، ولم أكن أتحدث معه في السياسة قط."

في لفتة شديدة التأثير، كشف الوالد أنه قبل الخطاب الأخير للسيد، حينما قال فيه: "إلى اللقاء في الشهادة.. إلى اللقاء في جوار الأحبة"، أخبره نصرالله مسبقًا بأنه سيستشهد، وقال له: "أنا سأستشهد، وخلي حزنك لله سبحانه وتعالى، وأبا عبدالله الحسين، واصبر كما صبر النبي أيوب".

روى والد السيد أنه كان على يقين بأن ابنه استُشهد: "حين كنا مهجّرين وسمعنا أن المكان الذي كان فيه السيد قد قُصف، ذهبت إلى أبنائه وقلت لهم: العوض بسلامتكم. وعندما لم يعلنوا شيئًا رسميًا، قلت لهم: خلاص، استُشهد".

وعن لحظة دفنه كـ"وديعة"، أضاف: "لم أزر قبره، السيد في قلبي. لا أريد أن أراه مدفونًا، أريده كما هو، حتى وإن كان شهيدًا، الله إذا أحبّ عبدًا حبّب الناس فيه، والله سبحانه وتعالى حبّب الناس بالسيد حسن نصرالله. نم قرير العين يا نصرالله، الراية لم تسقط".


المنشورات ذات الصلة