عاجل:

عون في الكويت: نحن بحاجة لاستثمارات لا لهبات (الديار)

  • ٢١

كتبت بولا مراد:

أنجزت الحكومة اللبنانية الجولة الثانية من الانتخابات البلدية وان كان تخللتها اشكالات متعددة ونسبة اقبال تُعتبر متوسطة الى ضعيفة مقارنة بانتخابات جبل لبنان. اذ بلغت نسبة الاقتراع يوم امس في الشمال 33% و44% في عكار بينما كانت قد بلغت الاحد الماضي 45.16%.

وردت مصادر معنية في حديث لـ»الديار» ضعف الاقبال الى عدة عوامل منها ان قسما كبيرا من الناخبين المسيحيين يستهجنون «التحالفات الهجينة» التي شهدتها الكثير من البلدات والقرى اضافة الى الاستياء السني من استمرار تغييب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن المشهد السياسي كما بسبب الخلافات العائلية التي دفعت الكثيرين الى الاحجام عن التصويت.

وتتجه الانظار راهنا الى البقاع وبيروت اللذين يشهدان الاحد المقبل جولة ثالثة من الاستحقاق البلدي حيث وبخلاف الجولتين السابقتين حيث كان الاهتمام بالصوت المسيحي، تتركز الانظار على استعداد البيئة الشيعية لاعطاء ثقتها من جديد لـ «الثنائي الشيعي» كما على البيئة السنية وما اذا كانت ستعبّر عن استيائها من وضعية الحريري بتجنب التوجه الى صناديق الاقتراع.

اشكالات وفوضى

وبالعودة لانتخابات الشمال وعكار، سجّلت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات (لادي) عددا كبيرا من الاشكالات وتحدثت عن فوضى و «مخالفات جسيمة» في اكثر من مركز اقتراع، ولعل ابرزها في بخعون - قضاء الضنية وهي اشكالات بدأت منذ افتتاح صناديق الاقتراع. وقد حصلت أعمال عنف استدعت تدخل الجيش. كما أفيد بوقوع إشكال داخل أحد مراكز الاقتراع في بلدة مار توما – عكار، على خلفية توزيع لوائح انتخابية، ما استدعى تدخل الجيش لضبط الوضع. كما أشارت الجمعية إلى أنّ إشكالات مماثلة أدّت إلى توقف عملية الاقتراع لأكثر من ساعة في بلدة فنيدق – عكار والى اشكال في ثانوية المنية الرسمية. وتوقفت العملية الانتخابية في بلدة السفيرة قضاء المنية - الضنية بسبب اشكال وقع بين مواطنين داخل قلم اقتراع خاص بالاناث، حصل فيه تضارب وتحطيم كراسي، ما اضطر عناصر الجيش والقوى الامنية الى التدخل لفض الاشكال واعادة الامور الى نصابها. كما تدخل الجيش في رشعين وبرقايل لحل اشكالات قبل وقت قليل من اقفال صناديق الاقتراع.

وأفادت «الوكالة الوطنيّة للإعلام»، بـ «توقّف الانتخابات البلدية والاختياريّة في بلديّة مار توما في عكار، بسبب إشكال كبير داخل قلم الاقتراع، تمت معالجته من قبل عناصر الجيش اللّبناني والقوى الأمنيّة».

كذلك سُجلت مخالفات جسيمة في ثانوية مرياطة الرسمية وفي مركز اقتراع في البداوي. وتحدثت «لادي» عن توزيع بونات بنزين مقابل أصوات في ثانوية طرابلس الرسمية للبنات. كما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر أحد المسؤولين عن ماكينة انتخابية في بلدة عندقت – قضاء عكار، وهو يقوم بدفع مبلغ 200 دولار أميركي لامرأتين.

 وأقر وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار بأنّ الاشكالات الأمنية كانت نسبتها مرتفعة في الانتخابات النيابية والاختيارية في الشمال وعكار، موضحًا أنّه «تمت معالجة الاشكالات من قبل القوى الأمنية أو الجيش». وقبيل اقفال صناديق الاقتراع شدد الحجار على ان «إجراء الاستحقاق الانتخابي في وقته هو في حد ذاته انتصار لمنطق الدولة والإنماء المحلي» ودعا إلى «الالتزام بالتعبير عن الرأي ومراقبة عملية الفرز بكلّ حضارة وأخلاق».

وتابع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون سير الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار، من خلال زيارة غرفة العمليات لقوى الامن الداخلي حيث قال ان «الانتخابات البلدية والاختيارية ليست بسياسية، إنما إنمائية، ونتطلع إلى أن يعطي هذا الأمر انعكاساً إيجابياً للانتخابات النيابية» مؤكداً أن «الاستحقاقات الدستورية سوف تنفذ بوقتها». وناشد عون المواطنين «ألا يصوتوا للشخص، إنما للمشروع الذي يبقى الأساس في إنماء القرى والمدن»، مشدداً على «عدم السماح للعامل المالي بأن يندس فيما بينكم، لأن من يشتريك الآن فسيبيعك لمدة 6 سنوات».

من جهته، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام انه تابع «سير العملية الانتخابية في الشمال عن كثب مع وزير الداخلية» مثمنا سرعة تدخل الأجهزة الأمنية لضبط المخالفات ومحاولات الرشوة». وأضاف: «لن نتهاون مع تكرار هذه التجاوزات، لا في الشمال، ولا في بيروت أو البقاع أو الجنوب لاحقاً».

عون في الكويت

وبعدها توجه عون الى دولة الكويت تلبية لدعوة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ «الديار» ان على جدول أعمال الرئيس بعد زيارة الكويت، زيارة الى مصر والعراق وسلطنة عمان.

وأوضح عون في مقابلة مع التلفزيون الكويتي ان زيارته الى الكويت «تأتي من ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها الى الدول العربية، وبالأخص الخليجية»، مؤكدا أن «الكويت محطة أساسية بالنسبة الى لبنان» الذي يتطلع الى تفعيل العمل الديبلوماسي بين البلدين والبحث في الملفات الاقتصادية والإنمائية وتشجيع الكويتيين على المجيء الى لبنان.

وأشار عون الى ان المشاريع الأساسية التي يحتاج إليها لبنان في المرحلة الراهنة تتعلق بالطاقة والمرافىء والمطار والكهرباء، مشددا على ان «لبنان ليس بحاجة الى هبات بل الى استثمارات وعلى ان الكويت قادرة على المساهمة ببناء إعادة الثقة وانا واثق من التوافق مع سمو الأمير على مشاركتها في عدد من المشاريع».

وجدد موقف لبنان المؤيد للمبادرة العربية للسلام، وقال ردا على سؤال: «نحن عدنا الى العرب ونريد من العرب ان يعودوا إلينا».

وأعاد التأكيد ان قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ وما من احد يريد أي صراع عسكري دموي والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية.

من جهته، شدد القائم بأعمال سفارة الكويت لدى لبنان المستشار ياسين الماجد على أن زيارة الرئيس عون الى دولة الكويت «تمثل محطة مهمة في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتعكس عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين». وأكد الماجد «حرص دولة الكويت واستمرارها في دعم استقرار لبنان ووحدة شعبه، انطلاقا من الروابط التاريخية والمواقف الثابتة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين».

ترامب في الخليج

في هذا الوقت، من المتوقع ان يصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين إلى المنطقة في زيارة تشمل السعودية وقطر والإمارات. ومن المرتقب ان يبحث خلالها ابرام صفقات تجارية كبرى، كما ملفات ساخنة ابرزها المفاوضات مع ايران والوضع في غزة. وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلت عن مصدر خليجي قوله إن الرئيس ترامب يعتزم الإعلان رسميًا عن اعترافه بدولة فلسطينية. فيما عاكس سفير الولايات المتحدة في «اسرائيل» هذه التوقعات مصرحا بان الرئيس الاميركي ترامب لا يعتزم الاعترف بدولة فلسطينية في الوقت الراهن.

واستبق نتنياهو مواقف ترامب قائلا: «لا أعتقد أنكم ستسمعون عن دولة فلسطينية... ترامب لن يعترف بدولة فلسطينية ويعرض أمن إسرائيل للخطر».

وتؤكد مصادر مواكبة للزيارة «ان لا شيء محسوم في هذا الاطار بعد»، لافتة في حديث لـ «الديار» الى انه «وفي حال حصل ذلك، فانه يعني اتساع الهوة كثيرا بين ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي يرفض كليا اي حديث عن دولة فلسطينية، ويعتبر ان ما حققه خلال العام الماضي، سواء في غزة او لبنان او سورية، يفترض ان يؤدي الى طي صفحة دولة فلسطين الى الابد». وتضيف المصادر: «في حال تبنى ترامب المطلب العربي والفلسطيني باقامة دولة فلسطينية، فانه سيضع نتنياهو امام امر واقع يرفض الخضوع ع له، بعدما كان يأمل ان يدعمه في احلال السلام في المنطقة على جثة الدولة الفلسطينية».


المنشورات ذات الصلة