عاجل:

"قد ينهي الحرب التجارية".. اتفاق تاريخي بين الصين وأميركا

  • ٤٨

توصّلت الولايات المتحدة إلى "اتفاق" في محادثاتها مع الصين بشأن النزاع حول الرسوم الجمركية، وفقًا لما ذكره الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير، الذي أشار إلى أن التفاصيل سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق من اليوم الاثنين.

وأوضح جرير أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن الشهر الماضي "حالة طوارئ وطنية" بسبب العجز التجاري الهائل مع الصين الذي يصل إلى 1.2 تريليون دولار. وقال "نحن واثقون من أن الاتفاق الذي توصلنا إليه مع شركائنا الصينيين سيساعدنا في المضي قدما نحو إنهاء حالة الطوارئ الوطنية تلك".
كذلك أكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي كان أيضًا في جنيف، إلى أن "تقدماً كبيراً" قد تحقق وأن الاتفاق سيساعد في العمل نحو حل حالة الطوارئ الوطنية.
وكان الرئيس ترمب قد أثار ضجة عندما فرض رسوماً جمركية بنسبة 145 بالمئة على البضائع الصينية، وردّت الصين بفرض رسوم انتقامية بنسبة 125 بالمئة على الواردات الأميركية، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية. وفي وقت لاحق، طرح ترامب فكرة خفض الرسوم الجمركية التي فرضها على الصين من 145 بالمئة إلى 80 بالمئة.
وقال ترمب،في صباح يوم أمس الأحد،  إن الجانبين حققا "تقدما عظيماً" في اليوم الأول من المحادثات التي أُجريت في سويسرا.
وكتب على منصته "تروث سوشيال": "تمت مناقشة العديد من الأمور، وتم التوصل إلى اتفاق على كثير منها. لقد تم التفاوض على إعادة ضبط شاملة بطريقة ودية لكن بنّاءة".
وأضاف "نريد، من أجل مصلحة كل من الصين والولايات المتحدة، أن نشهد انفتاح السوق الصينية أمام الأعمال الأميركية".
وإعترف وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك بأن الرسوم الجمركية العالية على الواردات الصينية ستؤدي إلى انخفاض حجم التجارة، لكنه وصفها بأنها الخطوة الأولى نحو مفاوضات تجارية أوسع، مؤكداً أن الأميركيين سيستفيدون من هذا النهج الصارم على المدى الطويل. وأضاف لوتنيك في مقابلة مع قناة (سي إن إن) يوم الأحد "سياسة الرئيس الجمركية تهدف إلى فتح جميع الأسواق العالمية التي أُغلقت أمامنا. نريد أن نتيح الفرصة للأميركيين لتصدير منتجاتهم، وأن نساعدهم على التصدير فعلياً".
وفي السياق نفسه، شهدت مدينة جنيف، مقر منظمة التجارة العالمية، تقديم عدة دول، من بينها الاتحاد الأوروبي، شكاوى ضد الرسوم الجمركية الأميركية معتبرة أن تلك الرسوم تنتهك قواعد المنظمة.
وفي وقت لاحق، عقد الوفد الصيني مؤتمراً صحفيًا وصف فيه ما حدث بأنه "حوار صريح ومتعمق وبناء". وقال نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ إن الجانبين اتفقا على "إنشاء آلية تشاور" لإجراء مزيد من المناقشات حول القضايا التجارية والاقتصادية.
المفاوضون الصينيون ذكروا أن الفريقين الأميركي والصيني سيصدرون بيانًا مشتركًا الاثنين، وبالرغم من أن التوقيت لا يزال غير مؤكد، بحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس. وقال لي تشنغ قانغ، السفير الصيني لدى منظمة التجارة العالمية: "أعتقد أنه بغض النظر عن موعد إصدار هذا البيان، فسيكون خبراً سارًا للعالم".
وخلال المؤتمر الصحفي مساء الأحد، قال هي إن "الحروب التجارية العالمية التي أثارتها أو بدأتها الولايات المتحدة استحوذت على اهتمام عالمي"، لكن "موقف الصين تجاه هذه الحرب التجارية كان واضحًا وثابتًا، وهو: الصين لا تريد خوض حرب تجارية، لأن الحروب التجارية لا ينتصر فيها أحد". وأضاف نائب رئيس الوزراء "لكن إذا أصرت الولايات المتحدة على فرض هذه الحرب علينا، فإن الصين لن تخاف منها وستقاتل حتى النهاية. نحن مستعدون للعمل معًا".
من شأن هذه المفاوضات أن تقطع شوطًا طويلاً نحو استقرار الأسواق العالمية التي هزتها المواجهة الأميركية الصينية، التي جعلت السفن في الميناء تحمل بضائع من الصين غير راغبة في تفريغها حتى تحصل على الكلمة الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية.
المنشورات ذات الصلة