ذكرت وكالة "رويترز" نقلًا عن سلطة المطارات في الهند بإعادة فتح 32 مطاراً من مطارات البلاد أمام حركة الطيران المدني، وذلك في خطوة تهدف إلى استئناف العمليات الجوية بشكل تدريجي.
كذلك سيجري قادة العمليات العسكرية في كل من الهند وباكستان محادثات اليوم الإثنين لمناقشة الخطوات التالية بين الجارتين المسلحتين نوويا، بعد أن أعاد وقف إطلاق النار الهدوء إلى الحدود، وذلك عقب أعنف قتال بينهما منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، حسبما ذكرت "رويترز".
ونقلت وسائل إعلام هندية عن متحدث بإسم وزارة الدفاع قوله إنه "لم يتم الإبلاغ عن أي حوادث في جميع أنحاء جامو وكشمير الليلة الماضية".
وكان القائد العام للعمليات العسكرية الهندية قد صرح في وقت سابق بأن الجيش أرسل "رسالة عبر خط ساخن" إلى باكستان يوم الأحد، بشأن انتهاكات وقف إطلاق النار المتفق عليه هذا الأسبوع، وأبلغها بنية نيودلهي الرد حال تكرار هذه الانتهاكات.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن السبت في منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، أن الهند وباكستان قد اتفقتا على وقف إطلاق نار "شامل وفوري". هذا الإعلان جاء بعد تصعيد عسكري كبير بين الدولتين الجارتين، حيث تبادلا القصف المدفعي والصاروخي على الحدود، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.
ولكن وكالة بلومبيرغ نقلت عن مصادر مطلعة أن عدداً من المسؤولين الهنود عبروا عن غضبهم الشديد من إعلان ترمب بشأن الاتفاق بين الهند وباكستان، خاصة بعد القصف المتبادل. وأوضحت المصادر أن المسؤولين الهنود تفاجأوا من إعلان ترامب وتخطيه لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ما قوض سياسة الهند بشأن كشمير.
وأضافت بلومبيرغ أن خطوة ترمب تمثل انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا لباكستان، إذ ساهم الإعلان في خفض مستوى مودي على الساحة الدولية. وقد ذكرت مصادر في الحكومة الهندية أنه خلال مكالمة هاتفية مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، لم يلتزم مودي بخفض التصعيد، بل شدد على أن الهند سترد بقوة إذا تصاعدت الأوضاع.
وتعود جذور التوتر بين الهند وباكستان إلى 22 نيسان الماضي عندما شهد الشطر الهندي من كشمير هجومًا نفذه مسلحون أسفر عن مقتل 26 شخصًا في موقع سياحي. وقد اتهمت الهند جماعة "عسكر طيبة" بتنفيذ الهجوم، في حين نفت إسلام آباد أي علاقة لها به ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل في الحادث.
ويسعى الطرفان،على خلفية هذا التصعيد، إلى تهدئة الوضع، فيما تترقب الأوساط الدولية ما ستسفر عنه المحادثات بين قادة العمليات العسكرية، وسط تزايد المخاوف من تطور الأوضاع إلى صراع شامل بين الدولتين النوويتين.