عاجل:

"التعب المزمن".. وباءٌ جديد بعد كورونا

  • ٦٢

كشف خبراء في ألمانيا عن زيادة ملحوظة في أعداد المصابين بمتلازمة التعب المزمن (ME/CFS) منذ بداية جائحة كورونا، مؤكدين أن هناك نقصًا في الوعي الطبي حول المرض وصعوبة في معالجته.

وفقًا لبيانات شركات التأمين الصحي والجمعيات المتخصصة، يقدر أن نحو 600 ألف شخص في ألمانيا يعانون من هذه المتلازمة المزمنة، التي تعرف علميًا باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي. وتشير الدراسات إلى أن هذه الأعداد قد تضاعفت خلال فترة الجائحة، خاصة بين فئة الشباب.

وفي تصريح لصحيفة ألمانية، قالت كارمن شايبنبوجن، مديرة مركز "شاريتيه فاتيج" في برلين، المتخصص في علاج الإنهاك المزمن، إن الأطباء يلاحظون زيادة ملحوظة في الحالات منذ بدء الجائحة. وأضافت أن المرض يصيب بشكل خاص الأفراد في سن الشباب، وتعتبر الأعراض المستمرة والتي تستمر لأكثر من ستة أشهر أبرز سمات المتلازمة، بما في ذلك الإرهاق الشديد، صعوبة التركيز، مشاكل النوم، بالإضافة إلى تفاقم الأعراض بعد أي مجهود بدني أو ذهني.

تزايدت شهرة متلازمة التعب المزمن خلال جائحة كورونا بسبب ارتباطها بـ"كوفيد الطويل"، وهو حالة طبية قد تبدأ بعد عدوى فيروسية وتستمر لفترة طويلة بعد التعافي من المرض. ووجد الخبراء أن عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين تعرضوا لـ"كوفيد الطويل" أظهروا أعراضًا مشابهة لمتلازمة التعب المزمن، مما زاد من تعقيد التشخيص والعلاج.

وفي الوقت الذي يعقد فيه في برلين اليوم الإثنين، بالتزامن مع اليوم العالمي لمتلازمة التعب المزمن، مؤتمر طبي دولي، يشارك فيه نحو مئتي طبيب وعالم في هذا المجال، لمناقشة التطورات في فهم المرض وسبل تحسين العلاجات المتاحة.

وأكدت شايبنبوجن في حديثها أهمية تسليط الضوء على النقص في الأدوية والخيارات العلاجية الخاصة بمتلازمة التعب المزمن و"كوفيد الطويل"، مشيرة إلى أن العلاجات الحالية لا تزال محدودة ولا تلبي احتياجات المرضى بشكل كامل.

كما انتقدت شايبنبوجن عدم تدريس هذه المتلازمة بشكل كافٍ في الكليات الطبية، مما يفاقم من نقص الخبرات الطبية في التعامل مع المرض، ما يستدعي الحاجة إلى برامج تدريبية متخصصة لتأهيل الأطباء بشكل أفضل.

المنشورات ذات الصلة