تُعتبر الشركات العائلية في الشرق الأوسط واحدة من أهم الكيانات التجارية؛ فهي تُعد ركائز راسخة في المجتمعات العربية، ومتجذّرة بعمق في النسيج الثقافي والإرث التاريخي العائد لكل بلد. وغالبًا ما تُدار هذه الشركات عبر أجيال متعاقبة من العائلة ذاتها، وترسّخ أعمالها في قطاعات حيوية مثل: الضيافة والتجزئة والتصنيع، ما يعكس التأثير العميق للروابط العائلية، واستمرارية الإرث في صياغة ملامح الاقتصاد المحلي.
إلى ذلك، تتمتع العديد من هذه الشركات العائلية بجذور تاريخية عميقة، إذ تأسس بعضها في القرن التاسع عشر وحتى قبل عام 1950، بما يدل على مرونتها وقدرتها الاستثنائية على التكيّف عبر الأجيال. في الوقت ذاته، حيث تشهد الساحة بروز مؤسسات جديدة ناتجة عن عمليات الاندماج أو تقسيم الأعمال، مثل مجموعة (O Capital Group) المغربية، وشركة سلطان القابضة السعودية، ما يبرز الطبيعة الديناميكية والمتجددة لنموذج الشركات العائلية في العالم العربي.
ونشرت مجلة فوربس-الشرق الأوسط قائمة أقوى 100 شركة عائلية عربية لعام 2025، معتمدة على التزام الشركات المتزايد بالابتكار والاستدامة، فضلًا عن مكانتها المالية الراسخة. حيث اتخذت شركات مثل: صناعات الغانم، ومجموعة عبد الواحد الرستماني، خطوات سبّاقة بإدخال المركبات الكهربائية إلى السوقين الكويتي والإماراتي، في دلالة واضحة على التوجّه المتنامي نحو الطاقة النظيفة والتحوّل المستدام.
وتعكس قائمة هذا العام، هيمنة واضحة لدول مجلس التعاون الخليجي، إذ تضم 33 شركة من السعودية، و32 شركة من الإمارات، و8 شركات من قطر. وتتصدّرها مجموعة المهيدب السعودية، تليها شركة عبد اللطيف جميل، في حين تُعد مجموعة منصور المصرية، الشركة الوحيدة من خارج دول الخليج التي تحتل موقعًا ضمن المراكز الـ10 الأولى.
أمّا المنهجية التي تمّ إعتمادها لإعداد القائمة، فقد تمّ أدراج الشركات التي تملكها أو تديرها العائلات العربية. وقد جمع فريق بحوث فوربس الشرق الأوسط المعلومات من الأسواق المالية، والتقارير الصادرة عن الشركات الاستشارية، إلى جانب المصادر الأولية الأخرى. وتمّ تصنيف الشركات العائلية وفقًا للآتي:
● حجم استثماراتها، كقيمة الشركات التابعة، والشركات المدرجة في أسواق المال، وقيمة الأصول في قطاعات العقارات والضيافة، وإيراداتها من الأصول الأخرى.
● النشاط التجاري خلال العام الماضي، كطرح شركات تابعة في أسواق المال، والاستثمارات والمشاريع الجديدة.
● مدى تنوع الأعمال من حيث القطاعات والامتداد الجغرافي.
● أداء الأعمال الرئيسية للشركة والقطاعات العاملة فيها.
● تاريخ الشركة وإرثها.
● عدد الموظفين.