عاجل:

بيروت على عتبة استنساخ "التجربة الطرابلسية" ولكن بطعم اصعب واقسى! ( خاص )

  • ٥٨

خاص -"ايست نيوز" 

عشية فتح صناديق الاقتراع في محافظة بيروت غدا الأحد التقى مرجع روحي كبير وآخر سياسي على تصور واحد يوحي بالكثير من المخاوف التي قد تطيح بانتخابات المجلس البلدي والاختياري في المدينة بيروت ليس على مستوى إجراء الانتخابات واقتراع البيروتيين في اجواء امنية وادارية هادئة في ظل وجود ماكينات انتخابية منظمة، إنما تنحصر المخاوف على النتائج المترتبة عليها والتي ستستنسخ تجربة بلدية طرابلس في بيروت على مستوى غياب التمثيل المسيحي عن المجلس البلدي للعاصمة.

ولما نقلت هذه المخاوف الى خبير انتخابي عبر موقع "ايست نيوز" لفت بعد أن رفض الكشف عن اسمه الى أن مخاوف المرجعيات السياسية والروحية في محلها ولها ما يبررها، وهي تتجاوز هاتين المرجعيتين بما عبرا من مخاوف الى ما هو مواز في النتيجة العملية لما هو متوقع في نهاية اليوم الانتخابي. لان مثيلاتها ليست محصورة بهما انما هي أكثر تعميما ان تعمق المراقبون في سبر أغوار العملية الانتخابية ومساربها المتعددة ووقائعها المحتملة. 

واستطرد الخبير بالقول:" ان الوصول الى تأمين الحد الادنى من المشاركة المسيحية في المجلس البلدي قد يشكل مفاجأة حقيقية من الصعب تاكيدها او نفيها من اليوم. مع الاشارة الى ان ما يؤدي الى تعاظم هذه المخاوف ما عبرت عنه عملية احصائية اجريت في الساعات القليلة الماضية استخدمت فيها اكثر من وسيلة لرصد ردات الفعل على مستوى الناخبين والمرشحين بحيث تقدمت ظاهرة "الأنا" التي عبر عنها عدد من المرشحين الساعين الى التداول باسمائهم على الاقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام كما بالنسبة الى المردود الشخصي لتوفير حضور ولو كان مؤقتا قد ينتهي مع اقفال اقلام الانتخاب ويكفيهم ما يعكسه نشر صورهم في أحياء المدينة".

وقال الخبير نفسه: "أظهر الاحصاء "الذكي" الذي نفذ في ظروف هي الفضلى ليشكل قراءة دقيقة واضحة لما هو متوقع، ان هناك مجموعتان أخريان اعترضت على ما انتهت اليه اوسع عملية تفاهمات جمعت الى جانب القوى المسيحية الحزبية من كتائب وقوات لبنانية وتيار وطني حر مع من يمثل الثنائي الشيعي ونواب بيروت السنة وجمعيات اهلية بيروتية لها حضورها الوازن بعد اعتكاف تيار المستقبل وغيابه عن خوض غمار العملية الانتخابية وما كان يمثله من ثقل وتاثير شعبي ادى الى ضمان المناصفة بدون اي قلق لسنوات سبقت وتلت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو ما حافظ عليه نجله الرئيس سعد الحريري في المرحلة التي تولى فيها زمام التمثيل السني في بيروت". 

وعند دخوله في التفاصيل لفت الخبير الى ان هناك جمعيات بيروتية تعاني من تجاهلها عند البحث في تمثيل العائلات البيروتية وهي ستكون حاضرة على ابواب صناديق الاقتراع يوم غد الاحد من اجل ابراز احجامها التمثيلية في العاصمة أيا كان الثمن ولو أطاح ذلك بما يمكن اعتباره التمثيل الصحيح لكل الطوائف والمذاهب التي تحتضنها بيروت العاصمة والتي تميزها عن باقي المدن اللبنانية الكبرى التي يمكن أن تشهد نموذجا مماثلا من دون ان تكون لها اي تداعيات كتلك التي يمكن ان تشهدها بيروت وهو ام حصل في طرابلس الاحد الماضي وربما تكرر المشهد يوم السبت المقبل في صيدا وصور.

ولا ينسى الخبير ان يشير الى ظاهرة ستتكرر غدا لتستنسخ التجربة التي شهدتها الانتخابات النيابية الاخيرة على مستوى كل لبنان في 15 ايار من العام 2022 بتشكيل لائحة بلدية واختيارية لبيروت لمجموعة "مواطنون ومواطنات" التي امتهنت في تلك الانتخابات مهمة اضعاف وتقسيم جسم المعارضة النيابية والتي عرفت عن نفسها بانها "سيادية" وضرب زملاء سابقين لهم في الدوائر الانتخابية في لبنان تحديدا كل من عارضهم ممن كانوا لائحة من شاركوا في انتفاضة 17 تشرين 2019 وتقاسموا معهم أصوات الناخبين إياهم من صحن انتخابي واحد في لبنان وستتكرر التجربة غدا في بيروت بطريقة أعاقت وتعيق وصول أوسع تمثيل منهم.

على هذه الخلفيات، يمكن النظر الى الفسيفساء الانتخابية البيروتية غدا على أنها نموذج يعزز القلق على التوازن المطلوب في بيروت – العاصمة وحماية المناصفة لانه وفي حال العكس ستتعالى الاصوات الداعية الى ما لا يرغب به كثر ممن يحرصون على وحدتها الادارية والتمثيلية ووجهها الحضاري المتنوع قد تعطي انعكاسات سلبية على وجه العاصمة كحاضنة لكل شرائح المجتمع اللبناني بكل تلاوينه الطائفية والمذهبية.

المنشورات ذات الصلة