تزامن اختتام مؤتمر الشباب الماروني العاشر (MYC)، الذي انعقد في مونتريال، بمشاركة 850 شابًا من مختلف المقاطعات الكندية تحت عنوان: متجذرون في المسيح، لتعميق إيمانهم، والاحتفال بتراثهم، وتعزيز الروابط الدائم، مع تكريس حبرية البابا لاوون الرابع عشر، الذي يعطي أهمية قصوى لدور الشبيبة المسيحية في العالم.
وككل سنة، افتتح راعي ابرشية مار مارون في كندا المطران بول – مروان تابت المؤتمر بكلمة أكبر فيها هذه الاندفاعة الشبابية، التي تتجدّد كل سنة، وتحيي فينا الرجاء بغد أفضل مشرق وواعد، وذلك نظرًا إلى الدور المهم، الذي يؤدّيه هؤلاء الشباب، الذين يُعتبرون قوة ديناميكية تعكس روح الإنجيل بروح جديدة ومواكبة لتحديات العصر، من خلال تعميق الحياة الروحية عبر الصلاة، واللقاءات الروحية، والرياضات الروحية، والتنشئة الإيمانية، مما يساهم في نقل القيم المسيحية في الحياة اليومية، ونشر روح المحبة، والسلام، والرجاء، والعمل على احلال السلام، خاصة في المجتمعات المتعددة الثقافات والعادات والتقاليد.
وشدّد المطران تابت في كلمته التوجيهية على أهمية العائلة والجماعة المؤمنة، وضرورة الحفاظ على القيم التي نقلها إليهم أباؤهم من لبنان، ويعيشونها في مجتمع مختلفة عاداته وتقاليده عن عاداتهم وتقاليدهم، فاستطاعوا أن يشهدوا للحق في حياتهم وفي محيطهم، واجتهدوا أن يكونوا فيه كالخميرة في العجينة. ودعا الشبيبة المسيحية إلى الحفاظ على هذه التقاليد الروحية والاجتماعية والعائلية، مع ما يتطلبه هذا الأمر من شجاعة استثنائية تمكّنهم من عدم الذوبان في مجتمعاتهم الجديدة، وتعميق إيمانهم، والافتخار بتراثهم، وتوطيد روابط دائمة بوطن الأجداد والأباء.
اليوم الأول
وتحت عنوان "العودة إلى الجذور" بدأ المؤتمرون يومهم الأول بنشاط مُصمّم لإعادة ربطهم بالتقاليد المارونية والإيمان والمجتمع، فـأتت الاقننتاحة في سياق نشاط أطلقت عليه تسمية "بيت جدي" تعرّف من خلاله المشاركون كك على كل يحويه البيت القروي في كل بلدة لبنانية. وبعد جولة من التعارف، تمّ تبادل الآراء حول المفاهيم العامة لما تعنيه لهم العودة إلى الجذور وكيفية تأقلمهم مع المجتمع الكندي من دون أن يذوبوا فيه، وذلك من خلال تفاعل حضاري راقٍ ومتوازن.
وكان لافتًا ما تميّز به هذا اليوم من خلال ما طرحه هؤلاء الشباب من أفكار فاجأت بما فيها من نضوج وثقافة ومعرفة عميقة عن الواقع اللبناني المنظمين والمشرفين على جلسات الحوار.
اليوم الثاني
تميّزت فعاليات اليوم الثاني، التي عُقدت في رعية مار مارون في لافال ، بحفل افتتاحي ألقى خلاله المطران ميشال الجلخ كلمة توجيهية قيمة، مؤكدا عل أهمية الحاجة الى معرفة الإرث الشرقي لأباء الكنيسة وصلواتهم لأنها كانت وسيلة فعالة لقداسة هذه الشعوب. كما نوه بدور الجماعات في الكنسية الشرقية في الاغتراب ودورها في أغناء الكنيسة المحلية.
كما أعرب عن دهشته لهذه الحماسة، التي لمسها لدى الشباب اللبناني، الذين أتوا من أماكن بعيدة للمشاركة في هذا المؤتمر، الذي أصبح تقليدًا سنويًا، يزداد تنظيمًا وخبرة سنة بعد سنة، وذلك بفضل راعي الأبرشية والكهنة والمتطوعين الذين يشرفون على هذا العمل المميز، و"الذي يزيدنا أملًا وثقة بأن الكنيسة مبنية على أسس متينة لن تقوى عليها أبواب الجحيم". ودعاهم إلى التعلّق بكنيستهم وتعاليمها وارشادات مدّبريها، وإلى تجذّرهم بتراثهم اللبناني بما فيه من غنىً روحي وثقافي.
ثم انقسم المشاركون إلى ورش عمل حول العنوان الرئيسي "الهوية" لحلقات اليوم الثاني، ثم أقيمت الصلوات والتأملات والاعترافات، مستلهمين سيرة حياة الطوباوي كارلو أكويتس، في حضور ذخائره.
اليوم الثالث
وتحت عنوان " جسور الإيمان" بدأ اليوم الثالث والأخير من المؤتمر بقداس ترأسه المطران تابت وشاركه فيه المطران جلخ وحضره قنصل لبنان العام أنطوان عيد ورؤساء الأحزاب اللبنانية في مونتريال وفعاليات من الجالية اللبنانية.
وبعد القداس الإلهي قدم المطران تابت للمطران جلخ درع الأبرشية " الصليب الابرشي"، شاكرًا له مشاركته الفعالة في هذا المؤتمر، مؤكدًا أن هؤلاء الشباب هم مستقبل الكنيسة الجامعة.
بدوره شكر المطران جلخ للمطران تابت على ما قام ويقوم به من جهود جبارة لكي يبقى أبناء الجالية اللبنانية في كل المقاطعات الكندية ملتفة حول كنيستهم، ومؤكدًا ما يبذله في هذا السبيل هو محل تقدير من قِبل الجميع، وبالأخص من قِبل الفاتيكان، الذي يتابع تفاصيل الابرشيات الاغترابية بدقة وعناية.






