عاجل:

زيارة عباس لن تنتج حلاً فعلياً للمخيّمات (الأخبار)

  • ١٩

العين على زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يصِل إلى بيروت اليوم، لإجراء محادثات مع الدولة اللبنانية بشأن السلاح الفسلطيني داخل المخيمات، بعدَ أن أصبحَ هذا الملف ضاغطاً بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والمنطقة.

يمكن القول إن ملف السلاح الفلسطيني يُطرح، للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف، بشكل جدّي وعاجل على طاولة البحث، وبعدما دفع الضغط الدولي والداخلي المجلس الأعلى للدفاع لأول مرة، إلى إطلاق بيان «تحذيري» لحركة «حماس» يمنعها من استخدام الأراضي اللبنانية لإطلاق الصواريخ باتجاه فلسطين المحتلة، وهو تحذير نتجت منه اتصالات على أعلى مستوى، خاصة أن التحذير رافقه توتّر غير ظاهر، تلاه حراك لافت لياسر عباس، نجل الرئيس الفلسطيني الذي التقى عدداً من السياسيين والأمنيين، لمناقشة الصيغ المقبولة لمعالجة الملف.

وقالت مصادر أمنية لـ «الأخبار» إن «عباس سمع من الأجهزة الأمنية التي تواصلت معه أنه تقع على عاتق الفصائل الفلسطينية مسؤولية الاتفاق في ما بينها على صيغة لا تؤدّي إلى انفجار الوضع داخل المخيمات، على أن تتولّى السلطة الفلسطينية تجميع السلاح أو تنظيمه وتسليمه للدولة اللبنانية، أو خلق آلية يتم التوافق عليها في لجنة مشتركة لبنانية – فلسطينية». وأضافت المصادر: «إن الأوضاع الراهنة لا تسمح بدخول الجيش اللبناني إلى المخيمات من دون وجود اتفاق مسبق، لأن ذلك قد يؤدّي إلى مشاكل كبيرة».

وبحسب المصادر، لم تصل هذه المشاورات إلى خلاصة واضحة. حيث لا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت الظروف مؤاتية للمباشرة بهذه الخطوة، وما إذا كانت هناك إمكانية لدى «منظمة التحرير الفلسطينية» على إدارة الفصائل أو إبرام اتفاق معها ولا سيما مع «حماس» وباقي الفصائل الفلسطينية الحليفة للمقاومة. وكشفت أن «الاتصالات السياسية تكثّفت عشية وصول عباس بين المسؤولين اللبنانيين والسفارة الفلسطينية» .

وبحسب المعلومات فإن الدولة اللبنانية توصّلت مع السلطة الفلسطينية إثر نقاش مع السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور وأمين سر حركة «فتح» وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات إلى أن يكون عنوان الزيارة «بسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها» وليس نزع السلاح. وعلمت «الأخبار» أن السفير الفلسطيني وخلال الحديث عن التحضير للزيارة لمّح إلى إمكانية أن يعقد عباس مؤتمراً صحافياً، لكنّ رئيس الجمهورية جوزيف عون بعث برسالة تمنّى فيها إلغاء الفكرة حتى لا يصدر عن عباس أي مواقف غير محسوبة تؤدّي إلى توتير الأجواء السياسية.

أورتاغوس: الضغط يزيد

وفي هذا السياق، يجري الاستعداد لبنانياً لزيارة مرتقبة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الشهر المقبل. وكشفت مصادر سياسية بارزة عن رسائل أميركية وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين تشير إلى أن «أورتاغوس تحمِل معها لائحة شروط تتجاوز اللجان الدبلوماسية الثلاث»، وأنها «ستنقل موقفاً متشدّداً من إدارتها بأن على لبنان أن يبدأ التفكير جدياً في عملية انضمامه إلى اتفاقيات السلام كشرط للانسحاب الإسرائيلي والوقف الكامل لإطلاق النار».

وقالت المصادر، إن المبعوثة الأميركية «تهتمّ للبند المتعلّق بالفلسطينيين في لبنان، سواء لجهة نزع سلاحهم كما يحصل في سوريا، أو لجهة دفع السلطات اللبنانية إلى التخلي عن فكرة التعامل معهم كلاجئين والدفع إلى توطينهم على مراحل».

إضافة إلى ذلك، فإن أورتاغوس تريد مناقشة سبل إيجاد «حل شامل بين لبنان وإسرائيل، وأن لا يكون البحث محصوراً في ملف الحدود»، مشيرة إلى أن «الضغط على لبنان سيزداد في الأسابيع والأشهر المقبلة، وقد تبلّغ رئيس الجمهورية بهذه الأجواء، وهو ما دفعه إلى القول من مصر إننا أمام تحدّي السلام لكل منطقتِنا ‏ونحن جاهزون له»، قبل أن يعود إلى رفع السقف بموضوع السلاح بقوله إن «لا خيار أمام حزب الله إلا القبول بمفهوم الدولة، ومن حقّه المشاركة السياسية لكنّ السلاح بيد الدولة».


المنشورات ذات الصلة