عاجل:

الجنوب يقترع ... تثبيت للخيارات التاريخية وسط استحقاق «البلديات» (الديار)

  • ١٣

كتب رضوان الذيب:

زحف جماهيري الى الجنوب اليوم استفتاء للمقاومة وسلاحها وصمودها ووفاء لقائدها الشهيد سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين والحاج محمد عفيف والشيخ نبيل قاووق وكل القادة الشهداء، ومعهم الالاف الذين رووا ارض الجنوب بدمائهم الطاهرة.

اليوم يصوت الجنوبيون للمقاومة وخطها ويجددون الالتزام بنهجها عبر اوسع مشاركة شعبية في الانتخابات البلدية غير آبهين بالقصف والغارات والتهديدات والمسيرات والرسائل المشفرة وكل المحاولات العربية والدولية لاحداث خرق ما في مدينة صور او في اي بلدية جنوبية، حيث وصل عداد التوافقات الى اكثر من 120 بلدية .

يستعد الجنوبيون اليوم للاحتفال بعيد المقاومة والتحرير بطريقة مختلفة عن السنوات التي تلت عامي 2000 و2006 عبر المجيء ببلديات قادرة على الإشراف على اعادة العمران وبناء القرى من جديد والصمود فيها ومنع تحويلها الى مناطق عازلة، اليوم يرد الجنوبيون على محاولات اقتلاعهم من أرضهم وسلخهم عن مقاومتهم وتاريخهم، اليوم يمارس الجنوبيون حقهم في الانتخاب في موازاة اقامة الصلوات على أرواح الشهداء في أفضل تعبير عن ثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت الاسرائيلية.

الجنوبيون اليوم قد تكون رسائلهم موجهة ايضا الى بعض السلطة الذين يماطلون في موضوع اعادة الاعمار، والقول لهم :للصبر حدود .

وفي ظل التطورات اللبنانية المتلاحقة ،فان المعلومات المسربة من الدوحة ومسقط تفيد ان الاميركيين يتولون الإشراف المباشر على الملف اللبناني بكل تفاصيله، وكل اسبوع او شهر تقريبا، هناك وفود اميركية اقتصادية ومالية وأمنية وديبلوماسية وعسكرية وثقافية، سيأتون الى بيروت لمتابعة كل ما تحتاج اليه الدولة اللبنانية وتحديدا الجيش اللبناني والاجهزة الامنية، فالمرافق الحيوية من المطار والمرفأ والمصنع والعريضة بيد الاميركيين الذين يقفون وراء التغييرات والمناقلات الإدارية في المطار .

وحسب المعلومات، فان المسؤولين الاميركيين تطرقوا الى الملف اللبناني على هامش المفاوضات الاميركية الإيرانية ووقف اطلاق النار في الجنوب، وكان الرد الإيراني، « هذا الموضوع يخص لبنان وحزب الله ولا علاقة لطهران لا من قريب أو من بعيد في هذا الملف»، كما بحث الاميركيون الملف اللبناني مع مسؤولين خليجيين، ونقلوا من خلالهم رسائل غير مباشرة مضمونها « ليسلم حزب الله و الشيعة سلاحهم ، ولياخذوا في المقابل ما يريدون وما يطلبون في الدولة اللبنانية اذا كان ذلك عامل اطمئنان لهم.

وحسب المتابعين لهذا الملف، فان واشنطن تمارس سياسة» العصا والجزرة« بشان سلاح حزب الله، فالموفدة الاميركية اورتاغوس تمارس التهديد والوعيد، وفي الوقت نفسه، لم تتخل واشنطن عن قنواتها السرية لمعالجة ملف السلاح بالحوار عبر الدولة اللبنانية، لكنه لم يصل الى نتائج تذكر بعد ، ولن يتم البحث الجدي قبل وقف الاعتداءات الاسرائيلية وبالتالي ستاتي اورتاغوس وليس في جعبتها اي طروحات جديدة سوى اطلاق التهديدات وتكرار المواقف السابقة .

وفي الخلاصة ، الاولوية لسورية حاليا وليس للبنان، وموضوع سلاح حزب الله سيدخل المساكنة مع استمرار الستاتيكو القائم الى ما بعد الانتخابات النيابية، وفي ضوء النتائج تحدد المسارات، وبالتالي فان الاولوية الاميركية هي لسورية والسلام مع اسرائيل ، واحمد الشرع امام احتمال فقط لاغير،والمهلة عير مفتوحة والمعادلة محددة بشهور عدة « السلام او التقسيم « وفي ضوء النتائج تحدد كل الملفات اللبنانية.

السلاح الفلسطيني

اعطى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الضوء الاخضر للحكومة اللبنانية للبدء بنزع السلاح الفلسطيني في المخيمات ووضعها بعهدة الدولة اللبنانية، وتم التوافق خلال اجتماع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني على البدء في 15 حزيران بسحب السلاح الفلسطيني من مخيمات بيروت وتحديدا، صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة ومار الياس، وبعدها مخيمات الشمال، والمحطة الاخيرة ستكون في عين الحلوة، لكن السؤال الاساسي: ما هي الالية لسحب السلاح الفلسطيني من المخيمات الفلسطينية وتحديدا في عين الحلوة، أكبر مخيم للفلسطينيين في لبنان؟ كيف يمكن معالجة موضوع الإرهابيين في حي الطوارئء ؟ كيف سيتم حل ملف السلاح عند حركة حماس والجهاد والقيادة العامة ومعظم الفصائل الفلسطينية غير المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية؟ وفي معلومات مؤكدة ، ان الاتصالات لعقد اجتماع فلسطيني موسع في السفارة الفلسطينية برئاسة عباس وفي حضور حماس والجهاد لم يكتب لها النجاح نتيجة التوتر بين الاطراف الفلسطينية. وفي المعلومات، ان لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ستتولى الملف واقصى ما يمكن التوصل اليه إخفاء المظاهر المسلحة الفلسطينية داخل المخيمات، على ان تتولى قوة من منظمة التحرير الفلسطينية الإشراف على امن المخيمات والتنسيق مع الجيش اللبناني والمخابرات لتسليم بعض المطلوبين،علما ان موازين القوى في المخيمات، وتحديدا في عين الحلوة ليست لمصلحة فتح مطلقا وليس لها الكلمة الفصل وهي الحلقة الأضعف ولم تتمكن من الحسم خلال الاحداث التي شهدها عين الحلوة منذ سنتين، وهناك قلق جدي من قدرة المنظمات الفلسطينية على اخراج فتح من عين الحلوة والسيطرة عليه .

انتخابات الجنوب

الانظار كلها نحو جزين حيث تشهد المدينة «ام المعارك « بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، المعركة مفتوحة ودون قفازات، و زج الطرفين كل أوراقهما في المعركة البلدية للسيطرة عليها، موازين القوى متقاربة والمحاولات لم تتوقف لكسب المترددين،علما ان المعركة البلدية محصورة بلائحتين: الاولى تضم التيار الوطني الحر وابراهيم عازار والثانية القوات والكتائب والتغيريين، والسؤال: هل ينجح العونيون في منع التمدد القواتي الى جزين ام تصبغ المدينة غدا باعلام معراب؟

وفي المقابل تشهد صيدا معركة زعامة بين ال سعد وال البزري مستغلين انكفاء المستقبل ، ويتنافس على المعركة البلدية 6 لوائح، وسط بازار سياسي مفتوح على العائلات الكبيرة والتاريخية في المدينة ، واللافت، ان القوى الاساسية في صيدا، من التنظيم الشعبي الناصري الى عبد الرحمن البزري الى الجماعة الإسلامية الى الاحزاب، يقفون وراء اللوائح بعباءات عائلية، وفي حاصبيا يخوض الحزب الاشتراكي المعركة بغطاء عائلي مع غياب المنافسة . 

المنشورات ذات الصلة