عاجل:

بشأن الحرب المحتملة.. تقرير يكشف: هكذا ستتصرف "إسرائيل" حيال حزب الله

  • ٣٦

ذكرت مجلة "Foreign Policy" الأميركية أن "الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل يُعد أحد أكثر الحدود اضطرابا في العالم. كلما تصاعدت حدة الخطاب بين إسرائيل وإيران، تتصاعد المخاوف من احتمال نشوب صراع آخر بين لبنان وإسرائيل. 

وبحسب المجلة، "يتفق الجميع في لبنان على أن احتمالات نشوب حرب شاملة مع إسرائيل أصبحت أعلى من أي وقت مضى منذ عام 2006، ولكن إذا كان هدف إسرائيل يتلخص في الردع الدائم لحزب الله، فقد لا تكون الحرب أفضل استراتيجية متاحة أمامها. ويجادل البعض بأن الوضع الراهن مع حزب الله قبل 7 تشرين الأول 2023، ربما كان السيناريو الأفضل لإسرائيل، فلم تشهد الحدود مواجهات واسعة منذ حرب عام 2006. وفي الوقت نفسه، كانت المعارضة لحزب الله داخل لبنان آخذة في التزايد، حيث أثار تحالفه مع إيران غضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كما وتسبب انفجار مرفأ بيروت في العام 2020 بغضب عارم بين الجمهور".

وأضافت المجلة: "إحدى الاستراتيجيات التي يفكر فيها الإسرائيليون الآن هي أن تقتصر الهجمات على المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في جنوب لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت، والبقاع، وهذا من شأنه أن يزيد من تعطيل اقتصاد لبنان المنهار بالفعل، لكن الهدف الاستراتيجي الرئيسي سيكون دفع أنصار الحزب إلى مناطق أخرى، وبالتالي زيادة التوترات الاجتماعية. ويعتقد الإسرائيليون أن هذا يمكن أن يردع حزب الله محليا".

وتابعت: "على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحت معارضة حزب الله أكثر وضوحاً، حتى بين قسم من الطائفة الشيعية، لكن لا توجد أرقام واضحة، ويعتقد بعض المحللين أنه من غير المؤكد كيف سيكون رد فعل اللبنانيين عند مواجهة العدوّ الإسرائيلي. 

 وبحسب المجلة، " وإذا أرادت إسرائيل تهيئة الظروف المناسبة لتدمير الحزب على أيدي مواطنيه اللبنانيين، فإنها تحتاج أولاً إلى معرفة ما يجب فعله بأسلحة حزب الله وأتباعه، وكيفية عدم المبالغة في الأمر بطريقة لها تأثير عكسي على حملتها. وفي الواقع، هذا أمر من الصعب جداً القيام به. علاوة على ذلك، فإن حزب الله ليس مجرد مجموعة مكونة من بضعة آلاف من المقاتلين، فهو جزء لا يتجزأ من مجتمع يعتبره المدافع الأول عنه ويثق في أمينه العام حسن نصرالله. أضف إلى ذلك، من المتوقع أن يلقى الحزب تأييد قسم آخر من اللبنانيين في حال شنت إسرائيل غزواً واسع النطاق على لبنان".

واستكملت: "في حين أن حزب الله قد يكون لديه ما بين 20000 مقاتل، كما يقول بعض المحللين، و100000، كما ادعى نصر الله، إلا أن لديه العديد من المؤيدين المنتشرين في كل أنحاء لبنان. إن شبكة الدعم والجواسيس التابعة لحزب الله واسعة النطاق، وعملها سري للغاية. يعيش معظم مقاتلي الحزب حياة طبيعية، ولديهم وظائف يومية، وملتزمون بتقديم خدماتهم عندما يُطلب منهم ذلك، وهم متحفظون بما يكفي لإخفاء هوياتهم. وبما أنه من الصعب التعرف على مقاتلي حزب الله، فإن إسرائيل لن تعرف كيفية التمييز بينهم وبين المدنيين حتى لو قامت بالغزو".

 وأضافت المجلة: "إذا قامت إسرائيل بقصف المناطق التي يسيطر عليها حزب الله بالقنابل الشاملة، فستكون هناك خسائر فادحة في الأرواح، ومع ذلك، فإنها لن تستطيع السيطرة على هذه المناطق ما لم تحتل لبنان، الأمر الذي من المؤكد أن يؤدي إلى حرب طويلة وضربات في عمق إسرائيل. فحزب الله ليس مجموعة من الأشخاص يرتدون الزي الرسمي أو يحملون الأسلحة، بل هو مجتمع يسكن قرى وأحياء ومدن بأكملها. فهل ستقضي إسرائيل على السكان لتهزم خصمها؟ وهل سيجلب لها ذلك الأمان أم صراعاً ممتداً؟ 

ولفتت إلى ان "الإسرائيليين في موقف محرج، ربما يمكنهم إضعاف حزب الله في حال الهجوم، لكنهم لا يستطيعون هزيمته بشكل نهائي. ومن ناحية أخرى، فإن إصرار حزب الله على البقاء على الخط الأزرق بصواريخ موجهة نحو إسرائيل يشكل مصدراً دائماً للتوتر والقلق بين الشعب الإسرائيلي. لكن حزب الله قام أيضاً بقياس رد فعله، ويرجع ذلك جزئياً إلى إدراكه أن إسرائيل تمتلك قوة نيران أكبر بكثير، ولكن بشكل رئيسي لأن الشعب اللبناني لا يريد الحرب. ومع ذلك، واصل حزب الله هجماته المحدودة ضد إسرائيل وتعهد بمواصلة الهجمات ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".

 وختمت المجلة، "هناك طريقة واحدة للخروج من هذه الفوضى وهي السياسة".

المنشورات ذات الصلة